إطلالة كتاب: توسعةُ الغرضِ من الإجازة الروائية لتشمل التباني العلمي وتوثيق المُجاز.
المؤلف: السيد محمد السيد علي العلوي.
عدد الصفحات: 67 صفحة.
الناشر: مداد للثقافة والإعلام.
الطبعة: الأولى 1444هـ - 2023م.
الكتاب عبارة عن ورقةٍ بحثيةٍ ألقاها المؤلف في المركز الإسلامي للدراسات والبحوث، في قرية المعامير، مساء الجمعة 20 من ذي القعدة 1444هـ، الساعة الثامنة والنصف.
منشأ الفكرة ودواعي الكتابة:
نشأتِ الفكرة من وقوفِ المؤلف على مجموعةٍ من الظواهر السيئة في بعض مساحات المستويات العلمية الابتدائية لطلبة الحوزات الشريفة، بعد أن لم تكنْ هذه الظواهر موجودة بهذا الحجم، فدعتِ الحاجة بحسب ما يراه السيد المؤلف للسعي في إصلاح هذا الخلل وتصحيح الأخطاء، وقد وجدَ الحلَّ بحسب جهده ونظره في إعادة الاعتبار للإجازة الروائية، وإن شئتَ قلت توسعة الغرض منها كما هو ظاهر من العنوان.
موضوع الكتاب:
يتحدث المؤلف في هذا الكتاب [الورقة البحثية] حول رؤيةٍ يراها ويعتقد أن من شأنها أن تحدَّ بشكلٍ كبيرٍ من الظواهر السيئة التي انتشرت بين بعض طلبة العلم، وبعد انتهائه لعدم قابلية العمامة للعب هذا الدور، لا سيَّما مع اختلاف المعايير وعدم وجود سلطةٍ لأحدٍ على أحدٍ في تتويج الطلبة بالعمامة، وكونها لا تدل إلا على كون هذا المعتمر للعمامة طالب علمٍ في الحوزة، وجد الباحث ضالَّته في الإجازة الروائية، معتقدًا بقابليتها الكبيرة لحلِّ المشاكل الموجودة في هذا السِلك، والارتقاء بمستويات طلبة العلم، ومستوى الثقة بينهم وبين عامَّة الناس، بالإضافة إلى ما تؤسِّس له الإجازات المعتبرة من تبانٍ فكري وثقافي ومعرفي بين المُجيز والمُجاز بالدرجة الأولى، وسلسلة المُجيزين والمُجازين بالدرجة الثانية.
أضف إلى ذلك أن الإجازة مبتنيةٌ على دراسة طالب العلم لمجموعةٍ من كتب الأحاديث الشريفة المعتبرة، وهي مما يقتضي ويساعد على تقويته علميًا وثقافيًا، ويرفع مستوى الأخلاق والحكمة عنده، فيؤمَّلُ منه كل خيرٍ حينها، سواء أُجيزَ فيما درسه من كتبٍ أم لم يوفَّق للإجازة.
وبطبيعة الحال لا بدَّ من عروض بعض المحذورات أو توهُّمها، وهو ما سعى الكاتب لدفعه والإجابة عليه في طيات الكتاب.
كما أنَّه لم يتجاهل ردود الأفعال والتعليقات على مشروعه، بل أضاف بابًا في آخر الكتاب بناءً على ما ورده من ردودٍ وتعليقات، وقد عدل فيه عن مصطلح (العقل الجمعي) إلى (العاطفة الجمعية)، فوقع الكلام في الدال أما المدلول فهو محلُّ اتفاقٍ ويمكن فهمه من مصطلح (العقل الجمعي).
أقول: الحاجة لما يصحِّح المسار ويضبطه لدى طلبة العلم غير خافية، سواء كانت عن طريق المشروع الذي يقترحه صاحب السماحة السيد محمد العلوي أو عن طريقٍ آخر، وقد سألته مشافهةً عن اختياره للإجازة الروائية دون غيرها، فكان مفادُ جوابه أننا لا نحتاج لابتكار شيءٍ جديدٍ مع الوجود الفعلي لما يمكن اعتماده، فيكفي مجرد إعادة الاعتبار للإجازة الروائية وتخليصها مما لَحقَ بها من عناوين ثانويةٍ أضرَّت بها.
أتفق مع السيد المؤلف في طرحه، وما نحتاجه في هذا المشروع أو غيره من المشاريع الكبيرة هو النفس الطويل وعدم استعجال النتائج، فإنَّ من أسوء ما نعانيه اليوم هو حالة استعجال النتائج من المتصدين ومن عامَّة الناس، والحال أنَّ المشاريع الكبرى تحتاج إلى خطواتٍ كثيرةٍ ووقتٍ طويلٍ حتى تحقِّق النتائج المرجوة منها.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
محمود سهلان العكراوي
الأحد 20 من ذي الحجة 1444هـ
الموافق 9 يوليو 2023م