لمحة من السيرة العلمية "المختصرة" لسماحة العلامة الشيخ محمود العالي
ولد سماحة العلامة الجليل الشيخ محمود بن الحاج حسن آل الشيخ العالي دامت بركاته، في عام ١٩٦٧ في قرية عالي في البحرين.
- ونشأ في أسرة مؤمنة لها محبة وولاء خاص لآل البيت عليهم السلام، فاستقى منها هذا الحب وهذا الولاء، وسرعان ما بدى منه الانشداد و الولع بالعلم والعلماء حيث كان قد تأثر وهو في سن الطفولة ببعض الشخصيات العلمائية أمثال العلامة الشيخ إبراهيم المبارك الذي كان متميزاً بشخصيته و وقاره و هيبته، فلازم الصلاة خلفه والحضور في مجالسه على حداثة سنه حتى لامس اهتمام ورعاية الشيخ المبارك به حيث كان يتفقد أحواله ويسأل عنه في غيابه لِما شاهد منه من حب للعلم والعلماء.
- في مرحلة الدراسة النظامية المتوسطة بدأ سماحته بأخذ بعض الدروس الحوزوية الأولية في أيام العطل الدراسية، فكان يذهب إلى قرية شهركان من قرى البحرين للحضور عند سماحة السيد علوي الشهركاني حيث أخذ عنه بعض الأوليات ككتاب التبصرة والآجرُّومية وشرح الباب الحادي عشر، وكذلك استفاد سماحته من محضر المرحوم الشيخ عبد الأمير الجمري طاب ثراه حيث حضر عنده مقداراً من كتاب تحرير الوسيلة وقطر الندى ودروس في العقيدة الإسلامية.
- بعد أن اشتدت رغبة سماحته في خوض سلك العلماء قرر الذهاب للنجف الأشرف ليستقي العلم من منبعه، ولكن ولبطش النظام العراقي السابق تخوّف والده عليه من ذلك، فقرر الذهاب إلى قم المقدسة عش آل محمد عليهم السلام فبارك له والده هذا المسير ودعى له بالتوفيق.
- كان ذهابه إلى مدينة قم المقدسة في نهاية عام ١٩٨١، وهو في سن الثالثة عشر تقريبا.
وهناك أكمل المقدمات الأولية من دروس الحوزة والسطوح الأولى في الفقه والعربية والبلاغة والمنطق وغيرها من العلوم على يد جملة من فضلاء الحوزة العلمية في ذلك الوقت من أمثال:
- سماحة السيد عبد الصاحب الشادكاني أحد فضلاء خوزستان.
- سماحة السيد علي مكي العاملي حيث حضر عنده المختصر بأكمله وقسمًا كبيرًا من المطوّل.
- لازم دروس سماحة آية الله السيد أحمد المددي دام ظله مدة لا تقل عن ٦ سنوات حيث حضر عنده بحوثا في علم الحديث والرجال.
- وكذلك حضر عند سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري في مدة تزيد على السنتين.
- ارتبط كثيرا بسماحة آية الله الشيخ محمد هادي آل راضي حيث حضر لديه أصول المظفر وحلقات الشهيد الصدر وقسما من الكفاية.
- لمّا قدم سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الإيرواني لحوزة قم المقدسة وأنعشها بدروسه المتميزة من حيث الأسلوب والكفاءة في التدريس، حضر عنده السطوح العليا فأخذ على يديه دروس الكفاية والمكاسب والرسائل.
- وكان في هذه المرحلة يحضر كذلك دروس الحوزات الفارسية في هذه المتون حضور مقارنة حيث حضر عند الشيخ شب زنده دار الذي كان معروفاً بتدريس الكفاية والمكاسب وكان درسه يعج بمئات الطلاب، وكذلك حضر عند آخرين و أنهى هذه المرحلة في حدود عام ١٩٨٦م.
- بعد ذلك بدأ سماحة الشيخ بحضور أبحاث الخارج على يد المجتهدين والمراجع العظام حيث حضر عند كل من:
- آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي دام ظله (فقه وأصول).
- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الكوكبي قدس سره(أصول).
- آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني قدس سره (أصول).
- آية الله العظمى الوحيد الخراساني دام ظله (أصول).
- آية الله الشيخ حسين اللنكراني قدس سره (فقه وأصول).
- آية الله الشيخ جوادي آملي دام ظله (فقه).
- آية الله الشيخ أبو طالب تجليل تبريزي (فقه).
- آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره (فقه وأصول).
* وكانت استفادته في علم الأخلاق على يد سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري دام ظله الذي كان معروفاً بتدريس الأخلاق والسلوك.
* دراسته في الفلسفة والعلوم العقلية كانت عند مجموعة من العلماء أبرزهم:
- سماحة الشيخ العباسي أحد فضلاء طلاب سماحة آية الله الشيخ حسن زاده آملي.
- وسماحة الشيخ رباني كلبايكاني.
* اشتغل سماحته وهو في حوزة قم المقدسة بتدريس الكثير من المتون الحوزوية ككتاب اللمعة والشرائع وغيرهما دورات متعددة تبلغ في بعضها ١٥ دورة، كما اشتغل كذلك بتدريس كتاب الكفاية والمكاسب منذ سنة ١٩٩٢ إلى ما قبل رجوعه للبحرين، حيث كان يحضر لديه جملة من فضلاء العراق ولبنان والخليج.
* ومنذ رجوعه إلى البحرين في نهاية التسعينيات، وإلى وقتنا الحاضر لازم سماحة الشيخ تدريس كتب السطح العالي في الحوزات العملية، كما بدأ بإلقاء البحث الخارج على مجموعة من الفضلاء المشايخ حيث أنهى معهم أبواب كثيرة في الفقه والأصول.
- لسماحته عدة كتب وأغلبها مخطوط، منها:
مقالات في المرجعية والتراث (مطبوع).
الحوار العاشورائي (مطبوع).
كتاب في القواعد الفقهية (مخطوط).
بحوث حول الإمام المهدي عجل الله فرجه (مخطوط).
رسائل فقهية (مخطوط).
استدلال على اللمعة الدمشقية (مخطوط).
وكذا تقريرات أساتيذه في أبحاث الخارج (مخطوط).
- يشهد له كل من عرفه ولازمه بأنه يمتاز بالمستوى العلمي الرفيع وموسوعية الاطلاع وسعة الصدر ونُبل الأخلاق وطيب العشرة والحس الأبوي الذي يحتضن الجميع، كما عُرِف عنه التزامه بصلاة الجماعة وإلقاء المحاضرات القيّمة في مختلف المناسبات في قرى ومدن البحرين وبمشاركاته الفعالة في مختلف الفعاليات الإسلامية والاجتماعية بالإضافة إلى مجلسه الأسبوعي العامر بأصحاب الفضيلة ومختلف طبقات المجتمع.