1- ولادته:
وُلِد سماحته في المحرّق سنة (1961م) من أبٍ متديّن كادح وأمٍّ مؤمنة يرجع نَسَبُها الشريف إلى الإمام الحسين (ع). وكانت ولادته نَذْرًا منهما إنْ رزقهما الله ولدًا أسمياه باسم السيّد عبدالعظيم من نسل الإمام الحسن (ع) المعروف قبره في طهران بـ (شاه عبدالعظيم).

2- نشأته:
منذ طفولته وهو يحمل صفات نفسيّة جميلة جعلته محبوبًا عند أهله وزملائه. وكان ملازمًا للمسجد والحسينية منذ عمره سبع سنين.

3- دراسته الرسميّة والدينيّة:
بعد إكماله الصفّ السابع رغب في دراسة العلوم الاسلامية فهاجر إلى حوزة النجف الأشرف في سنة (1974م) وهو لم يبلغ الحُلُم.

4- أبرز أساتذته:
أبرز أساتذته في حوزة النجف كان آية الله السيد مرتضى الأصفهاني، والمرجع الراحل السيد عبدالأعلى السّبزواري في علم الحديث والأخلاق والتفسير، وآية الله السيد أحمد المددي. ودرس علم التاريخ عند آية الله السيد محمد كلانتر. وأما أساتذته في حوزة قم من سنة 1981 إلى سنة 1982 فالمرجع الراحل السيد محمد الشيرازي حيث انتقل بعدها إلى طهران للتدريس في حوزة القائم وأخذ يستمع إلى دروس المرجع المنتظري عبر الإذاعة. ثم واصل دراسته في حوزة مشهد وكان من دروسه فيها درس العقائد والمعارف عند آية الله المرواريد من سنة 1992 إلى 1995.

5- عودته إلى وطنه:
إستقرّ في بدايات سنة (1978م) بمنطقته (المحرّق) إمامًا للجماعة في مسجد الرضا حتى الشهر العاشر من سنة (1980م) وكان يلقي فيه بعد صلاة العشاء محاضراته وخطبة يوم الجمعة بعد إقامته لصلاة الظهر والعصر. ومحاضرات في مناطق عديدة من البحرين.

6- سفراته التبليغية:
بعد سفر الحجّ في سنة (1983) قام سماحته حتى سنة (1993) بعدّة سفرات للتبليغ الإسلامي إلى كلٍّ من الهند وكينيا وإسبانيا والدنمارك والسويد وبريطانيا، ولم تقتصر نشاطاته هناك على المحاضرات واللقاء بالجاليات بل ساهم في تأسيس مشاريع إسلامية ومدارس دينيّة ومراكز ثقافيّة وربط المهاجرين بتلك المشاريع، واهتدى على يده كثيرون، ولازال شيعة الدنمارك يذكرون عطاءه في مطلع التسعينات حيث أقام في العاصمة (كوبنهاجن) قرابة خمس سنوات، وأسّس هناك حسينيّة الإمام المهدي (ع). وبعد رجوعه إلى البحرين في سنة 2001 جدّد سفراته التبليغيّة إلى الحجّ وإلى بعض الدول الخليجيّة وإلى الدنمارك والسويد وفرنسا وبرلين والنرويج في سنة 2009 للقاء بالمغتربين وإرشادهم الديني.

7- إقامته في مدينة مشهد:
عاد من الدنمارك سنة (1992) واستقرّ في جوار حرم الإمام الرضا (ع) وفيها واصل سماحته في المزيد من الدروس والتأليف، واستطاع بالتعاون مع المحسنين أن يبني حسينيّة بالقرب من الحرم الشريف باسم (حسينية الإمام الرضا) وكانت مقرًّا لنشاطاته ومحاضراته.
عاش في هذه المدينة المقدّسة من سنة 1992 إلى سنة 1996. ثم هاجر منها إلى مدينة قم المقدسة، وتفرّغ لتأليف المزيد من الكتب في مختلف المواضيع.

8- مؤلفاته القيّمة:
أوّل تأليفٍ صَدَرَ له كان في سنة (1978) وعمره 18 سنة بعنوان (حقائق للتأمّل). واستمر في تأليفاته حتى هذه السنة (2019) حيث تجاوز عددها المائة كتابًا وكتيّبًا في مختلف العلوم والمواضيع. أشهر مؤلفاته كتاب (قصص وخواطر من أخلاقيّات علماء الدين) الذي ألّفه قبل (26) عامًا وقد طُبِع قرابة عشرين طبعة لكثرة الطلب عليه.

وصدرتْ له العناوين التالية:
(الحسين مدرسة الأجيال) (رسالة الأخوة والتآلف) (العلم والعلماء في الكتاب والسنّة) (علماء البحرين دروس وعبر) (مذكّرات الشيخ بهلول) (حوار بين الحاج والشباب) (تلخيص التشريع الإسلامي) (100سؤال وجواب فيما يحتاجه الشباب) (لمستقبل أفضل) (من أخلاق الإمام الحسين) (معلومات تحتاجها لسفر الآخرة) (المحبّة والعدالة والعقلنة.. دعائم الإصلاحات الناجحة) (سمعتُ يقولون) (أمّ البنين.. رسالة إلى المرأة المسلمة) (أخلاق التعدّدية) (عالِمٌ ومتعلِّم) (كلماتٌ مِن نور) (شؤون علمائيّة بين السائل والمجيب) (التسقيط.. ظاهرةٌ خطيرة ومعصيةٌ كبيرة) (الحرّية، ولا بديل) (تجربة الوحدة والتعايش) (له دعوة الحقّ) (ماذا تعرف من أسرار الحجّ) (الإختلاف.. وثقافة التعايش) (الإمام المهدي.. أمل الإنقاذ العالمي) (الإمام الحسن الزكيّ.. منهج الأخلاق والعقلانيّة) (العقل ودوره في حياة الإنسان المسلم) (الخطر قريبٌ منك.. وحبل النّجاة بين يديك) (وللإنسان كرامة) (يا رسول الله.. هذه أمّتك وأنت الدّواء) (أولويّات في طريق الإصلاح والتغيير) (نحو ثقافة الغيرة وفِقْهِ الفضيلة) (البناء القرآني في الحوار مع الآخر) (الديمقراطيّة الغربيّة والشورى في الإسلام) (ولا تكُن مِن الغافلين) (أين الخلل وما هو الحلّ) (يا أيّها المسلمون) (إلى الشباب أوّلًا) (الموسوعيّة في شخصيّة الشيخ ميثم البحراني - أوّل شارح لنهج البلاغة) (لماذا التطبير) (في التجديد لثقافة الوقف الشرعي) (إنْ كنتَ شيعيًّا.. فهذه رسالتك) (في حُبّ المصطفى محمد "ص") (له دعوة الحقّ) (عن جدليّة التعاطي مع الدولة) (السلام.. عنوان دين الله) (القصّ والمَقَص) (المسجد محراب النّجاة) (شرح خطبة المتقين) (المقدّس الشيرازي) (حوار الأربعين) (المشروع الإصلاحي عند الإمام الحسين) (كيف ننصر الإمام الحسين) (أمّاه) (الحسينيّون) (313 كلمة) (الزهراء) (الحجّ قِيَمٌ وقيام) (تنويرات في صناعة اللاعنف) (عشرة مبادئ من فكر الإمام الحسين) (تيسير المفاهيم في تفسير القرآن الكريم).

مضافاً إلى (11) كتابًا لازال مخطوطًا ينتظر الطباعة ، منه (نهج البلاغة في صياغةٍ حواريّة) (إشراقات من أدعية أهل البيت) (تشبيهات بين المحسوس واللامحسوس) (العروج بالسّجود لله تعالى) وكتاب (جاري الكتابة) وكتاب (من الجمعة إلى الجمعة) وكتاب (من الآن: ساهِم في تحرير عقلك).

تُرجم بعض هذه المؤلفات إلى اللغة الفارسيّة والإنجليزيّة والأردو. وخاصة كتاب (لمستقبل أفضل) الذي تضمّن 200 سؤالًا وجوابًا حول قضايا الشباب والحياة الزوجيّة وتربية الأطفال، لاقتْ ترجمته الإنجليزيّة إعجابًا كبيرًا في أمريكا وبعض الدول الأوروبّية.

كما لسماحة الشيخ الوالد (حفظه الله) آلاف المقالات والبيانات في مناسبات دينيّة واجتماعيّة وسياسيّة شتّى لو جُمعتْ لصارت كتابًا كبيرًا.

ومن الجدير بالذّكر أنّ ملك البحرين مَنَحَه في سنة 2008 الوسام الوطني للكفاءة من الدرجة الأولى ضمن عشرين شخصية الأكثر تميُّزاً لذلك العام، حيث تختار الحكومة سنويًّا شخصيات من كلّ الفئات المجتمعيّة لهذا الوسام الذّهبي. فكان الأوّل من علماء البحرين لكثرة مؤلفاته واعتدال أفكاره ودعواته التعايشيّة.

9- وكيل المراجع:
لمكانته العلميّة ومساعيه الإصلاحيّة مَنَحَه أكثر المراجع الأجلّاء ثِقتَهم الشرعيّة ووكالاتهم الحِسبيّة وإجازاتهم للرواية.. أبرزهم:

• السيد محمد الشيرازي الراحل.
• السيد صادق الشيرازي.
• السيد عبدالأعلى السبزواري.
• الشيخ صافي الكلبايكاني.
• السيد محمد تقي المدرّسي.
• الشيخ مكارم الشيرازي.
• الشيخ محمد تقي بهجت.
• السيد محمد الوحيدي.
• السيد محمد سعيد الحكيم.
• السيد صادق الروحاني.
• السيد السيستاني (عبر صهره السيد الشهرستاني).
• السيد محمد الشاهرودي.
• السيد محمد باقر الشيرازي (نجل المرجع السيد عبدالله الشيرازي).
• الشيخ فاضل اللنكراني.
• الشيخ المنتظري.
• الشيخ بشير النجفي.
• السيد كاظم المرعشي.
• السيد أحمد المددي.
• ووكالة شفوية من المرجع الوحيد الخراساني.

10- إنجازاته ومشاريعه:
قدّمتْ له السلطة دعوةً بتعيينه عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة.. فبعد استشارته مع مراجع الدين واستخارته بالقرآن الكريم وافق على العضوية، وكانت آية الاستخارة من سورة إبراهيم الآية رقم (11) في صميم المطلوب: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

ولقد عاهد الله سماحته أن يخدم الناس من خلال منصبه الذي جاء بتعيين من ملك البحرين، فكان يوزّع راتبه الشهري البالغ (1200) ديناراً على الفقراء والمشاريع الخيريّة وطباعة كتبه وتوزيعها (مجانًا).
واستطاع سماحة الشيخ فترة عضويّته تحصيل إجازات رسميّة لبناء عدد من المساجد والترخيص لبعض جمعيّات إسلاميّة (قرآنيّة، ثقافيّة، خيريّة) وإنجاز أمور كثيرة بتوفيق من الله.. والتي منها تأسيسه حوزته المباركة (حوزة خاتم الأنبياء -ص- العلميّة) وبناؤه (مسجد الرسول الأعظم) و(مركز العترة لتحفيظ القرآن) و(حسينيّة أهل البيت) و(جمعيّة أهل البيت الثقافيّة الخيريّة) و(مركز أم البنين لكفالة الأيتام).

11- مشاركاته في المؤتمرات:
شارك سماحة العلّامة المهتدي في مؤتمرات داخل وخارج البحرين بأبحاث متميّزة.. مثل بحثه المقارن حول (الديمقراطيّة الغربيّة والشورى في الإسلام) الذي قدّمه لمؤتمر اسطنبول (تركيا) سنة 2009. وورقته البحثيّة حول التجديد في الثقافة الوقفيّة التي قدّمها لمؤتمر الوقف الجعفري في الكويت سنة 2005. وحضوره في مؤتمر القاهرة حول الأمن الإجتماعي في الإسلام سنة 2008 ومشاركته في مؤتمر طهران حول شخصيّة الشيخ ميثم البحراني أول شارح لنهج البلاغة. وعدّة مؤتمرات فكريّة داخل البحرين. ومنها خطابه الشهير في جامع الفاتح ليلة القدر. وخطابه في صالة المؤتمرات بفندق (ديبلومات) حول المبعث النبوي الشريف، بحضور جمع من الوزراء والسفراء والشخصيّات العلميّة والدينيّة.

ولسماحته محاضرات كثيرة على امتداد 38 عاماً بلغت عشرات الآلاف.. ما عدا لقاءاته على القنوات الفضائية مثل قناة (الكوثر) وقناة (العالم) وقناة (الأنوار) وقناة (المهدي) وقناة (الإمام الحسين) وغيرها.

وأخيرًا:

سماحة العلّامة المهتدي هو اليوم إمام صلاة الجمعة في محافظة المحرق، وهو اليوم له محبّون ومؤيِّدون في البحرين ودول الخليج والعراق وإيران، وفي أنحاء العالَم.. يعرفونه ذلك العالِم الذي يلتزم الوسطيّة والإعتدال، والكاتب الذي لا تتعب أنامله، والمبدئيّ الذي لا يساوم على دين الله، والإصلاحيّ المُسالِم الذي لا يؤمن بالعُنف.

نسأل الله له ولأمثاله السّداد في تنوير العباد وتطوير البلاد.

مع فائق التقدير:
محمد جواد (إبن المهتدي)
24/محرم الحرام/1440