النّاجون من واقعة الطّف من الرّجال والصّغار:
يقول الباقر ع: إنّنا كنا إثني عشر غلامًا مصفدين بالحديد.
المرضى:
الإمام السّجاد ع، وكان مرضه مؤقتا في فترة محدودة، لحكمة إلهيّة بالغة، حفظت مشروع الإمامة الحقّة ومسيرتها المعطاء، وتسلسلها الإلهيّ المبرمج.
الصّغار:
الإمام محمّد الباقر ع.
عمرو بن الحسن، ومحاورته مع يزيد في مجلسه في كتب التاريخ والسّير تدلّل على عظيم شجاعته، وفكره الثّاقب رغم صغر سنّه، وقد شهد لهم ع عدوّهم بقوله: كبيرهم لا يقاس وصغيرهم جمرة لا تُداس.
محمد بن عمر بن الحسن: وقد كان في عمر الباقر ع.
الجرحى:
الحسن المثنّى بن الحسن: أمه خوله بنت منظور بن سيّار الفزاري، زوج فاطمة بنت الحسين ع، جرح ثماني عشرة جراحة، وتشفّع فيه خاله أسماء بن خارجة الفزاري، فقال ابن زياد دعوا أبا حسّان وابن أخته.
عاش بعد ذلك وكان شريفا عظيما، وقد أعطى الحسين ع سلفا آثاره ووصاياه لزوجته فلم يُداهم خباؤها ولم تنتهك حرمتها، ولم تفتش، وهذا يبيّن علم الحسين ع بالغيب، وأنّه يصدر من وراء غيب.
الطّرمّاح بن عدي، جرح ونجى من القتل، حمله أقرباؤه وعالجوه وبرئ، وبقي محبّا لآل البيت ع بقية عمره. وأشارت المرويات حوله لغير ذلك.
موقع بين ثمامة الأسدي: جرح، وحمل للكوفة، ونفاه ابن زياد للربذة، وبقى فيها لهلاك ابن زياد ثم رجع.
عمرو بن عبد الله الجندعي الهمداني: زيارة النّاحية: السّلام على الجريح المرتث عمرو الجندعي.
ضرب ضربة عظيمة على رأسه، وحمله بنو عمومته وظل سنة كاملة طريح فراشه حتى مات.
سوار بن أبي عمير الكوفي: زيارة الناحية: السّلام على الأسير المجروح سوار بن أبي عمير. جرح جراحات عظيمة واستشهد بعد ستة أشهر.
الذين اعتزلوا بإذن الحسين ع:
الضحاك بن عبد الله المشرفي الهمداني. وشرطه على الحسين ع. يبيّن حالة بعض العقليّات والنّفسيات المحيطة بسيّد الشّهداء ع.
الفارّون:
غلام عبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري. يقول: تركتهم وهربت. لا يوجد تفاصيل.
الأسرى:
عقبة بن سمعان، مولى الرّباب ع، وزوجته مليكة خادمة في بيت الحسن والحسين عليهما السّلام.
زيد بن الحسن ع: عفي عنه.
مجهولو الحال:
علي بن عثمان المغربي، خادم علي والحسن والحسين ع، عفي عنه لكونه كان خادما، وعمّر طويلا.
مسلم بن رباح: أسر وعفي عنه لكونه كان مملوكًا، وهو طبيب الحسين ع الخاص.
الدّروس المستفادة:
التّوفيق الإلهيّ يلعب دوره في تشكيل حياة الأفراد، وطبيعة خاتمتهم ومنقلبهم.
إنّ الله بالغ أمره، ولا مشيئة إلا به.
الحياة فرصة وموقف قد لا يتكرّر مرّة أخرى، لا بد من استثماره جيّدا.
لا يستطيع الظالم مهما أوتي من الظلم إلا أن تكون جرائمه منقوصة غير مكتملة الصورة، وستعود عليه بالوبال والخسران، فمن أراد أمرًا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر، كما قال الحسين ع.
إن الله يحفظ أولياءه وحملة شرائعه، رغم صنوف الظلم وألوان المحن والرّزايا.
تعددت القنوات الطبيعيّة التّي تنقل حدث الطّف كما عاينته لحظة بلحظة، مفنّدة كلّ أكاذيب أعداء المعسكر المُعادي للحسين ع وثورته المباركة.