عانٍ أتيتُ أزاحمُ الأفلاكَ
والكونُ مُشتملٌ بعقدِ رداكَ
والشمسُ قد نزلت تعانقُ أرضَها
نحوَ الطفوفِ وضوءُها كسناكَ
شطرَ الحسينِ مع الوفودِ لكربلا
والعرشُ من هامِ السّما غنّاكَ
والحورُ قد نثرت عبيرَ جيوبها
فوقَ العراقِ وكلُّه حيّاكَ
والأرضُ قد رحلت إليكً مُطيعَةً
كلّ الوجودِ بلهفةٍ لبَّاكَ
واستأذنت منكَ الحجيجُ لمكّةٍ
ماذا ترومُ بحجّها لولاكَ؟
حجُّ الطفوفِ وكلُّ حجٍّ دونه
قل لي وهل ملكَ القلوبَ سِواكَ؟
أنت الحسينُ وقد رأيتكَ واحداً
رُحماكَ ربي، جلّ من سوّاكَ
لولا الغلوُّ لطفتُ قبرَكَ ساجداً
وأطلتُ أروي الأرضَ من معناكَ
لكنه التّوحيدُ أنتَ شرعتَهُ
واختالَ يُرفعُ للإله نِداكَ
وتناقلت عنكَ الرّواة روائعاً
تاهٍ الحصيفُ لما تلتهُ شفاكَ:
(عَميت عُيونً لا تراكَ، وأُحبطت
صفقاتُ عبدٍ لم يقل: إلّاكَ)
أنتَ الرسالةُ بعضُها أو كلّهُا
بين العوالمِ واللّواءُ لِواكَ
أنت النّبوةُ قبلتكَ بثغرِها
أنت النّبيُ بريقهِ غَذّاكَ
أنتَ الإمامةُ من عُلاكَ تفرّعَت
تسعا كراما تأسرُ الأملاكَ
أنتَ المعادُ لكَ النّفوسُ تجمّت
قَبلَ المعادُ وترتجي رُحماكَ
أنتَ البدايةُ والنهايةُ والمَدى
أنتَ الفداءُ وأحمدٌ فدّاكَ
شفتاي تسعى نحو قبرك سيدي
بين المشاةِ وترتجيه هواكَ
الشيخ عمّار الشّهاب