"ارتأيتُ وأنا طالبٌ يدرُسُ اللُّمعة الدمشقية أنْ أكتُب شرحًا مختصرًا على المختصر النَّافع، وذلك بغية الدربة والمران والتمرّس والإتقان لصنعة الاستدلال الفقهي، غيرَ أنَّي لمَّا رأيتُ البحرَ قد عبَّ وغزُر، ووجدتُ في نفسي مَنْ يحدِّثُها بالأناة والمكث، وأنْ لا أتزبَّبَ أثناء التحصرُم، ارتأيتُ أنْ أصبِرَ عن كتابة الشَّرح -لا سيّما بعد أنْ تجدَّد العزم أنْ يضمَّن الشرح عصارة البحث والتدقيق في كلمات المحققين من أعلام فقهائنا المعاصرين لا سيّما وأنَّ آثار بعض الأعاظم لمَّا تنشر بعد- فارتأيتُ الصَّبْر حتَّى يأذنَ الله لي بذلك ويدركني التوفيق.

وبعد طول مكث وانشغال وجدتُ صوتًا يحدِّثني بضرورة نشر نتفة من الشرح حتى تكون لي -أوَّلًا- ملجأً ومعتصمًا إذا بلغت روحي التراق ولمَّا أُتِمّ ما صبوتُ له بعد تضييع الوقت في الشهوات والغفلات، ولتصحيح ما يتفضَّل عليَّ سادتي طلاب العلم وآبائي الأساتذة العلماء من ملاحظات وتصحيحات سواء في المنهجيّة أو في الأسلوب أو في سوء فهم بعض المطالب، علَّني أتدارك ما كان من غفلة أو تفريط، وأنقّح ما عرض من خطأ في التصنيف"