فؤادي بكىٰ حزناً بهِ اللهُ يعلمُ
ودمعي جرى أم ياترى مدمعي دمُ
.
.
بكيتُ رسولَ العالمينَ محمداً
وفي كل قلبٍ للنبيين مأتمُ
.
.
وداعاً أبا الزهراء فالأرضُ ندبةٌ
و رزؤك في الأحشاءِ كالنارِ تُضرمُ
.
.
مضيت وقد بلّغت خيرَ رسالةٍ
لذلك عقد الأنبيا بكَ يُختمُ
.
.
مصابكَ لايقوى عليهِ تجلّدي
فلا صرت أخفيهِ ولا هوَ يُكتَمُ
.
.
فآدم يبكيه وحواء بالأسى
تشقُ عليه جيبَها تتألمُ
.
.
وطوفانُ نوحٍ ناح يبكي سفينَهُ
ودينُ خليل الله بالحزنِ يُثلمُ
.
.
وعيسى بكاه في السماء مصلياً
وموسى كليمُ اللهِ منهُ مُكلَّمُ
.
.
على فقدِ خير الأنبياءِ محمدٍ
تزلزلت الأكوانُ فالخطبُ أعظمُ
.
.
بكاهُ أسىً في مكةَ البيتُ ناعياً
وكادَ لهُ قلبُ الحطيمِ يُحطّمُ
.
.
و صُدّعت الأركانُ من هولِ حزنِها
وسالت دموعاً من نواعيهِ زمزمُ
.
.
وناحت له أمُّ الكتابِ وأعولتْ
ويس والأعراف هودٌ ومريمُ
.
.
فيا راحلاً روحي فداكَ وقلّ أن
نفدّيك بالأرواح بل أنتَ أكرمُ
.
.
هو الموتُ حقٌ لا مفرَّ إذا أتى
وربُ السماواتِ العلا بكَ أرحمُ
.
.
نبيٌ كريمٌ من سلالةِ هاشمٍ
رؤوف رحيمُ ، في السماءِ معظّمُ
.
.
وقد أيتمَ الإسلامَ بعد عروجِهِ
الى الملأ الأعلى فذا الكونُ مظلمُ
.
.
وسلني عن الزهراء ماحالُ قلبها
وأركانها من فقدها تتهدمُ
.
.
ومن حولها يبكي اليتيمانِ حسرةً
وحيدرةٌ بالصبر ينعى ويكظمُ
.
.
تنادي أباها وهي ثكلى مروعةٌ
فتنثر طوراً في الحنين وتنظمُ
.
.
أبي يارسول الله ياخير والدٍ
فها عروةُ الوثقى بكَ اليومَ تُفصمُ
.
.
أبي يارسول الله ياخير من مشى
على الأرض هذي الأرض حزنٌ مترجمُ
.
.
وأهوت على ذاك الجمال تشمه
وتنشق من عطر الجنان وتلثمُ
.
.
فيا ميتاً مامثله بكت السما
عليه وناح الجن أو ناحَ مسلم
.
.
بكى العرش والأفلاكُ حزناً لفقدهِ
وصارت لهُ الأملاكُ تنعى وتلطمُ
.
.
هنالك في الجنات أنت مخلدٌ
فصلى عليك الله والحور سلموا
.
.
كتبها بشار العالي
٢٨ صفر ١٤٤٢هـ
.