"الحزن ليس عائقا؛ إذا كان الحزن سببا لخلق الشعور بالمسؤولية، وإذا كان الحزن سببا في الإنطلاق نحو عمليّة التّغيير، وإذا كان الحزن سببا في دمعة الأمل، لا دمعة الألم، عندها يكون الحزن عاملا إيجابيّا نحو التفاؤل..".
من كلمة للعلامة الجليل السيّد منير الخبّاز "حفظه الله".
هذا هو المنطق العلمي الذي يفيض وعيا، ويقطرُ فكرا، ويترشّح دراسة وتشخصيا عمليّا لمّا جرى عليه الشيعة الإماميّة من طقوس ومراسيم ومواسم ولائيّة ملحميّة منهجهَا النّبي "ص" وأهلُ بيته الأطهار "ع"؛ وقعّدوا لها وأسّسوا معالمها عبر مسيرتهم الكريمة؛ مستفيدين من شحن العواطف، وتأجيج المشاعر، واستثارة الوجدان، واستفادوا من كلّ ذلك في نشر الدين، وبثّ الأحكام، وإيضاح معالم الشريعة الغرّاء، وربط القلوب بمنهج الآل الكرام اللاحب العظيم.
وهذا ما يظهر جليّا في كل المواسم، لا سيّما في شهري المحرّم الحرام وصفر، أيّام أحزان العترة الطاهرة، ومصيبتهم الرّاتبة.
وليست حالة (طقوسيّة متورّمة) كما حاول أن ينعتها بعض عاثري الحظ، وقليلي التّوفيق، من دعاة الحداثة والثقافة عبر محاولاتهم اليائسة الفاشلة، وبعضهم -للأسف- من المحسوبين على المذهب ومدرسة التّشيّع والولاء.
ستستمر المسيرة بـ "حزنها المنتج" الذي أثرى تأريخ الشيعة الإماميّة، وأثمرت تلك الدّموع الغزار، وذلك اللطم الحسيني، وذلك المنبر الولائي، وتلك المواكب الصاخبة، وعمليّة الحراك والمسير في درب الحسين "ع" في ظروف الزّيارة العظيمة، والرّثاء الهادف، والنّدبيات المؤثّرة، كلّ ذلك وعبر تأريخه المشرق الطويل أنتجَ حالة وعي شيعي ملحوظ وملفت، ودولا شيعيّةً على مديات الدّهر، وصحوة خلاقة، ونقلة أخلاقيّة وثقافيّة، وروحا نشطة سامية يلفعها الإسلام والمبدأ الحرّ، والعزّة الواضحة، والاستقلاليّة الوهاجة، والاجتماع البنّاء.
فألفُ الحمد لله على هذه النّعمة المتدفّقة، ولا حرمنا الله هذه المسيرة ونتاجها الملحمي المجلجل في مختلف الحقول وعلى كافة الصّعد.
وتقبّلْ منّا مواسم قامتْ
لتواسي الأئمة الأصفياءا
وأعدنا للصاعدات وألهمنا
بأن نحمل الحسين لواءا
بقلم أقل خدّام الحسين "ع": عمّار
28/صفر/1442
16/10/2020