..............................
فَتَحتُ مِنْ المَزارِ إليكََ بابا
أُبَادِرُهُ دُنُوَاً وَاقْتِرَابا
قَوانِينُ الطَّبِيْعَةِ لا أعِيْهَا
سِوَىْ أنِّيْ امْتَطَيْتُ لكَ السَّحَابا
مَشَيتُ عَلَىْ صَعِيدكَ لَسْتُ أدرِيْ
طَوَىْ شَوقِيْ المَدَىْ طَيْيِّ الكِتَابا
أمْ الآمَالُ تهوي بِيْ لِوادٍ
وتَجْذبُ كُلَّ ما يَمشِيْ جِذَابا
وقالوا إنَّ "إسحَاقاً" وَعَاهَا
وسَبْقاً قدْ تَحصَّلها لُبابا
وَمَا عَلِمُوا بأنَّ الجَذْبَ كشْفٌ
لغيرِ مُولَّهٍ صَبٍّ تَصَابا
كبَاسِطِ كفِّهِ لِلمَاءِ كيْمَا
يَعبُّ وَيَرتَوي .. فَرَأىْ السَّرَابا
فَقُطْبُ الكَائِناتِ: إمامُ صِدْقٍ
إذا مَا قَدْ دَعَا كَوْناً أجَابَا
تَرَى فِيْ الأرْبَعِيْنِ لَهُ قُلُوبٌ
تَقَلَّبُ بَيْنَ أضْلُعِها اضْطِرَابَا
وأذِّنْ بِالطُّفوفِ لِيومِ حَجٍّ
ستشهدُ عِندها العَجبَ العُجَابا
تُجِبْ مِنْ ذَرِّها كُلُّ الخَلايَا
مِنْ الأصْلابِ تَقْصُدُهُ طِلَابا
كأنَّ بها الخليلُ دَعَا البَرَايَا
هَلُمَّ الطَّفَّ فازْدَلَفَتْ جَوَابَا
وأشلاءٌ أتَتْ سَعْيَاً إليهِ
كذلكَ لِلْحُسَيْنِ سَعَىْ وَآبَا:
حَجِيْجٌ صَرَّهُ حُزْنٌ عَلَيْهِ
يُعَالِجُ غُصَّةَ السِّبطِ اكْتِئَابا
فَيُبْصِرُ دَرْبَهُ القَاصِيْ كَفِيْفٌ
وَيَزْحَفُ مُقْعَدٌ يَطْوِيْ الصِّعَابا
وَكَمْ مِنْ مشهدٍ لَتَحَارُ مِنْهُ
يَفِيْضُ طُفُوْلَةً شِيْبَاً شَبَابا
بِألوَانِ المَشَاعِرِ كَمْ حَيَاةٍ
تَرَاهَا قِصَّةً سَطَرَتْ كِتَابَا
وآياتُ المَوَدَّةِ حَيْثُ حَلَّتْ
بكلِّ مُؤَمِّلٍ قَصَدَ القِبَابَا
وَإِيْقَاعُ الحَمَاسَةِ كُلُّ دَرْبٍ
يُعِيدُ مَقَالةَ الطَّفِّ احْتِسَابا
قَوَافٍ بِالعِرَاقِ سَرَتْ كَنَهْرٍ
وَتَنْسَابُ النُّفُوسُ بِهَا انْسِيَابَا
كَشِرْيَانِ الدِّمَاءِ جَرَىْ بِأرْضٍ
يُبَادِرُ لِلْخُلُوْدِ سَقَىْ التُّرَابَا
..............................
الشيخ محمد حسن آل إبراهيم
١٩ صفر ١٤٤٢ هجرية