إذا لم يكشف المرء الكلامُ
وأخفى عن سلامته الغرامُ
وبالغ في تخاضعه إلى أن
تكسر في جوانبه العظامُ
وفاق بعلمه زيدا وعمرا
وفي كل المحافل لا يرامُ
فلا تنصبه دون الرب ربا
فربَّ حلالِ فتياهُ الحرامُ
ورُبَّ كثيرِ علمٍ كان عبدا
ويأسره من الدنيا الحُطامُ
بذور العلم ترعاها النوايا
بها حتما يطيب لك الصَرامُ
تنبه إن أصابكَ طيرُ ذنبٍ
صغيرُ النبت يتلفه الحَمامُ
ولا يغريك طول النخل دوما
فباسقها الى الدودِ الإدامُ
وإن حلت بداركم البلايا
فحاذر أن يخادعك الزحام
وكن فيها كحلسٍ مستكينٍ
وصلبا مثلما يبدو السِّلامُ
تدرع بالسكوت من البلايا
إذا كان الكلامُ هو الحِمامُ
غِناءُ النعل يطرب كل حيٍ
هواه مع الرءاسة مستدامُ
وبعض العابدين إذا تغنى
أحاط بنورهِ ليلٌ قَتَامُ
فلا يُهدى إلى حقٍ فينجو
وكيف وقد أحاط به الظلامُ
هي الدنيا إذا جائت أضرت
ويخبو في حلاوتها الضرامُ
فحاذر في طريق العلم إنَّ
مزالقه مهولاتٌ عِظامُ
وأوغل في العلوم ببعض رفقٍ
سريعُ الخيل يحفظه اللجامُ
ومن كأسٍ لآل البيت فكرع
يطيب لكم من الآل المُدامُ
تروَو شربة الأخبار منهم
ليبعد عن صدوركم الاوامُ
وتصفو من كدورتها نفوسٌ
فتحضى ما يحاوله الكرامُ
وتزكو نفسكم بالحق حتى
يُسرُّ على فعالِكُمُ الإمامُ