بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر المحقق الحلي (قدس سره)، في كتاب الشفعة في المقصد الرابع منه:
"الثانية: قال المفيد والمرتضى قدس اللّه روحهما: الشفعة تورث، وقال الشيخ رحمه اللّه: لا تورث تعويلًا على رواية طلحة بن زيد وهو بتري، والأول أشبه، تمسكًا بعموم الآية".[1]
مررنا على هذه المسألة في درس شرائع الإسلام، والمصنف جعلها في المقصد الرابع لكتاب الشفعة، في لواحق الأخذ بالشفعة، وهي من حيث الأهمية تحتوي على عدّة مسائل مبنائية، فالقول فيها يستدعي البحث في توريث الحق، هل هو يورث أو لا، وما هو الحق الذي يوَرَّث؟، وما الفرق بينه وبين الجواز الشرعي؟، وغيرها من المسائل الدرائية والأصولية التي لا تخفى على المتأمل فيها.
غير أنه لفتني توصيف طلحة بن زيد بالبترية، وهذا ما جعلني أبحث في أحوال هذه الفرقة، من حيث تسميتها ومعتقدها وقول الأصحاب فيها، وقد دونت ما وقفت عليه من ذلك، وارتأيت أن أضيف عليها حال طلحة بن زيد، لكي يكون الأمر ذا فائدة عملية، أنتفع بها في يوم من الأيام، فكان من بين ذلك هذه الأسطر القلائل.
ملاحظة: تصرفتُ في ألفاظ قلَّةٍ من الاقتباسات تصرُّفًا يقتضيه الحال ولا يُخلُّ بالمعنى.
الفرقة البترية:
البترية هي إحدى فرق الزيدية، وفرق الزيدية كثيرة، أشهرها الجارودية[2]، والبترية، وذُكر أن صنوف الزيدية تشعبت منهما[3]، والنسبة في الزيدية ترجع إلى زيد بن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، فالزيدية هم من يقولون بإمامة زيد بن علي، غير أن عقائد فرق الزيدية وآراءهم فيها تبيان واختلافٌ كثيرٌ، وهذا شأن كل من ترك طريق الهدى وسعى في غيره، فلابد له أن يجتهد برأيه لكي يمكنه العمل.
والبترية هم القائلون بأولية أمير المؤمنين (عليه السلام) على الناس، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك لسبقه في العلم والفضل، ولكنهم يثبتون إمامة الأولين، ويرونهما أهلًا لذلك المقام، وأن ولايتهم رشد وهدى، فاتباعهما حق يجب تأديته، وذلك لزعمهم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بايعهما طائعًا غير مكره، راضيًا بذلك، تاركًا لهما هذا المقام، فهو بمنزلة رجل كان له على رجل حقّ فتركه له[4]، وبيعته لهما وهو أولى الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) دليل على أنهما يستحقان هذا المقام، وأن اتباعهما صلاح لهذه الأمة، ولا يرون البتريةُ لأمير المؤمنين (عليه السلام) حقًا في الإمامة، إلا حين بويع بها[5]، أما الثالث فقد توقفوا فيه[6]. ويقولون بإمامة من قام بالسيف من أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام)، سواء أكان من أبناء الإمام الحسن، أو الحسين (عليهما السلام)، فلا يعينون إمامًا بشخصه حتى يخرج بالسيف، راجعين في ذلك لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[7]، ولذلك قالوا بمقالة زيد بن علي.[8]
رؤساء البترية:
وأما رؤساء البترية فهم كثير النواء، وهو رأسهم وإليه تنسب البترية، والحسن بن صالح ابن حي -ويطلق على البترية بالصالحية أحيانًا، نسبة إلى هذا الحسن بن صالح، فلا فرق بينهم[9]، فما في بعض كتب الفقه[10] لأصحابنا من التفريق بينهم غير سديد-، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة (عيينة)، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحداد.[11]
فهؤلاء من تنسب إليهم البترية، ويشار إليها بهم، وقد ورد الذم الشديد لهم على لسان أبي جعفر الباقر، وأبي عبد الله الصادق (عليهما السلام)، فعن الشيخ الطوسي نقلًا عن رجال الكشي بإسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (إن الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرًا وأبا المقدام والتمار -يعني سالم بن أبي حفصة-، أضلوا كثيرًا ممن ضل من هؤلاء، وإنهم ممن قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ})[12].
وعنه قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، وأبا الجارود، فقال (عليه السلام): (كذَّابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله)، قال قلت: جعلت فداك، كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون؟ قال: (كذابون يأتوننا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فيكذبون به)[13].
وأكثر ما ورد من الذم عليهم كان لكثير النواء، فهو رأس البترية، وكان شديد المعارضة لأهل البيت (عليهم السلام)، ومولده خبيث، روى الشيخ عن رجال الكشي بإسناده عن أبي بكر الحضرمي قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: (اللهم إني إليك من كثير النواء بريء في الدنيا والآخرة)[14]، وعنه قال: (روي عن محمد بن يحيى قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي جعفر عليه السلام قال: لأني سمعت منه شيئًا لا أحبه أبدًا، سمعته يقول: إن الأرض السبع تفتح بمحمد وعترته)[15]، وعن ابن إدريس بإسناده عن حنان بن سدير قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا وجماعة من أصحابنا فذُكِر كثير النواء قال: وبلغه عنه أنه ذكره بشيء، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنكم إن سألتم عنه وجدتموه إنه لغية[16]، فلما قدمنا الكوفة سألت عن منزله فدللت عليه، فأتينا منزله فإذا دار كبيرة فسألنا عنه فقالوا: في ذلك البيت عجوزة كبيرة قد أتى عليها سنون كثيرة فسلمنا عليها وقلنا لها: نسألك عن كثير النواء؟ قالت: وما حاجتكم إلى أن تسألوا عنه؟ قلت: لحاجة إليه، قالت لنا: وُلِد في ذلك البيت، ولدته أمه سادس ستة من الزناء[17].
ومنه يظهر سبب عدائه ومخالفته لأهل البيت (عليهم السلام)، وبهذه الروايات يظهر حال الرجل، وبذلك يعلم حال أصحابه، والأخبار عن أهل البيت (عليهم السلام) فيهم كافية لبيان حالهم.
سبب التسمية بالبترية:
ذُكِر وجهان لتسمية البترية بهذا الاسم:
الوجه الأول: ما ذكره الكشي في رجاله بإسناده عن سدير، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعة معهم، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي (عليهم السلام) فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام) نتولى عليًا وحسنًا وحسينًا، ونتبرأ من أعداهم! قال: نعم. قالوا: نتولى فلان وفلان ونتبرأ من أعدائهم! قال: فالتفت إليهم زيد بن علي قال لهم: أتتبرؤون من فاطمة، بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية[18].
فتستميتهم بالبترية راجعةٌ بهذه الرواية إلى بترهم أمر أهل البيت (عليهم السلام)، فإن موالاتهم عليهم السلام تقتضي اتباعهم في جميع ما أمروا به، وموالاتُهم عليهم السلام لا تتحقق إلا باعتقاد الولاية لهم جميعًا، على نحو العموم المجموعي، فلو ترك ولاية أحدٍ منهم كان تاركًا لولايتهم جميعًا، كما حدث الشيخ الصدوق (قدس سره) عن الإمام الصادق (عليه السلام): (المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا)[19]، فعندما قال جماعة البترية للإمام الباقر (عليه السلام) بتوليهم لفلان وفلان، وبراءتهم من أعدائهما، لازم ذلك أنكارهم لولاية أهل البيت (عليهم السلام)، لما دلت عليه رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}[20] قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): (لا يجتمع حبُّنا وحب عدونا في جوف إنسان، إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه، فيحب هذا ويبغض هذا، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه، فإن شاركه في حبنا حب عدونا، فليس منا ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين)[21]، وهنا جاء خطاب زيد بن علي لهم: (أتتبرؤون من فاطمة)، فكانت براءتهم تلك بترًا لأمر أهل البيت (عليهم السلام)، فصاروا بذلك بترية.
الوجه الثاني: أن كثير النواء كان أبتر اليد، ولقب بسبب ذلك بالأبتر[22]، ذكره ابن إدريس تعقيبًا على روايته المتقدمة [23]، وأشار إلى ذلك الفاضل الآبي في كشف الرموز[24]، ونظيره تلقيب مالك بن الحارث بالأشتر، فإن الشتر هو انقلاب جفن العين وانشقاقه[25]، وكان مالك بن الحارث اشتر العين، بسبب ضربة لقيها، قيل إنها كانت في معركة اليرموك (؟)، ولُقِّب على إثرها بالأشتر. وحيث إن فرقة البترية تنسب إلى كثير النواء، وهو يلقب بالأبتر صارت النسبة إليهم بالبترية، أي أصحاب الأبتر، كالفطحية[26] أصحاب عبد الله الأفطح[27] ابن الإمام الصادق (عليه السلام).
وقد يُرجَح الوجه الثاني على الأول، وإن كان لا يجود تعارض بينهما حيث يمكن اشتراكهما، إلا أنه لا بد من وجود سبب رئيس في التسمية، والسبب في ترجيح الوجه الثاني، هو كون صفة البتر في كثير النواء ظاهرةٌ للعيان، ما يجعلها مشتهرةً عندهم، ويشار إليه بها بقولهم الأبتر، وعندما كان هو رأس الفرقة البترية نسبت إليه بهذه الصفة لاشتهارها.
على خلاف ما جرى في مجلس الإمام الباقر (عليه السلام)، فإنه في الشهرة أقل من صفة بتر اليد؛ لعدم حضور عموم الناس مجلس الإمام (عليه السلام) حتى يستمعوا مقالة زيد بن علي فيهم، فيسمونهم بعد ذلك بالبترية، بناءً على قوله.
البترية في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام):
وردت رواياتنا بحسب ما وقفت عليه تتحدثنا عن عموم البترية، لا عن خصوص أصحابها كالروايات المتقدمة فيهم، الرواية الأولى في كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ بإسناده عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لو أن البترية صفٌ واحدٌ ما بين المشرق إلى المغرب، ما أعز الله بهم دينًا)[28].
وحيث لا تختص (لو) إلا بالأفعال، تقدر (أن) التي تلي (لو)، بفاعل بفعل مقدر، تقديره: (لو ثبت أنهم)، فيكون تقدير الجملة في الرواية: (لو ثبت أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب، ما أعز الله بهم دينًا)، وذلك لأن العزة لله وللرسول وللمؤمنين، والبترية خارجون عن حريم الإيمان، فلا عزة لهم، وسيأتي في الرواية القادمة كيف أنهم سيقتلون على يد الإمام المنتظر (عجل الله فرجه).
الثانية ما رواه الشيخ المفيد (قدس سره) في الإرشاد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه (إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يُدعَون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتلتها حتى يرضى الله عز وعلا)[29].
وتدل هذه الرواية على بقاء هذه الفرقة حتى قيام المنتظر المهدي (عجل الله فرجه)، أو على وجودهم حين خروجه على أقل تقدير، وعددهم ليس بالقليل كما عبرت الرواية بـ(بضعة عشر ألف)، هذا بالإضافة إلى المنافقين الموجودين في الكوفة، وخروجهم ومحاربتهم للإمام كاشفٌ عما يبطنه أهل هذه الفرقة، وأن قولهم بموالاتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) محظ كلام، وإلا لما حاربوا ذريته، والملاحظ أن خروجهم من الكوفة، وهي مركز للشيعة في هذا اليوم، وفيها مسجد الكوفة المعظم، ولا يتعلق الأمر بأهل الكوفة، بل بوجود البترية والمنافقين في الكوفة، وهذا ما يدعو المرء للحذر والاحتياط لدينه، وأن يعلم ممن يأخذ معالم الدين وقواعده، فقد يحسن ظاهر الرجل، ولكنه يبطن من العقيدة ما يخالف الحق، فيكون من المنافقين المرتابين والعياذ بالله.
البترية عند علماء الإمامية:
يذكر المتقدمون من عمائنا البترية، في كتاب الوقف من كتبهم الفقيهة، حيث يستثنون البترية من الشيعة، إذا وقف الرجل شيئًا على خصوص الشيعة، قال الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) في المقنعة: (فإن وقفه على الشيعة ولم يميز كان على الإمامية والجارودية من الزيدية، دون البترية ومن عداهم من كافة الناس)، وقال الشيخ في النهاية: (وإذا وقف على الشيعة، ولم يميز منهم قومًا دون قوم، كان ذلك ماضيًا في الإمامية والجارودية، دون البترية) وكذا قال ابن البراج[30] ابن حمزة [31](رحمه الله) وابن إدريس[32] والمحقق والعلامة[33].
فعلماؤنا لا يلحقون البترية بالشيعة؛ لأن الشيعة عندهم اسم لمن قال بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا فصل، وذكر هذا التعليل المحقق الحلي (أعلى الله مقامه) في بيانه لكتاب النهاية للشيخ الطوسي (رضوان الله عليه)، حيث قال تعليقًا على كلام الشيخ المتقدم: (ثمَّ لم لا يدخل البترية في الوقف؟ الجواب: الشيعة اسم لمن قال بإمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل وهم الإمامية والجارودية من الزيدية، أما البترية منهم فلا يدخلون في الشيعة، لأنهم يقولون بتأخير إمامة علي)[34]، وتسالم الأصحاب على ذلك يدل اتفاقهم على هذه الضابطة، وهي القول بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مباشرة بلا فصل، في صدق مسمى الشيعي، ولذك أدخلوا باقي فرق الزيدية في الموقوف عليهم لو أوقف على الشيعة، وكذا أدخلوا الكيسانية والفطحية وغيرهم ممن قال بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مباشرة.
الكلام في طلحة بن زيد واعتبار روايته:
ذكره النجاشي في كتابه قائلًا: (طلحة بن زيد أبو الخزرج النهدي الشامي ويقال الخزري. عامي، روى عن جعفر بن محمد عليه السلام. ذكره أصحاب الرجال، له كتاب يرويه جماعة يختلف برواياتهم. أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن كليب قال: حدثنا سيف بن عميرة، عن منصور بن يونس، عن طلحة بن زيد بكتابه)[35]، وقال الشيخ في الفهرست: (طلحة بن زيد، له كتاب، وهو عامي المذهب، الا ان كتابه معتمد. أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عنه. وأخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن أبي محمد القاسم ابن إسماعيل القرشي، عن طلحة بن زيد)[36]، إلا أنه قال في رجاله: (طلحة بن زيد، بتري)[37].
والمتحصل من كلامهما عدة أمور:
الأمر الأول: التردد في نسبة البترية إلى طلحة بن زيد، فالنجاشي والشيخ في الفهرست نسباه إلى العامة، والشيخ في رجاله نسبه إلى البترية، ويمكن تقوية نسبته إلى العامة بضميمة كلام النجاشي إلى كلام الشيخ في الفهرست، والمتأخرين من علماء الرجال كابن شهر آشوب والعلامة الحلي نسباه إلى العامة في كتبهم الرجالية[38]، وهذا ما يقوي نسبته للعامة على نسبته للبترية.
الأمر الثاني: عدم ورود الجرح فيه، لا من قبل الشيخ النجاشي ولا الطوسي، وهذا ما يتيح المجال لإمكان توثيقه بالتوثيقات العامة، إن توفرت فيه.
الأمر الثالث: ذكر الشيخ في الفهرست أن كتاب طلحة بن زيد معتمد، وهذا ما يعني أن علماء الطائفة عملوا بروايته، وقد عبر النجاشي بـ(يرويه جماعة) أي أن كتابه كان معروفًا في الأوساط العلمية آن ذاك.
ذُكرِت وجوه للاستدلال على حسن حال طلحة بن زيد ووثاقته، ما يحقق بالتالي اعتبار رواياته عن أهل البيت (عليهم السلام) وإن كان من العامة، بل البترية، وهذه الوجوه هي:
- وقوعه في أسانيد روايات كامل الزيارات، فقد روى ابن قولويه بإسناده عنه رواية واحدة في باب (قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في قتل الحسين (عليه السلام) وقول الحسين (عليه السلام) له في ذلك)[39]، فإن الشيخ ابن قولويه تعهد في مقدمة كتابه، بأن لا يروي إلا عن الثقات من الأصحاب، حيث قال: (وجمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم ، ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته ، ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم...)[40]، فمن اعتبر كلامه في مقدمته، واستظهر منه شموله لجميع رواة الكتاب، أمكن له توثيق جميع من يرد في أسانيد روايات كتابه من الرجال، ومنهم طلحة بن زيد.
- وروده في أسانيد روايات تفسير القمي، ووردت عنه ثلاث روايات في الكتاب، الأولى في تفسير قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض}[41]، والثانية في قوله: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا}[42]، والثالثة في قوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}[43]، والشيخ علي بن إبراهيم القمي (قدس سره) ذكر في مقدمة كتابه إنه سيذكر ما انتهى إليه من مشايخه وثقاته، وذلك بقوله: (ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ولا يقبل عمل الا بهم ...)[44]، فهذه شهادة منه على وثاقة من ينقل عنهم روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فمع اعتماد هذه الشهادة يمكن على أساسها توثيق طلحة بن زيد.
- رواية صفوان بن يحيى عن طلحة بن زيد، وهو -أي صفوان- من المشايخ الثلاثة الثقات الأجلاء[45]، وقد ذكرهم الشيخ الطوسي (رضوان الله عليه) في كتابه عدة الأصول، في معرض كلامه عن القرائن الدالة على صحة الأخبار، حيث صرح بأنهم ممن عرفوا بأنهم لا يروون إلا عمن يوثق به، فتكون رواية أحدهم عن رجلًا شهادة على وثاقة ذلك الرجل، قال الشيخ (رضوان الله عليه): (وإذا كان أحد الراويين مسندا والآخر مرسلا، نظر في حال المرسل، فإن كان ممن يعلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمد بن أبي نصر وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون إلا عمن يوثق به وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم...)[46]، وممن روى عنهم صفوان بن يحيى هو طلحة بن زيد[47]، فمع الأخذ بكلام الشيخ الطوسي تكون رواية صفوان عن طلحة توثيقًا له، لما ذكره الشيخ بأن صفوان ممن عرف أنه لا يروي إلا عمن يوثق به.
- رواية أصحاب الأئمة (عليهم السلام) الأجلاء عن طلحة بن زيد، كعبد الله بن المغيرة[48]، ومنصور بن حازم[49]، وصفوان بن يحيى المتقدم، وغيرهم ممن ثبتت وثاقتهم، ووجه هذا الوجه، أن الذي يروي عنه مجموعة من ثقات الأصحاب وأجلائهم ويأخذون منه الحديث، كاشفٌ عن حسن حاله، فثقات الأصحاب اللذين عُرِفوا بالأمانة في النقل، والتحديث وكانت لهم تلك المكانة العالية عند الشيعة، يستبعد أن يروون ما لا يرون صحته، فأخذهم الرواية عن رجل وروايتها، كاشف عن ثقتهم بنقل ذلك الرجل، وإلا لم يثبتوها في كتبهم، وحيث إن طلحة بن زيد ممن رووا عنه جملة من الثقات، كان مندرجًا تحت هذا التصوير، ومما يعزز هذا الأمر فيه، أنه لم يرد فيه طعن أو تجريح من أصحاب الرجال.
- كلام الشيخ الطوسي المتقدم في الفهرست، بأن كتاب طلحة بن زيد معتمد، بما يعني اعتماد رواياته، واعتماد روايات رجل كاشفٌ عن ثقتهم في نقله، وإلا لما اعتمدوا كتابه.
هذه الوجوه المذكورة لبيان حسن حال الرجل ووثاقته، غير أن جميعها نوقش في دلالتها على المطلوب، وفي سعتها وضيقها على فرض ثبوتها، بما يضعف دلالتها على وثاقة طلحة بن زيد، إلا إنه يمكن القول عند ملاحظة هذه الوجوه بمجموعها وارتباطها بطلحة بن زيد، يتحقق الاطمئنان بوثاقته، لا بالنظر إليها على حدة، فوروده في كامل الزيارات وتفسير القمي ورواية الأجلاء وصفوان بن يحيى عنه وذكر الشيخ باعتماد كتابه، تفيد الاطمئنان بحسن حاله، واعتبار روايته، نعم يرجع الأمر في آخر المطاف إلى المبنى المختار في توثيق الرجال، الذي يحقق المعذرية أمام الله سبحانه وتعالى.
والحمد لله رب العالمين
وقع الفراغ منه في الثالث من شهر ذي الحجة الحرام لعام 1442 من الهجرة المباركة
حسين يوسف طارش
..............................................
المصادر:
- القرآن الكريم
- اختيار معرفة الرجال، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ت460، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، تاريخ الطبعة 1404 هجرية.
- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الشيخ محمد بن النعمان المفيد ت413، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1414 هجرية.
- إيضاح الاشتباه، الشيخ الحسن بن يوسف الحلي (العلامة الحلي) ت726 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الأولى 1411 هجرية.
- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي ت1111 هجرية، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية 1403 هجرية.
- تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، الشيخ الحسن بن يوسف الحلي (العلامة الحلي) ت726 هجرية، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، الطبعة الأولى 1420 هجرية.
- تفسير القمي، الشيخ علي بن إبراهيم القمي ت329 هجرية، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة 1404 هجرية.
- رجال الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ت460 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، تاريخ الطبعة 1415 هجرية.
- رجال النجاشي، الشيخ أحمد بن علي النجاشي ت450 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الخامسة 1416 هجرية.
- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، الشيخ محمد بن منصور الحلي (ابن إدريس الحلي) ت598 هجرية، مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الثانية 1410 هجرية.
- شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام، الشيخ نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي (المحقق الحلي) ت676 هجرية، انتشارات استقلال، الطبعة الثانية 1409 هجرية.
- عدة الأكياس في شرح معاني الأساس، للعلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي القاسمي ت1055 هـجرية، دار الحكمة اليمانية للنشر والطباعة والتوزيع، الطبعة الأولى 1415 هجرية.
- العدة في أصول الفقه، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ت460 هجرية، ستاره، الطبعة الأولى 1417 هجرية.
- فرق الشيعة، الشيخ الحسن بن موسى النوبختي ت310 هجرية، العتبة الحسينية المقدسة – مجمع الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي لتحقيق تراث أهل البيت (عليهم السلام)، الطبعة الأولى 1439 هجرية.
- الفَرق بين الفِرق وبيان الفرقة الناجية منهم، الإمام عبد القاهر بن طاهر البغدادي ت429 هجرية، مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع والتصدير
- الفهرست، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ت460 هجرية، مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأولى 1417 هجرية.
- القاموس المحيط والقابوس والوسيط في اللغة، الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ت817 هجرية، دار الكتب العالمية، الطبعة الأولى 1415 هجرية.
- كامل الزيارات، الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه القمي ت368 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى 1417 هجرية.
- كشف الرموز في شرح المختصر النافع، الشيخ الحسن بن أبي طالب اليوسفي (الفاضل الآبي) ت690 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الأولى 1410 هجرية.
- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ت381 هجرية، مؤسسة النشر الإسلاني التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، تاريخ الطبعة 1405 هجرية.
- مجمع البحرين ومطلع النيرين، الشيخ فخر الدين الطريحي ت1085 هجرية، انتشارات كتابفروشى مرتضوي، الطبعة الثانية 1404 هجرية.
- مستطرفات السرائر، الشيخ محمد بن منصور الحلي (ابن إدريس الحلي) ت598 هجرية، مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الثانية 1411 هجرية.
- معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديمًا وحديثًا، الشيخ محمّد بن عليّ بن شهر آشوب ت588 هجرية، مطبعة فردين، تاريخ الطبعة 1353 هجرية.
- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، الشيخ علي بن إسماعيل الأشعري ت324 هجرية، فرانز شتاينر، تاريخ الطبعة 1400 هجرية.
- المقالات والفرق، الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري ت301 هجرية، مركز انتشارات علمي وفرهنگى، تاريخ الطبعة 1402 هجرية.
- المهذب، القاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ت481 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، تاريخ الطبعة 1406 هجرية.
- النهاية ونكتها، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ت460 هجرية، الشيخ نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي (المحقق الحلي) ت676 هجرية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، الطبعة الأولى 1412 هجرية.
- الوسيلة إلى نيل الفضيلة، الشيخ محمد بن علي الطوسي (ابن حمزة) ت580 هجرية، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، الطبعة الأولى 1408 هجرية.
..............................................................
[1] شرائع الإسلام، في مسائل الحلال والحرام
[2] (الجارودية أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر بن زياد الأعجمي، فقالوا بتفضيل علي، ولم يروا مقامه لأحد سواء، وزعموا ان من رفع عليا عن هذا المقام فهو كافر، وان الأمة كفرت وضلت في تركها بيعته، ثم جعلوا الإمامة بعده في الحسن بن علي ثم في الحسين بن علي ثم هي شورى بين أولادهما، فمن خرج منهم وشهر سيفه ودعا إلى نفسه فهو مستحق للإمامة) [المقالات والفرق].
[3] فرق الشيعة.
[4] المقالات والفرق.
[5] فرق الشيعة، المقالات والفرق.
[6] المقالات والفرق، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، عدة الأكياس في شرح معاني الأساس ج2.
[7] ومن شواهد ذلك، ما حكاه الشيخ عن رجال الكشي في عمر بن رياح قال: قيل إنه كان أولًا يقول بإمامة أبي جعفر (عليه السلام) ثم إنه فارق هذا القول وخالف أصحابه، مع عدة يسيرة بايعوه على ضلالته، فإنه زعم أنه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد إلية في عام آخر وزعم أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول. فقال لأبي جعفر (عليه السلام): هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي، فذكر أنه قال له أن جوابنا خرج على وجه التقية، فشك في أمره وإمامته. فلقى رجلًا من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) يقال له: محمد بن قيس، فقال إني سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الأول، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ قال: فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل به، ولا وجه لاتقائه إياي، وهذه حاله. فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من الحالين غيري، لا، ولكن كان جوابه جميعًا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن إمامته. وقال: لا يكون إمام يفتي بالباطل على شيء من الوجوه ولا في حال من الأحوال، ولا يكون إمامًا يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخى ستره ويغلق بابه، ولا يسع الإمام إلا الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمال إلى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير. [اختيار معرفة الرجال ج2]، وعقَّب العلامة المجلسي بعد ذكر هذه الرواية في البحار بـ:(لا اعتماد على نقل هذا الضال المبتدع في دينه، وعلى تقدير صحته لعله
اتقى ممن علم أنه بعد خروجه سيذكره عنده) [بحار الأنوار ج37].
[8] فرق الشيعة، المقالات والفرق، مقالات الإسلاميين، اختيار معرفة الرجال ج2.
[9] عدة الأكياس في شرح معاني الأساس ج2، الفَرق بين الفِرق، بحار الأنوار ج37.
[10] كشف الرموز ج2.
[11] فرق الشيعة، المقالات والفرق، اختيار معرفة الرجال ج2.
[12] اختيار معرفة الرجال ج2.
[13] المصدر السابق
[14] المصدر السابق.
[15] المصدر السابق.
[16] (لغية بفتح الغين وكسرها وتشديد الياء: نقيض لرشدة. وفي المصباح: لغية بالفتح والكسر كلمة يقال في الشتم كما يقال هو لزنية. وفي القاموس: ولد غية، ويكسر: زنية وفي الحديث: الولد لغية لا يورث) [مجمع البحرين ج1: غيا]، والمعنى المراد في الرواية أنه ابن زنا، كما سيتبين في عجزها.
[17] مستطرفات السرائر.
[18] اختيار معرفة الرجال ج2.
[19] كمال الدين وتمام النعمة
[20] سورة الأحزاب آية:4
[21] تفسير القمي ج2.
[22] مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين.
[23] مستطرفات السرائر.
[24] كشف الرموز ج2.
[25] قاموس المحيط، مجمع البحرين ج3
[26] (وهم القائلون بإمامة الاثني عشر مع عبد اللَّه الأفطح ابن الصادق (عليه السلام) يدخلونه بين أبيه وأخيه الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعن الشهيد رحمه الله أنّهم يدخلونه بين الكاظم والرضا (عليهما السلام) وقد كان أفطح الرأس، وقيل: أفطح الرجلين، وإنّما دخلت عليهم الشبهة مما رووا عن الأئمة: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام...) [بحوث في الملل والنحل ج7]
[27] (الأفطح هو عبد الله بن جعفر الصادق (عليه السلام)، هو أفطح الرأس، وقيل أفطح الرجلين -أي عريضهما-. ورأس مفطح بالتشديد أي عريض. ورجل أفطح: بين الفتح أي عريض الرأس) [مجمع البحرين ج2: فطح].
[28] اختيار معرفة الرجال ج2.
[29] الإرشاد ج2.
[30] المهذب ج2.
[31] الوسيلة.
[32] السرائر ج2.
[33] تحرير الأحكام.
[34] النهاية ونكتها ج3.
[35] رجال النجاشي.
[36] الفهرست.
[37] رجال الطوسي.
[38] معالم العلماء، إيضاح الاشتباه.
[39] حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن طلحة بن زيد \، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال، قال: (والذي نفس حسين بيده لا ينتهي بني أمية ملكهم حتى يقتلوني وهم قاتلي، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعًا أبدًا، ولم يأخذوا عطاء في سبيل الله جميعًا أبدًا، إن أول قتيل هذه الأمة أنا وأهل بيتي، والذي نفس حسين بيده لا تقوم الساعة وعلى الأرض هاشمي يطرف).
[40] مقدمة كتاب كامل الزيارات.
[41] حدثنا حميد بن زياد عن محمد ابن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) في هذه الآية {للَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال: (بدأ بنور نفسه تعالى {مَثَلُ نُورِهِ} مثل هداه في قلب المؤمن {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}، والمشكاة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذي جعله الله في قلبه {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، قال: الشجرة المؤمن {زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}، قال: على سواء الجبل لا غربية أي لا شرق لها، ولا شرقية أي لا غرب لها، إذا طلعت الشمس طلعت عليها، وإذا غربت الشمس غربت عليها {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} يكاد النور الذي جعله الله في قلبه يضئ وإن لم يتكلم {نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ} فريضة على فريضة وسنة على سنة، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} يهدي الله لفرايضه وسننه من يشاء {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} فهذا مثل ضربه الله للمؤمن، قال فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور، قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام): جعلت فداك يا سيدي إنهم يقولون مثل نور الرب؟ قال: سبحان الله ليس لله مثل قال الله: {لا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ}).
[42] حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) قال: (الأئمة في كتاب الله إمامان، إمام عدل وإمام جور قال الله: {وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا} لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار} يقدمون أمرهم قبل امر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في كتاب الله).
[43] حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه في هذه الآية {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلَيَّةِ الأولَى} قال: (أي سيكون جاهلية أخرى).
[44] مقدمة كتاب تفسير القمي.
[45] قال النجاشي عند التعرض له: (صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي بياع السابري، كوفي، ثقة ثقة، عين. روى أبوه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وروى هو عن الرضا (عليه السلام)، وكانت له عنده منزلة شريفة. ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وقد توكل للرضا وأبي جعفر (عليهما السلام)، وسلم مذهبه من الوقف، وكانت له منزلة من الزهد والعبادة، وكان جماعة الواقفة بذلوا له مالًا كثيرًا، وكان شريكًا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان. وروى أنهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنه من مات منهم صلى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكى عنه زكاته. فماتا وبقى صفوان، فكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويزكى زكاته ثلاث دفعات، وكل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه يتبرع ( تبرع )، عنهما مثله. وحكى أصحابنا أن إنسانًا كلفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة فقال: إن جمالي مكرية وأنا أستأذن الأجراء. وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن عليه أحد من طبقته رحمه الله. وصنف ثلاثين كتابًا، كما ذكر أصحابنا ...) [رجال النجاشي].
[46] العدة في أصول الفقه ج1.
[47] روى الشيخ بإسناده عن علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن طلحة النهدي عن سورة بن كليب قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل يخرج من منزله يريد المسجد، أو يريد الحاجة فيلقاه رجل، أو يستقفيه فيضربه، ويأخذ ثوبه، فقال: أي شيء يقول فيه من قبلكم؟ قلت: يقولون: هذه زعارة معلنة، وإنما المحارب في قرى مشركية، فقال: أيها أعظم حرمة دار الإسلام أو دار الشرك؟ قال: قال: دار الاسلام فقال: هؤلاء من أهل هذه الآية { ِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...} إلى آخر الآية) [تهذيب الأحكام ج10]، ورواه الشيخ الكليني والشيخ الصدوق بإسنادهما عن صفوان بن يحيى عن طلحة مثله.
[48] قال النجاشي: "عبد الله بن المغيرة أبو محمد البجلي مولى جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي، كوفي، ثقة ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام...." [رجال النجاشي]، روى عنه في الكافي باب صدقة أهل الجزية الحديث الثالث.
[49] عن النجاشي: "منصور بن حازم أبو أيوب البجلي، كوفي، ثقة، عين، صدوق، من جلة أصحابنا وفقهائهم..." [رجال النجاشي]، روى عنه في الكافي باب بذل العلم الحديث الأول.