بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ لله والصلاةُ على رسول الله، وعلى أوصيائه الهداةِ إلى دين الله، مِن الآن إلى يومِ لقاء الله، واللعنةُ على أعدائِهم أعداء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنني أشكر اللهَ تعإلى إذ أحياني إلى هذا اليوم لِأوجّه هذه الكلمة إلى نفسي أوّلًا وإلى أحبّتي طلبة الحوزات الدينيّة المباركة ثانيًا. أسأل الله تعالى أن يؤهّلَنا جميعًا لخدمة الدّين وإرشاد المؤمنين والنصيحة في أمور المسلمين.
أما بعد:
رُوِيَ -كما في الكافي الشريف، الجزء1 / صفحة 32- عَنْ مولانا الإمامِ جَعْفَر بْنِ محمدٍ الصَّادقِ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: {إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَ ذَاكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَمًا وَ لَا دِينَارًا، وَ إِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَمَنْ أَخَذَ بِشَيءٍ مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظًّا وَافِرًا، فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هَذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ، فَإِنَّ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي كُلِّ خَلَفٍ عُدُولًا يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ}.
كما ترون فإنّ هذه الرواية الشريفة تضمّنتْ أربعةَ مرتكزاتٍ في الشأن العلمائي:
الأول: مقام العالِم.. وهو الوراثة الإرشاديّة للأنبياء.
الثاني: مسئولية العالِم.. وهي الأخذُ بأحاديثِ محمدٍ وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم).
الثالث: صفة العالِم.. وهي العدالة.
الرابع: دور العالِم.. وهو نفيُ التحريف عن الدّينِ الحنيف.
إنّها مرتكزاتٌ مترابطة في تَدرُّجها المَعْرَفي والقِيَمي.. فإذا توفّرتْ في أيّ عالِمٍ صيّرتْه وارثًا للأنبياء كما بيّنه لنا الإمامُ الصادق (عليه السلام).
تتناول كلمتي المرتكزَ الثاني والمرتكزَ الثالث ونحن في عامِنا الدراسيِّ الجديد.. عامِ النشاط والارادة.. عامِ الخير والبركة.. عامِ التقدّم والمعرفة.. عامِ الانضباط والهدفية.. عامٍ نرجو أن يكونَ تحت رعايةِ المولى بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه) والذي جميعُ ما لدينا من خيرٍ فهو منه ولا شيءَ نحن مِن دونِه (صلوات الله عليه).
فأمّا عن المرتكزِ الثاني وهو مصدر عِلْم العالِم.. يجب أن لا يتعدّى علومَ محمدٍ وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).. فإنّ الشخصَ الذي يريد تمثيلَ جهةٍ مّا يجب عليه عقلًا وقانونًا أنْ يأخذَ توجيهاتِه منها، كدور السفير لأيّ بلد مثلًا.. فلا يُعقَل أنْ يدّعي شخصٌ أنه يمثّل النبيّ المصطفى وأئمة الهُدى (عليه وعليهم الصلاة والسلام) ثم يأخذُ أفكارَه مِن غيرِهم وينشرُها باسمِهم.
الحمدُ لله أنتم تنهلون مِن أحاديثِهم الشريفة.. روايةً ودراية.. رواةً وسندًا.. عمقًا وإحاطة.. فهمًا وموضوعيةً.. حِفظًا وتدوينًا وأمانةً.. وأنا شاكرٌ لكم على هذا الاهتمام الكبير في أخذِكم من أحاديث العترة الطاهرة إلى جانب اهتمامكم في الأخذ من القرآن العظيم.
ومن الضروري جدًّا في حين أخْذِكم عِلْمَكم من أحاديث النبيّ والأئمة (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) أن تأخذوه بالوعي العميق الشموليّ المتكامل والمنفتح على العقل المستنير بالبصائر القرآنيّة.. فلا يكون أخْذُكم من الأحاديث سطحيًّا تَعصُّبيًّا تجزيئيًّا بأن تستذوقوا فتأخذوا ما يناسب أمزجتكم وتتركوا ما يخالفها.. وهذا الفـخّ سقط فيها بعضٌ وأحدثوا فَتَنًا في المجتمع.
أنا لازلتُ أعتزّ بسنواتي الأربع التي قضيتُها بدراسة أحاديث أصول الكافي والمجلد الثامن والحادي عشر من وسائل الشيعة وكتاب تحف العقول وكلمات قصار نهج البلاغة وتفسير الصافي عند المرجع الراحل سيّدنا الأستاذ السيّد عبد الأعلى السبزواري (أعلى الله درجاته).. كنتُ أحضر عنده في سبعينيّات القرن الميلادي المنصرم أيام عُطَل دروس الحوزة في الخميس والجمعة وفي المناسبات...
روايات أهل البيت (عليهم السلام) تشعّ النورَ في القلب وتنيرُ الدّربَ أمامَ آخذيها.. والذي يُحرِم نفسَه منها يكون قد أخْسَرَها نورًا يمشي به في الناس.
وأما حول المرتكز الثالث وهو العدالة فإنّ لها شروطًا للتحقُّق في العالِم بالورع والتقوى والاحتياط في القول والفعل والالتزام بحقوق الله ورسوله والأئمة والمواظبة على حقوق الناس والتأدُّب في الخطاب الدّيني...
فعالِمُ الدّين يجب أن يكونَ عادلًا.. والعدالةُ تتحقّق بعنصريْن من بعد المرتكز الثاني في أخْذِ العلم الصحيح من المعصومين (عليهم السلام).. والعنصران هما:
- عنصر العبادة، والتهجّد، والدعاء، والتضرّع.
أيّها الأحبّة لا تستهينوا بآثار صلاة الليل العجيبة في ترسيخ الإيمان والتقرّب إلى الله وتوفيقاته وتأييداته وتسديداته.
في الحديث الشريف عن النَّبِيِّ الكريم (صلى الله عليه و آله) أنّهُ قال: {عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إلى اللَّهِ، وَتَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ، وَمَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ}.
- عنصر التحلّي بالأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة.
ولا تخفى عليكم أهمّيةُ الأخلاق رعايةِ الآداب في القول والفعل واللباس والجلوس، والقيام، والمشي، واللقاء.. ومِن أهمّيتها أنّ الله لمّا يريد أن يمدحَ رسولَه خاتمَ النبييّن (صلى الله عليه وآله) يقول له: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ).. مع أنه أيضًا على علم كبير وحسب تعبيرنا "الأعلم" ولكنّ اللهَ لم يخاطبْه "وإنك أعلم الأولين والآخرين"!! وما قال له: "وإنك لعلى علمٍ كثير"!!
ذلك لأنّ العلمَ مفروغٌ عنه في وجوده الشريف.. وإنّما المطلوب هو بيان عظمته في الأخلاق إذ مكارم الأخلاق هي التي تجذب الناس وليس العلم وحده.. فما أكثر العلماء الذين لا أخلاق لهم.. هل يكسبون الناسَ وهل يخدمون الاسلام؟
إخواني.. الطلبة الكرام:
حينما تكتسبون المرتكزَ الثاني مِن علوم محمّد وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) ومعه المرتكزُ الثالث أعني العدالة ستكونون مصداقًا حقيقيًّا لهذه الآية الكريمة: (إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟). وفي ظلّ الخشية من الله والخوف من معصيته تتحقّق عدالةُ العالِم الذي يجوز له التصدّي للشئون الدينيّة بين الناس من جهة ووجب على الناس حينئذ أخذُ الدّين منه والاقتداءُ به حسب مستواه في العدالة من جهة أخرى.. لأنّ العدل أيضًا درجات. أمّا في غير هذه الصورة فعلى أيّ أساسٍ شرعيٍّ يريد العالِم التصدّي وبأيّ وجهٍ شرعيٍّ يطلب من الناس اتباعَهم له؟!
بهذا فقد تَوضَّح لكم أيضًا شرطُ المرتكز الأوّل وهو المقام الارشادي للأنبياء عند العلماء. من هنا أحثُّكم أن تطّلعوا على سيرة الأنبياء وخاصةً المداراتيّة منها مع الناس وكيف كانوا حكماء في التكلُّم معهم والتصرُّف بينهم.. اطّلِعوا لتتأسّوا بهم وخاصةً سيرة نبيّنا العظيم (صلى الله عليه وآله) الذي نصّ عليه القرآن الكريم بخطابه لنا: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا).
كما وقد تَوضَّح لكم بأنّ العالِم الذي تحقّقتْ فيه المركزاتُ الثلاث سيتحقّق فيه المرتكزُ الرابع تلقائيًّا وهو دوره في المجتمع.. الدور الذي قاله الإمام الصادق (عليه السلام) في الرواية المذكورة: {... يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ}.
اعلموا أيّها الطلبة المحترمون أنّ نجاحَكم في هذا المرتكز مرهونٌ بنجاحِكم في المرتكزيْن الثاني والثالث (العلم الصحيح، والعدالة).. ومِن هذا الواقع تكون لكم درجاتُكم في الحكمة: (وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ).
الحكمة.. الحكمة.. والحكمة يا أعزّائي.. هي سُلّمُ الارتقاء وفي غيابِها يكون السقوطُ في وَحْلِ التسقيط!
وكم قد خسرتْ مجتمعاتُنا رجالًا وأموالًا ومؤسّساتٍ وفرصًا وسعادةً وتقدّمًا وازدهارًا بسبب آفة التسقيط. لقد أصبح تسقيطُ الآخرين اليوم بضاعةً رائجةً في سوقِ الإعلام ومجالس البطّالين عبر الفضائيّات ومواقع التواصل!
وقد حذّرتُ من هذه الآفة المدمِّرة على امتداد أربعة عقود من خلال آلاف المحاضرات والمقالات والحوارات.. وكتبتُ حول هذا المرض النفسي والاجتماعي الفتّاك قبل خمسة عشر عامًا كتابي المعروف (التسقيط.. معصيةٌ كبيرة وظاهرةٌ خطيرة).. طُبِعَ مجلّدًا كبيرًا في لبنان وضَمّ ثمانيةَ فصولٍ حول هذه الممارسة المشينة التي تآكلتْ بها البُنْية الداخلية في أكثر مفاصلِها.
وهنا أيّها الأحبّة.. حينما يُلغي أيُّ عالِمٍ عن أفكاره وأفعاله وجوبَ الخشيةِ من الله ويتجاهل أنه يراه، بل يعلم نواياه جيّدًا ستغيب الحكمةُ عنه حتمًا.. لأن الحكمةَ نتيجةٌ طبيعيةٌ للخشية.. عندئذ ستتحوّل العمامةُ إلى بؤرةِ فتنٍ بين الناس ومصدرٍ لتصدّعهم.. فبينما هم مُتعَبون بشتّى الفتن الأخرى والأزمات المعيشية ومصائد شياطين الجنّ والإنس ويُفترَض أن يكونَ العالِم عاملًا لإنقاذِهم يصبح جزءًا من عوامل الأذى ونفورِهم عن الدّين.
تَدبّروا وليتدبّر جميعُ المؤمنين في هذه الآية الكريمة: (وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ).
إنني أرجو منكم وأقبّل أياديَكم مُلتمِسًا منكم تجنُّبَ هذا المستنقع فإنّ اللهَ سيحاسب كلّ مَن أسقط الصالحين لخطأ فيه أو لاختلافٍ معه في الذّوق أو تفاصيلِ الأمور.. فلنحذر أيّها الأحباب وهذا قول مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): {مَنْ رَوَى عَلَى مُؤْمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَيْنَهُ وَهَدْمَ مُرُوءَتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَايَتِهِ إلى وَلَايَةِ الشَّيْطَانِ فَلَا يَقْبَلُهُ الشَّيْطَانُ}.
والعجيب أنّ الشيطانَ أيضًا لا يقبله في ولايتِه.. يبدو لعدم ثقتِه فيه بعد أنَ خانَ المؤمنَ الأقربَ اليه منه!!
فكونوا أيّها الطلبة الموقَّرون أصحاب حكمةٍ عالية لِتُديروا أنفسَكم في مواقع الفتنة على ضوء كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): {كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَ لاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ}. وإذا لزم التنبيه للإصلاح فعلى ضوء كلام حفيده الإمام الجواد (عليه السلام) الذي قال: {مَن نَصحَ أخَاه سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ، ومن نَصَحهُ عَلانِيةً فَقَدْ شَانَهُ}.
انظروا كيف يعالجُ أهلُ البيتِ (عليهم السلام) الخلافات من غير الحاجة إلى تفجيرها على السطح العلني وتوسيع قعتها بدلًا عن حلِّها
أختمُ كلمتي بقصّتين ذكرتُهما في كتابي المعروف (قصص وخواطر من أخلاقيات علماء الدين) وأنا يسرّني أن تقرأوا هذا الكتاب بين فترةٍ وفترة لتترسّخَ لديكُم تجاربُهم الناجحة.
القصة الأولى.. أرسل الملك الإيراني ناصر الدين القاجار قبل أكثر من قرنيْن مندوبًا إلى الميرزا المجدّد الشيرازي الكبير (قدّس سرّه الشريف) في سامراء.. وبالطبع كان حاملًا بعض الهدايا ليُغري المرجعَ الأعلى طالبًا منه إصدار فتوى لأمرٍ كان يريده.. ولمّا رجع المندوب سأله الملك عن جواب الميرزا الشيرازي.. فقال له: إني بيّنتُ له الموضوع فردّ عليّ بكلمة (لا إله إلا الله) ثم سكت.. فطلبتُ منه الجواب مرّةً ثانية فأعاد كلمتَه الأولى بإضافة كلمة (ثم) قائلًا: (ثم.. لا إله إلا الله)!
نعم.. وبالتالي لم يصدر السيّد الشيرازي المجدّد فتوى يخدم بها الطاغوت.
القصة الثانية.. قصة المرجع الربّاني العظيم السيّد أبي الحسن الأصفهاني (أعلى الله مقامه) وكان في خمسينيّات القرن الميلادي الماضي يعني قبل سبعين عامًا تقريبًا.. ولعلّه من أبرز المراجع الفَطِنين في ممارسة الحكمةِ الإدارية.. تجدون في قصصه الكثيرَ من الدروس في إخمادِ الفتن وحفظ التوازن؛ منها قصة أحد العلماء مِن سادةِ البصرة جاءه يطلب وكالةً منه فأعطاها إياه. وبعد فترةٍ ورد عليه وَفدٌ من أهالي البصرة يشكون الوكيل ويطلبون منه سَحْبَ الوكالة، فطلب منهم السيّد الاصفهاني أن يأتوه في اليوم التالي.. فأتوه وهم يتوقعون تلبية طلبهم!! فقال لهم السيّد: أنا فكّرتُ كثيرًا.. فوجدتُ أنّ هذا العالِم قبل أنْ يأخذ وكالتي كانت لديه 50% من المقبوليّة بين الناس من جهده وسعيه.. فوكالتي أعطتْه 50% أخرى فصارت مقبوليته 100% فالآن لو أسحب الـ 50% المتعلقة بي سوف ينتهي اعتبارُه بين الناس فلا تبقى له حتى 50% التي كانت منه.. فكيف أجيب اللهَ على هذا الظلم؟!
هكذا تصنعُ الحكمةُ النابعةُ من علوم محمدٍ وآل محمد ومن الخشية مواقفَ رجالٍ اتّقوا اللهَ فلم يتلوّثوا برذيلة التسقيط!
أسأل اللهَ لي ولكم مقامَ الوراثة للأنبياء بكامل هذه المرتكزات تطبيقًا لقول الله عزّ وجل: (ٱدۡعُ إلىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ * وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُوا۟ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَىِٕن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَیۡرࣱ لِّلصَّـٰبِرِینَ * وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَیۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِی ضَیۡقࣲ مِّمَّا یَمۡكُرُونَ * إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ).
أشكركم على تجشّمكم عناء الأخذ بهذه المفاهيم وعناء العمل بها.. والله تعإلى يقول: (وَقُلِ ٱعۡمَلُوا۟ فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إلىٰ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُلقيت الكلمةُ في حوزة خاتم الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) العلمية - مملكة البحرين، صباح يوم الأحد 11 صفر 1443 للهجرة