من بين الشبهات التي يثيرها جُهَّال القوم نكايةً بأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وتسفيهاً لأتباع هذه المدرسة المحمدية، وهي شبهةٌ للأسف يتبناها بعض المتثاقفين من المنتسبين إلى هذه المدرسة، شبهة الكرامات والإعجاز، فيقول القائل منهم:
يزعم الشيعة أن لأئمتهم أعمالٌ خارقة أو معاجز وكرامات كما يسمونها، فإن صح زعمهم لماذا اضطر الحسن للصلح مع معاوية، ولماذا قُتل الحسين في كربلاء؟ ألم يكن حرياً بهم أن يُظهروا هذه الكرامات والخوارق المزعومة؟!
لا تنتقص مثل هذه الشبهات من مقام أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مثقال ذرة لأنها ببساطة إما أن تكون نابعة من أحقاد غير خافية، مرتكزها نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام، أو أن تكون صادرة عن جهلٍ مدقع يعيشه مثيرها أو متبنيها، أياً كان انتماؤه العقائدي أو الفكري، منبعه ادعاء العلم والمعرفة دون اطلاعٍ فضلاً عن تدبرٍ في الوقائع التأريخية والحقائق القرآنية. ورغم ما يعتري هذه الشبهة من سطحية جملةً وتفصيلاً، إلا أنها تستلزم الرد والتفنيد لا لاستحقاقها وإنما لتعريتها كي لا يقع البعض في براثنها لما تتخذه زيفاً من شكل الاحتجاج المُفحِم.
في المقام الأول للرد على هذا الاعتراض، نستذكر قوله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (النحل:1)، والتي هي آية قرآنية تُثبِّت إعجازاً وكرامةً ربانية للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الإسراء والمعراج. وقوله تعالى "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ" (النجم:1-2)، والتي تُثبِّت إعجازاً وكرامةً ربانية أخرى للنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه، وهي انشقاق القمر، والتي وردت فيها الكثير من الأحاديث الصحيحة، كالحديث المروي عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله (ص) أن يُريهم آيةً فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما (صحيح البخاري، الحديث 3579)، والحديث رقم (3581) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القمر انشق زمان رسول الله (ص). ونكتفي بهاتين المعجزتين رغم كثرة ما ورد عن كرامات النبي (ص) ومعاجزه، بما لا يدع مجالاً للشك في إعجاز النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لنتساءل: إذا كانت الحال هذه، فلماذا كُسِرت رباعية النبي (ص) في معركة أُحُد، لماذا لم يدفع عنه الأذى بالإعجاز والخوارق؟! ولماذا اضطر صلوات الله وسلامه عليه للدخول في صلح مع المشركين بينما كان بالإمكان أن يستخدم المعجزة فيهزم خصومه؟! ولماذا استُشهد بين يديه في غزوة الخندق أكثر من سبعين صحابياً بينما كان بإمكانه استخدام المعجزة ليحفظ صحابته ويُرهب أعداءه، لاسيما وهو في طور تأسيس الدولة الإسلامية؟!
لنتأمل موقف السيد المسيح عليه السلام من طلب حوارييه "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء…" ولنلحظ هنا أن الطلب لم يأتِ من الكفار أو الجاحدين بل كان من الحواريين الذين آمنوا بنبوة عيسى عليه السلام، ومع ذلك استنكر عليهم السيد المسيح (ع) "قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (المائدة:112)، فكان جوابهم "قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ" (المائدة:113). هنا دعا السيد المسيح عليه السلام ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، فاستجاب الله لدعائه فأنزلها وكان هذا الإعجاز مصحوباً بتهديد "قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ" (المائدة:115). وهنا عدة أمور لابد وأن نتأملها جيداً. الأمر الأول هو استنكار عيسى عليه السلام طلب الحواريين رغم أنه كان يحي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص والأعمى ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً ويُنبئ الناس بما يدخرون في بيوتهم، فما كان سبب استنكاره؟! ثم لماذا استجاب الله تعالى لدعائه؟ وكيف كانت الاستجابة؟
الجواب هو أن المعجزة بما هي أمرٌ خارق لنواميس الطبيعة، ليست أمراً عبثياً، ولم يكن أصفياء الله من الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين يلجؤون إليها في تبليغ دعوتهم، وإنما كانوا يعتمدون السبل والوسائل الاعتيادية في الدعوة، ولا تكون المعجزة إلا في مقام إثبات نبوتهم أو في بعض الموارد الخاصة التي تقتضي حكمة الله تعالى الإتيان بها، كما في معجزة مائدة السيد المسيح عليه السلام.
صلح الإمام الحسن عليه السلام
بيَّنا أعلاه أن النبي (ص) تصالح مع المشركين ودخل معهم في معاهدة رغم قدرته الثابتة على الإعجاز، ولم يعد هذا الأمر، على الأقل في هذه الشبهة الواهية أمراً يستدعي المزيد من البيان، بَيْدَ أننا نتوقف عند مسألة الصلح لنرى هل كانت مصلحة الدولة الإسلامية في الصلح أم في الحرب؟
فبعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام، بايع أهل الكوفة ابنه الإمام الحسن عليه السلام خليفة للمسلمين، إلا أن الكوفة كانت آنذاك تشهد حالةً من عدم الاستقرار، فكانت المهمة الأولى أمام الحسن (ع) هي معالجة الجبهة الداخلية وتدعيم ركائز الدولة. هذا في الوقت الذي كانت الشام فيه في ظل الحكم الأموي في حالة من التمرد، ولم تكن أبداً لقمةً سائغة، ما يُحتم عليه الاستعداد التام للتعامل مع هذا الوضع، لاسيما وأنه عليه السلام رأى كيف أن حث أمير المؤمنين عليه السلام أهل الكوفة لقتال أهل الشام لم يحرك فيهم ساكناً، حتى وبخهم أمير المؤمنين (ع) بقوله: "ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهمام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان". يضاف إلى ذلك ضرورة إيجاد نُخبة من المؤمنين ذوي الكفاءة الإدارية لتسلم الأمصار والولايات، ممن لا تغرهم ملذات الدنيا وزخرفها، في الوقت الذي كان مسلك معاوية هو إغداق العطايا على من ينضوي تحت عباءته، بينما يعمل الإمام بسنة جده وأبيه صلوات الله عليهم أجمعين.
ولم تكن البصرة أفضل حالاً من الكوفة حيث ميولها العثمانية الأموية. أما الخوارج فحالهم أغنى من أن يُعرَّف، حيث تحولوا من مجموعة ترفع شعارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكونوا تنظيماً يسعى للوصول إلى الحكم. فلم يكن مع الإمام عليه السلام سوى مجموعة يسيرة من أتباعه المخلصين، والذين لم يكونوا جميعاً على ذات المستوى من القدرة والكفاءة الإدارية والدراية السياسية رغم الإخلاص في إيمانهم.
طبعاً مع كل هذه الحالة المعقدة في محيط الإمام الحسن عليه السلام، لم يكن معاوية بن أبي سفيان في موقف المتفرج أو المنتظر أن ينقض عليه الإمام، بل على العكس تماماً، حيث أخذ زمام المبادرة في شراء الذمم واستخدام المرتزقة لإثارة الفتن في الحجاز ومصر واليمن، بل حتى داخل الكوفة التي كانت مركز حكومة الإمام علي عليه السلام. ثم بعد كل هذا، حيث نجحت مساعي معاوية في زعزعة مناطق حكومة الإمام الحسن، سار بجيشه نحو العراق، بينما حرَّك الإمام الحسن الجيش الذي كان قد أعده أمير المؤمنين عليه السلام في أواخر حياته لمحاربة حكومة الشام، فسار الجيش بقيادة قيس بن سعد بن عبادة رغم الانقسام الذي دب في صفوف هذا الجيش بين تأمير قيس أو عبيد الله بن عباس على الجيش. وما أن بلغ جيش الإمام المدائن حتى أُشيع أن قيساً قد قُتل، ما أدى إلى حدوث تمرد في جيش الإمام عليه السلام، كانت نتيجته أن هجم بعض المتمردين على حجرة الإمام عليه السلام فنهبوا كل ما فيها، بل وأخذوا رداءه من على ظهره كما ينقل الطبري وغيره، وانتهى الأمر بأن طعنه أحدهم بخنجر مسموم، وهذا ما يكشف حجم الاختراق الأموي لجيش الإمام عليه السلام. وعلى أثر هذه الحادثة وهذا الانشقاق داخل جيش الإمام، انتقل عليه السلام إلى منزل عامل أمير المؤمنين (ع) سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار.
يقول الشيخ حسين سليمان في كتابه (الإمام الحسن عليه السلام القائد الأسوة): "لم يكن الإمام الحسن عليه السلام في خيار سوى ترجيح كفّة الحل السلمي لمشكلة الأمّة، خاصة بعد أن تزاحمت عوامل الضغط الداخلية والخارجية، والتي اضطر الإمام عليه السلام للقبول باتفاقية الهدنة (الصلح) بينه وبين معاوية، والتي جاءت بعد محاولات عديدة وجادّة أجراها الإمام عليه السلام مع جماهير الأمّة للوقوف بوجه الهجمة الأموية قبل الوصول إلى هذه المرحلة".
فحوى ومضمون صلح الحسن عليه السلام
إذن، لم يكن أمام الإمام الحسن عليه السلام من سبيل للحفاظ على مسيرة الحركة الرسالية وأبنائها سوى المهادنة، ليتمكن الإمام من خلالها من إعادة صناعة الإنسان المسلم وإيصال ميراث الرسالة إلى الأجيال اللاحقة، وهذا ما كان بالفعل.
ورغم أن التأريخ حفظ الكثير من الوثائق ونقلها المؤرخون بأدق تفاصيلها، إلا أن هذه الوثيقة بالذات لم يكن نصيبها من النقل كبقية الوثائق، حيث تعرضت للبتر والتحريف من قبل الأمويين والعباسيين وغيرهم من الحركات السياسية، والتي حاول كلٌّ منها تسخير هذه الوثيقة لخدمة مصالحه. كما أن تقصير المؤرخين المتقدمين في توثيق ما اشتملت عليه وثيقة الصلح، إما بسبب الهوى أو بسبب الخوف والترهيب، ساهم في ضياع فحواها، فلم يتبقَّ منها إلا اليسير. ومع ذلك يظل هذا القدر اليسير المتبقي مما نقله المؤرخون شاهداً على أهداف الإمام عليه السلام من هذا الصلح، حيث جاء في شروط تسليم ولاية المسلمين إلى معاوية (الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي، ص136، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج16 ص44):
1.أن يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص) وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين.
2.ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين، وفي بعض المصادر أن تؤول إلى الحسن ومن بعده إلى الحسين.
3.أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.
4.أن يوقف سب علي بن أبي طالب ولعنه على المنابر.
5.على معاوية بذلك عهد الله وميثاقه أن لا يبتغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحدٍ من أهل بيت رسول الله غائلةً سراً ولا جهراً ولا يخيف أحداً في أفق من الآفاق.
وقد برز عددٌ من المعارضين لهذا الصلح من بينهم حجر بن عدي، وعدي بن حاتم، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبدالله بن الزبير، وقيس بن سعد، وغيرهم (حياة الحسن للقرشي، ص499-507). كما أشاع معاوية أن الإمام الحسن عليه السلام قد تنازل له عن الخلافة لمَّا رآه أهلاً لها، وهو ما ردَّه الإمام عليه السلام تكراراً. فعن سُليم بن قيس الهلالي قال: "قام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام على المنبر حين اجتمع مع معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أرَ نفسي لها أهلاً وكذب معاوية. أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعتم فيها يا معاوية…" (الاحتجاج للشيخ الطبرسي، ج2 ص289). كما قال (ع) في إحدى خطبه: "إن معاوية نازعني حقاً هو لي دونه، فنظرت لصلاح الأمة وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه ورأيت أَنَّ ما حَقَنَ الدِّماءَ خَيرٌ ممَّا سفكها، ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين…" ( (كشف الغمة في معرفة الأئمة، للإربلي، ج1 ص571).
وتؤكد كل صفحات التأريخ أن معاوية لم يفِ بما تم التصالح عليه، ولا بشيء منه، ويكفي شهادة معاوية بنفسه حيث دخل مسجد الكوفة بعد عقد الصلح وارتقى المنبر قائلاً: "ألا وإني كنت منَّيتُ الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي له بشيء منها…" (كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج1 ص542)، بينما ظل الحسن عليه السلام متمسكاً بعهده رغم ما كان يلاقيه من معارضة وأذى من أصحابه، لأنه ليس من خُلُق الإسلام عدم الوفاء بالعهود.
وحدة الموقف بين الحسن والحسين عليهما السلام
رغم بعض النقولات التأريخية السقيمة التي نقلها عددٌ من مرتزقة الدولة الأموية، والتحليلات العقيمة لبعض المتأخرين، والتي اختلقوا فيها الأقاويل بمخالفة الحسين عليه السلام للصلح، إلا أن واقع التأريخ يثبت العكس تماماً. فموقف الحسين كان موقف المناصر والمؤيد لموقف الإمام الحسن عليهما السلام، ولم يكن بينهما أي تعارض. وكيف لا يكون ذلك وقد كان الحسن بالنسبة للحسين هو إمام زمانه المفترض الطاعة؟!
فلو قُدِّر أن يكون الحسين مكان الحسن، والحسن مكان الحسين، لكان الصلح قد تم من قبل الحسين، وكانت الثورة قد تمت من قبل الحسن عليهما السلام، فهما كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم "الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا" (بحار الأنوار، ج44 ص2). ولو لم يكن ذلك لما ظل الحسين عليه السلام على صلح أخيه الحسن بعد استشهاده سنة 51 للهجرة، أي مدة 10 سنوات قبل قيام الحسين للثورة سنة 61 للهجرة، وكفى بهذا الأمر شاهداً على بطلان الأقاويل بشأن معارضة الحسين للصلح. ولو لم يكن ذلك أيضاً لما أوصى الحسن ابنه القاسم عليهما السلام رغم كونه طفلاً في الثالثة أو الرابعة من عمره عند استشهاد الحسن (ع) بأن ينصر الحسين إذا ما قام للحرب، وكفى بهذا الأمر شاهداً على بطلان الأقاويل بشأن قعود الحسن عن مقارعة المنكر والطغيان وميله إلى المسالمة.
وبهذا، يكون صلح الحسن هو القاعدة التي تأسست عليها ثورة الحسين عليهما السلام، ويكون قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: "الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا" وصفاً دقيقاً لما جرى لاحقاً، وليس كما يفهم منه البعض بأن المقصود هو قعود الحسن وقيام الحسين، وإنما هو قعودان وقيامان، فالحسن عليه السلام قام للحرب ثم قعد بالصلح، والحسين عليه السلام قعد بالصلح ثم قام للحرب، وهما في كلتا الحالين على حق بنص لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. إمامان في قيامهما وفي قعودهما..
وعوداً على بدء، بعد هذا السرد التاريخي والعرض التحليلي الموجز، نتساءل: أين يا ترى موقع الحاجة إلى الإعجاز؟!
اللهم ثبتنا على ولاية الطاهرين، واهدنا سواء السبيل، وأحسن خواتيم أعمالنا إلى خير ما تحب وترضى، إنك أنت السميع المجيب، وصلي يا رب وزد وبارك على محمد وآله الطاهرين وارزقنا في الدنيا ولايتهم، وفي الآخرة شفاعتهم وتوفنا على هذا العهد برحمتك يا أرحم الراحمين.