بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وآلِه الطيبين الطاهرين
مقدمة:
تُرافقُ الدرسَ العلميَّ مجموعةٌ مِنَ المعارف التي قد يستطرد فيها المُدَرِّسُ لتربية طلَّابه، وتثقيفهم على أمور معيَّنة؛ برجاء أن تدخل في تكوين وبناء الشخصية الخاصَّة للطالب. كما لو كان الدرس في الابتدائية عن النظافة والنظام، فيستطرد المُعلِّم في أمثلة وتطبيقات خاصَّة، يُقصد منها تكوين فكرة المواطنة في أذهان الطلبة، وتنشئتهم على قواعد الحقوق والواجبات، ومنها المحافظة على نظافة الشوارع والأماكن العامَّة، وما نحو ذلك.. ثُمَّ أنَّه قد يستطرد في بيان مدى اهتمام الدولة بالناس، وعنايتها بتوفير المناشئ العامَّة لهم؛ وبذلك تدخل مجموعة من التربويات، ومسالك التثقيف من خلال درس النظافة والنظام.
أمَّا في المراحل الجامعية فالملاحظ اهتمام الدرس هناك بتثبيت وترسيخ القواعد الكلية، والقوانين العلمية التي انتهى إليها علماء التخصُّص المُعيَّن بما يُحقِّقُ في الطالب الإحاطة الواسعة بآرائهم، ثُمَّ القدرة على تطبيقها. لذا نرى تميُّز الخريج الجامعي بالكثير من الإحاطة بالآراء العلمية وتاريخ بحث المسائل، وما إلى ذلك ممَّا سمته فهم الدرس وحفظه بما يجعل الطالِبَ امتدادًا لأصوات العلماء، بل وسُمُوتِهم أيضًا.
حتَّى ينتقل الطالبُ من كونه امتدادًا لأصوات وسُمُوتِ العلماء إلى أن يكون أحدهم، فلا بدَّ له من دراسة مناشئ المسائل العلمية؛ أي أن يكون مواكبًا للتفكير في المسألة من أوَّل انقداحها، بل مع ما جعلها تنقدح في فكر العالِم صاحب النظر الأوَّل، ويكون له رأيه الخاص في مدى استحقاق، أو عدم استحقاق المسألة للبحث في العلم الخاص.
إذا اتَّضح ذلك، فإنَّ الأمر قريب منه في الدراسة الحوزوية، على تفصيل تندرج عناوينُه تحتَ مثل المكانة المحفوظة للعلماء الأعلام وآرائهم، ومثله مكانة الحوزة العلمية وأدبياتها في أساتذتها، وموقعها الجغرافي، وكذا اللباس الخاص والألوان المسموحة في العُرف الخاص لكل قطعة منه، وغير ذلك ممَّا يدخل في المسالك التربوية للتدريس من جهة، وللتبانيات الثقافية والفكرية من جهة أخرى.
إنَّ لمختارات المدرسة الحوزوية العلمية، أو الأستاذ دخالة واقعية في صياغةِ شخصيةِ طالب العلم ذهنيًا وسلوكيًّا، وقد تتدرج معه في مراحل طلبه للعلم حتَّى يصيب الاجتهاد وتنمو في نفسه الملكة الخاصَّة، غير أنَّه في الغالب يكون امتدادًا لتيارٍ خاصٍّ هو الذي كانت له اليد الطولى في تنشئته ورسم حدود ومعالم شخصيته.
لا استثناء من ذلك، في الغالب، إلَّا إذا قرَّر الأستاذ أو المدرسة الحوزوية الاستثناء، أو أن يستثني طالبُ العلم نفسه؛ وتكون التنشئة حينها على عقلية البحث والنظر في مناشئ المسائل بعد تَصَوُّرِهَا تصورًا صحيحًا ودقيقًا بما يسلك بالطالب مسالك الأكابر منذ نعومة أظفاره العلمية الحوزوية.
فكرة الدراسة بعقلية البحث في المناشئ:
تقوم الفكرة على حقيقتين:
الأولى: رجوع المسائل العلمية إلى واقع الحياة، وإنَّما جاءت العلوم لجمع شتاتها، وتدوينها في نَظْمٍ علميٍّ خاص.
فمسائل المقولات العشر، مثلًا، ليست من اختراعات آرسطو؛ وإنَّما هي ممَّا استلَّه آرسطو أو غيرُه مِن ذوي الفكر والنظر من واقع المُدركات وما يصحُّ معها من تحليلات وما نحوها. ومثل ذلك اعتبار السيرتين وتطبيقهما على فوقانية الشرع من بعد ثبوتهما واعتبارهما في غيره من الشرائع البشرية الدنيوية.
الثانية: تظهر علمية العالم ببروز وقوفه على مناشئ موضوعات المسائل وقوفَ نَظَرٍ وفِكر.
فمثل المُحقِّق الطوسِّي (رحمه الله تعالى) ما كان ليكون المتكلِّمَ صاحِبَ الكعب العالي في مسائل الكلام لو أنَّه لم يذهب في عمق تاريخ المسألة لينطلق في النظر والتفكُّر مع أوَّل مَن نظر وتفكَّر وفكَّر من العلماء، وكذا المُحَقِّق الحلي في الفقه، والأنصاري والآخوند في الأصول؛ فيقول الباحث في مسائل الوضع، مثلًا:
ما هي الدواعي على التفكير في كيفية وضع الألفاظ للمعاني؟ ما هي المشكلة التي واجهت العالِم حتَّى فكَّر في بحث الوضع لحلِّها؟ وهكذا تتوالد الأسئلة التي تُكَوِّنُ قَاعِدَةَ مناشئ ومنطلقات البحث والنظر، فيقصدها طالب العلم ليبدأ درسه من حيث بدأ العالِمُ الأوَّلُ نظره.
درسُ أصول الفقه:
نؤكِّد أوَّلًا على ما بيناه في الحقيقة الأولى ممَّا تقوم عليه فكرة الدراسة بعقلية البحث في المناشئ، فنقول:
ليس الأصل في مسائل علم أصول الفقه هو حاجة استنباط الأحكام الشرعية؛ بل الأصل هو واقع المحاورة بين الناس وما يُطلب منها من فهم وإفهام، ثُمَّ إنَّهم بحثوا في الحجيَّة الشرعية لتلك المسائل بما تكون به لسانًا معنويًا للشارع المُقدَّس والنصوص الشريفة. فالظهور، مثلًا، معتبرٌ في محاورات الناس، ويحتجون به على بعضهم البعض، ولكي يكون ممَّا يُحتجُّ به في فهم النصوص الشريفة واستنباط الأحكام الشرعية منها، فإنَّ ذلك يفتقر إلى إثبات الحجيَّة الشرعية للظهور.. وعلى ذلك فقس.
عندما يبحث طالبُ العلمِ في مناشئ النظر في الظهور، مثلًا، فإنَّه يُحرِزُ حقيقةً واقِعَةً في حياة عموم الناس، وحينما يُدرك الفرق بين الظهور، والتبادر، والانسباق، يتمكَّن من تحديد مساحات الإعذار فيما يخص أفهام الناس، فهو بعد هذا الدرس يكتسب شيئًا مِنَ الحِكمة والاتِّزان في الفهم لواقع الحياة الأعم مِن الدينية وغيرها.
إنَّه وبالرغم من تعريفهم لأصول الفقه بأنَّه "العلم بالقواعد المُمَهَّدَة لاستنباط الأحكام الشرعية"[1]، إلَّا أنَّ هذا لا يعني قصر دراسته على أصحاب المسلك الأصولي؛ إذ أنَّه من العلوم المهمَّة لدخالتها في صياغة الذهنية العلمية الواعية لطالب العلم، سواء انتهى إلى حجيَّة مسائله أم لا؛ فقد بان أنَّ الحجيَّة تأتي بعد اتقان المسائل من حيثُ كونها مسائلَ المحاورة والفهم البشري الطبيعي. ولذا فإنَّنا نجد طلبة العلم الأكارم وهم يصرِّحون بكون هذه المسألة وتلك ممَّا يعيشونه في عموم فهمهم وتعاملاتهم الحوارية، وهي بعد الدرس منقحةٌ مُنضَّدة.
إنَّ هذه الانتقال النوعي في فهم عموم الدرس الحوزوي، على وجه الخصوص درس أصول الفقه رهينُ البدء في فهم مطالب ومسائل العلم من أوَّليات ما قبل تدوينها كمسائل لِعلمٍ مخصوص، ثمَّ بعد ذاك يحملها مسألةً علميَّةً خاصَّةً، يتحدَّد استعمالها في موارد فهم النصوص، والاستنباط، وإن لم يكن من أصحاب المسلك الأصولي فقد أصاب أوَّل الأمرين، وهو الأصل من حيث النظر إلى الصياغة العلمية الخاصَّة لطالب العلم المتطلع لمدارج الفقاهة بما يحفظ الدين ويصون المؤمنين. فافاهم رعاك الله تعالى.
مثال على العمق الذي تُظهِره العقلية الأصولية:
يذهب المُحقِّق الكبير الشَّيخ محمَّد كاظم الخراساني (رحمه الله تعالى) إلى عدم الريب "في كون الألفاظ موضوعة بإزاء معانيها من حيث هي، لا من حيث هي مرادة للافظها" أي أنَّ مفهوم الإرادة ليس جزءًا لمعنى اللفظ الموضوع، ولا أنَّ الموضوع له مركَّب من المعنى والإرادة. وساق على ذلك خمسة وجوه استدل بها على صحَّة ما يذهب إليه[2].
تدقيق النظر:
الكلام في جهات وضع الألفاظ للمعاني لدواعي التخاطب والتفاهم بين البشر، فنفس المعاني ليست معاني لو لم تكن قابلة لأن تكون مرادة لمن يستعمل الدال عليها، لفظًا كان أو غير ذلك. فالواضع وإن لم يلحظ في مقام الوضع كونها مرادة لمن يستعمل الدال عليها، إلَّا أنَّ ذلك لا ينفي كونها مرادة لخصوص من يستعمل اللفظ الدال عليها.
بعبارة أخرى: إنَّ نفسَ ما هو ذو معنى لا يكون ذا معنى ما لم يكن قابلًا ليكون مُرادًا متى ما استُعْمِلَ الدَالُّ عليه، فكونه ذا معنى تعبيرٌ آخر لكونه قابلًا ليكون مرادًا متى ما استُعمِلَ الدلُّ عليه.
نعم، لا يلحظ الواضع هذه الجهة حين الوضع، إلَّا أنَّها قائمة قهرًا، وفي الوضع للألفاظ بإزاء معانيها لا يمكن التخلص من حيثية كون المعنى قابلًا إلى أن يكون مرادًا متى ما استًعمِل الدالُّ عليه.
هذا ما فهمه الشَّيخ محمَّد حسين الأصفهاني (رحمه الله تعالى) صاحب الفصول الغروية في الأصول الفقهية من كلام الشَّيخ الرئيس ابن سينا[3]، فيما رأى صاحب الكفاية (رحمه الله تعالى) توهم صاحب الفصول في فهمه، وذهب إلى أنَّ كلام الشيخ الرئيس ناظرٌ إلى "أنَّ دلالة الألفاظ على معانيها بالدلالة التصديقية، أي دلالتها على كونها مرادة للافظها تتبع إرادتها منها"، والمقام مقام الاستعمال لا مقام الوضع.
قد لا يرى كثيرون ثمرةً لمثل هذه المناقشات والتدقيقات، غير إنَّ الواقع على خلاف ما يظنون؛ فعظيم الفائدة تشتمل عليه وتنتجه مثل هذه المناقشات والتعميقات، وتظهر في رصانة العلماء الأعلام وثقلهم العلمي في عموم مواقفهم وتعاطيهم مع مختلف الأحداث، في الوقت الذي يكون غيرهم كالقشة تتقاذفها رياح الأحداث وعواصف الوقائع.
فليُلتَفت إلى أنَّ كلامنا عن العالم المُحيط بالمسائل على النحو الذي أشرنا إليه، فتكونت في نفسه ملكات النظر، والتحليل، والتجريد، ثُمَّ إعادة الجمع والتركيب على وفق أسسٍ علميَّةٍ ناضجة.
محلُّ الضرورة لتكامل منظومة العلوم في النفس:
ينتقض غرض الصياغة العلمية لذهنية طالب العلم بتغليبه في نفسه لعلمٍ على آخر تغليبَ تحصيلٍ وفهمٍ واتقان، وإنَّما الحصيف الكامل من طلبة العلم هو ذاك الذي يعي جيِّدًا بأنَّ المَلَكَةَ تُكَونُها منظومةُ العُلومِ بعد دراستها على النحو الذي بيناه، وهو ما نعتقده المسلك لأعلام الطائفة وأوتاد الحوزة العلمية منذ صدر الفقهاء في عصور الصادقين (عليهم السَّلام)، فالفقيه مُحدِّثٌ من حيث هو لُغوي، ولُغويٌّ من حيثُ هو أصولي، وأصوليٌّ من حيثُ هو فقيهٌ في الدراية والرجال.. وهكذا..
كلمة الختام:
إنَّ للدرس الحوزوي خطره العظيم؛ فإنَّ طالب العلم ليس كغيره من طلَّاب مختلف العلوم، والوجه في ذلك أنَّه كما في الأحاديث الشريفة يسلك مسلك ورثة الأنبياء، ويمشي في الطريق إلى مقام ينظر إليه الناسُ فيه قائدًا ورمزًا، بل ويضعون ثقتهم والمُهِمَّ من زمام أمروهم بيد العالِم على اعتباره المخصوص من الله تعالى بنعمة طلب العلوم الشرعية الشريفة.
عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السَّلام)، قَالَ:
"إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ؛ وذَاكَ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَمًا ولَا دِينَارًا، وإِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْءٍ مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظًّا وَافِرًا. فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هَذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَه، فَإِنَّ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي كُلِّ خَلَفٍ عُدُولاً يَنْفُونَ عَنْه تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ"[4].
وعن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قال:
"المُتَّقُونَ سَادَةٌ، والفُقَهَاءُ قَادَةٌ، والجُلُوسُ إليهِم عِبَادَةٌ"[5].
تُحمِّلُ هذه العناوين الخطيرة الحوزات العلمية مسؤوليةً عظيمة تجاه مجتمع المؤمنين (اعزَّهم الله تعالى)؛ فطالب العلمِ عنوان ذو بال يحمله المنتسب للحوزة العلمية الشريفة، وعلى قدر خطره تأتي مسؤولية التنشئة على أسس يترجَّح معها العقل، وتقوى النفس، ليكون الطالب على مدارج الكمال التي يُشرف عليها أهل بيت العصمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ويكفي لفهم ذلك ما جاء عن أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السَّلام)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (صلَّى الله عليه وآله):
"مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيه عِلْمًا سَلَكَ اللَّه بِه طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ. وإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِه، وإِنَّه يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ، ومَنْ فِي الأَرْضِ، حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ. وفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. وإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ؛ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولَا دِرْهَمًا، ولَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ، أَخَذَ مِنْه أَخَذَ بِحَظٌّ وَافِرٍ"[6].
لذا، فإنَّ الحوزة العلمية تتحمَّل مسؤولية عظيمة وخطيرة تجاه المجتمع وأهله من المؤمنين؛ كيف لا، وهي الجهة التي تُقدِّم للأمَّة ما يرون فيهم النماذج الخالصة للإيمان والتقوى، والعلم والفقاهة، والورع؟
"اَللّـهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَاَكْرِمْنا بِالْهُدى وَالاِسْتِقامَةِ، وَسَدِّدْ اَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ، وَامْـلأ قُلُوبَنابِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ اَيْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ اَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْ اَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعينَ بِالاِتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُسْلِمينَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وَعَلَى الشَّبابِ بِالاِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النِّساءِ بِالْحَياءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الاَغْنِياءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الاُْسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرّاحَةِ، وَعَلَى الاُْمَراءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالاِنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ، وَبارِكْ لِلْحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِي الزّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما اَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ".
.........................................
[1] - كفاية الأصول للشَّيخ محمَّد كاظم الخراساني، المعروف بالآخوند
[2] - راجع المصدر السابق، الأمر الخامس؛ في أنَّ الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟
[3] - الفصل الثامن من المقالة الأولى، من كتاب الشفاء (قسم المنطق)
[4] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 32
[5] - الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 225
[6] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 34