السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في قول أحد الخطباء ممن استمعنا له عبر الانترنت: أن أهل البيت (ع) أطلقوا على ما ظهر على أيديهم من خوارق ب (الفضائل)، و(المناقب)، ولو أجريت استقراء فلن تجد كلمة واحدة على لسان أهل البيت (ع) تصف ما يحدث من أمور خارقة للعادة بالمعجزة، وهذا يعني اتفاق كامل من الطائفة الشيعية أن ما يحدث على أيدي أهل البيت (ع) هي كرامات وفضائل ومناقب، والمعاجز للأنبياء فقط.
وأن عبارات المعاجز عند العلماء نحملها على أنهم يلقبونها بذلك لأنها من سنخ الكرامة، وثانياً التسمية مجازاً لا حقيقة، لأن اجماع الطائفة على أننا نسميها كرامات.
فهل هذا الكلام صحيح؟
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلقه وسيد رسله النبي محمد (ص)، وآله الهداة الطاهرين المطهرين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
في البدء لابد أن أقول أننا يمكن أن نحمل كلام الخطيب إما على أن فيه نقصاً لم يلتفت إليه، أو أن له رؤية خاصة، ولكن خانه التعبير بالتعميم على الطائفة بأجمعها. وبغض النظر عن ذلك، فإننا نبين بعض الأوجه بشكل مختصر لتتضح الصورة في هذا الموضوع.
وسوف نقسمه إلى أقسام:
- في معنى المعجزة والكرامة.
- هل المعجزة مختصة بالأنبياء (ع).
- هل التعبير بالكرامات والفضائل والمناقب يدل على عدم جواز تسميتها بالمعجزة؟
- رأي علماء الطائفة في معجزات أهل البيت (ع).
- هل وردت عبارة المعجزة منسوبة لأهل البيت (ع) في وراياتهم؟
أولاً: معنى المعجزة والكرامة
جاء في كتب اللغة أن المعجزة من العجز وهو الضعف وعدم القدرة، والإِعْجَازُ: أن يأتي الإنسان بشيء يعجز خصمه ويقصر دونه.
والكرامة، من كرم الشيء أصبح عزيزاً ونفيساً، ومنه التكريم والإكرام، والاسم الكرامة.
وفي الاصطلاح هناك عبارات عديدة مفادها ما عبّر عنه في مجمع البحرين عن المعجزة أنها الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي.
وعن بعض الأعلام أن الكرامة هي الأمور التي يكرم الله بها أولياءه الصالحين.
فالكرامة معنى أعم من المعجزة، أي تشملها وتشمل غيرها، لأن المعجزة فيها جانب كرامة الولي الذي جرت على يديه، ويضاف إليها جانب (عجز) الطرف الآخر، مما يعني تحديه، ولذلك قيل أن المعجزة عادة تكون ظاهرة لتؤدي دورها، وأن الكرامة عادة خفية وإن ظهرت فهي تشير إلى مقام صاحبها.
وعليه، فإنه لا مانع من تسمية المعجزات بالكرامات، وليس كل كرامة معجزة.
ثانياً: هل المعجزة مختصة بالأنبياء (ع).
لا شك أن الأنبياء جرت على أيديهم المعجزات الباهرات من أجل تأييد دعواهم، ولكن لا يوجد دليل على اختصاصهم بها، أو نفيها عن غيرهم من الأولياء وخصوصاً أهل البيت (ع)، فمن يدّعي عدم جواز وصف ما يحدث لأهل البيت (ع) من حوادث خارقة بالمعجزات لابد أن يأتي بدليل روائي يثبت به هذه الدعوى.
قال الطبري في دلائل الإمامة: (فالمعجزة التي كانت تظهر على أيدي الأنبياء تصديقاً لهم، هي ضروريّة أيضاً لتصديق دعوى الإمام. كيف لا وقد أظهر اللّه المعجزات لمن هو أدنى من الإمام تصديقاً لدعواه المرضيّة عند اللّه؟ ومثال ذلك ما ظهر لمريم العذراء (عليها السلام) تبرئة لساحتها، وما كان لأصحاب الكهف، وكلّ ذلك في القرآن مسطور)[1].
ثالثاً: هل التعبير بالكرامات والفضائل والمناقب يدل على عدم جواز تسميتها بالمعجزة؟
إن ما جاء في لسان الروايات الشريفة لأهل البيت (ع) من وصف ما يجري لهم من خوارق بالكرامة والفضائل والمناقب لا يعني عدم صدق المعجزة عليها، نعم يمكن أن يقال أن ما ليس فيها تحدي فهي كرامة أو منقبة، كما يمكن أن يطلق على السلوك العظيم والخلق القويم لهم (ع) بأنه منقبة وفضل.
وليس بالضرورة أن يأتي توصيف للواقعة إن كانت معجزة بأنها معجزة، فالقرآن الكريم مليء بالمعجزات الباهرات للأنبياء ولم يطلق عليها أنها معاجز، فهل ننفي كونها معجزات؟! بل عرفنا من خلال المؤدّى بأنها كذلك، فالقرآن أحياناً يوصّف الحدث بأنه من الآيات أو البينات، وحيناً لا يوصّفه بل يكتفي بحكاية الأثر المبهر المعجز في خرق النواميس.
ففي وصف المعجزة بالآية والبيّنة، كقوله تعالى:
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً} (سورة الأَعراف 73)
وقوله عز وجل:
{إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } (سورة المائدة 110)
وفي عدم وصف المعجزة والاكتفاء بالأثر، كما في قوله تعالى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}. (سورة الأَعراف 117 - 120)
فننتهي بالقول بأن المعجزات التي جرت على أيدي أهل البيت (ع) وما فيها من الخوارق والتحدي، وهي عظيمة وكثيرة قد ملأت كتب الحديث الشيعية وتسالمت عليها الطائفة، لا يتوجّب ذكر لفظ المعجزة في نصّها كي نقول بأنها كذلك، بل لابد من معرفة الحادثة وتطبيق المعنى عليها، والقارئ المدقق للتاريخ يعي تماماً ما عاناه أهل البيت (ع) من تضييق ومراقبة، مما دعاهم لالتزام التقية في الكثير من التعبيرات.
رابعاً: رأي علماء الطائفة في معجزات أهل البيت (ع).
الادعاء بأن علماء الطائفة مسلّمة بأن ما يحدث من خوارق لأهل بيت العصمة والطهارة يقصدون به عموم الكرامة من باب المجاز، وأنهم يعتقدون بأن المعجزات خاصة بالأنبياء، هو قول يفتقر لأدنى جهود البحث والتحقيق، فالواقع خلاف ذلك تماماً.
فإن أشهر علماء الطائفة الأجلاء منذ بداية الغيبة والأزمنة القريبة من أهل البيت (ع) وحتى زماننا هذا، يعبّرون عن الخوارق بالمعجزات وهم يقصدون ذلك ويعونه تماماً على نحو الحقيقة، فالكليني والطوسي والمفيد (رضوان الله تعالى عليهم) وأمثالهم، قد ألّفوا كتباً تحت مسمّى المعجزات والمعاجز، وعنونوا فصولاً في كتبهم بهذه العناوين، بشكل مكثر، ولو رجعنا لهذه الكتب لوجدنا أنهم يلتزمون الدقة في عباراتهم، وأنهم يقصدون من ذلك المعجزة فعلاً على نحو الحقيقة وليس المجاز.
بل إن تصريحاتهم واضحة في شمول المعجزة للنبي (ص) وأهل البيت الأطهار بلا أدنى شك وريب، ومثال ذلك:
قال الشيخ الطوسي: إذا كان فائدة المعجز تصديق من ظهر على يده، فيجب جواز ظهوره على يد بعض الأئمّة والصالحين إذا ادّعوا الإمامة والصلاح وكانوا صادقين؛ فإنّه إذا كان مقتضاه تصديق من ظَهَر على يده، فإن كان ذلك مدّعياً للإمامة علمنا بها صدقه، و إن ادّعى صلاحاً فمثل ذلك؛ لأنّه لا بدّ من دعوى يقترن بها[2].
وقال الشيخ المفيد: فأمّا ظهور المعجزات على يد الأئمّة والأعلام فإنّه من الممكن الذي ليس بواجب عقلاً ولا ممتنع قياساً، وقد جاءت بكونه منهم (عليهم السّلام) الأخبار على التظاهر والانتشار، فقطعت عليه من جهة السمع وصحيح الآثار، ومعي في هذا الباب جمهور أهل الإمامة، وبنو نوبخت تخالف فيه وتأباه[3].
قال العلّامة المجلسي رحمه اللّه في بيان له على الكلام ما نصّه: الحقّ أنّ المعجزات الجارية على أيدي غير الأئمّة عليهم السّلام وأصحابهم ونوّابهم إنّما هي معجزاتهم (عليهم السّلام) تظهر على أيدي أولئك السفراء لبيان صدقهم، ومذهب النوبختيّة، هنا في غاية السخافة والغرابة[4].
وعلى ذلك فقس من آراء الأعلام، فالادعاء أن الطائفة تخص المعجزات بالأنبياء هو خلاف الحقيقة وهو ادعاء يفتقر للدليل، لأن الأعلام كالشيخ المفيد رحمه الله يقول أن اجماع الطائفة بقبول المعجزات لأهل البيت (ع)، ما عدى آل نوبخت، وهم مجموعة من المتكلمين، ولعل كلامهم ليس مقتضى إيمانهم بل هو لإلزام الطرف الآخر كلامياً.
وعلى العموم لقد رأينا بعض آراء أبرز علماء الطائفة وقبولهم بوقوع المعجزات من أهل بيت النبوة سلام الله عليهم.
خامساً: هل وردت عبارة المعجزة منسوبة لأهل البيت (ع) في وراياتهم؟
إن دعوى عدم ورود كلمة المعجزة في روايات أهل البيت (ع) هي دعوى غريبة تفتقر لأدنى مستويات البحث، لأن مع احتمال الإقلال من استخدام لفظ المعجزات في وقائعهم الباهرة بسبب التقية، إلا أن الكثير من الروايات في كتب الحديث والزيارة اشتملت على هذا التعبير، وهذا ما سوف نثبته ببعض الأدلة الواضحة.
- ورد في علل الشرائع، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) لِأَيِّ عِلَّةٍ أَعْطَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَأَعْطَاكُمُ الْمُعْجِزَةَ؟ فَقَالَ: لِيَكُونَ دَلِيلًا عَلَى صِدْقِ مَنْ أَتَى بِهِ وَالْمُعْجِزَةُ عَلَامَةٌ لِلَّهِ لَا يُعْطِيهَا إِلَّا أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَحُجَجَهُ، لِيُعْرَفَ بِهِ صِدْقُ الصَّادِقِ مِنْ كَذِبِ الْكَاذِب[5].
- روى الصدوق في الأمالي عن الإمام الصادق (ع)، أن الإمام الحسن (ع) صعد المنبر أيام معاوية وخطب في الناس، وكان مما قال: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ. أَنَا ابْنُ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ. أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْفَضَائِلِ أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْمُعْجِزَاتِ وَ الدَّلَائِلِ أَنَا ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين[6].
- روى القطب الراوندي مسنداً عن الطوسي ينتهي إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (ع)، أنه قال: أعظم الناس ذنباً وأكثرهم إثماً على لسان محمد (ص) الطاعن على عالم آل محمد (ص) والمكذب ناطقهم، والجاحد معجزاتهم[7].
- رُوِيَ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ رُمَيْلَةَ وَكَانَ مِمَّنْ صَحِبَ عَلِيّاً (ع) قَالَ وَصَارَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا إِنَّ وَصِيَّ مُوسَى كَانَ يُرِيهِمُ الدَّلَائِلَ وَالْعَلَامَاتِ وَالْبَرَاهِينَ وَالْمُعْجِزَاتِ وَكَانَ وَصِيُّ عِيسَى يُرِيهِمْ كَذَلِكَ. فَلَوْ أَرَيْتَنَا شَيْئاً تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ وَبِهِ قُلُوبُنَا. قَالَ إِنَّكُمْ لَا تَحْتَمِلُونَ عِلْمَ الْعَالِمِ وَلَا تَقْوَوْنَ عَلَى بَرَاهِينِهِ وَآيَاتِهِ وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ. فَخَرَجَ بِهِمْ نَحْوَ أَبْيَاتِ الْهَجَرِيِّينَ حَتَّى أَشْرَفَ بِهِمْ عَلَى السَّبِخَةِ فَدَعَا خَفِيّاً ثُمَّ قَالَ اكْشِفِي غِطَاءَكِ فَإِذَا بِجَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ فِي جَانِبٍ وَ إِذَا بِسَعِيرٍ وَ نِيرَانٍ مِنْ جَانِبٍ. فَقَالَ جَمَاعَةٌ سِحْرٌ سَحَرَ. وَثَبَتَ آخَرُونَ عَلَى التَّصْدِيقِ وَلَمْ يُنْكِرُوا مِثْلَهُمْ وَقَالُوا لَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ (ص): الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار[8].
- وروي عن اإلإمام علي(ع) في حديث طويل: (لَوْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَ النَّاسَ مَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ (ص) مِنَ الْآيَاتِ الْعَجَائِبِ وَالْمُعْجِزَاتِ لَكَانُوا يَرْجِعُونَ كُفَّاراً)[9].
- الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَالصَّيِّبِ الْهَاطِلِ، صَاحِبِ الْمُعْجِزَاتِ وَالْفَضَائِلِ، وَالْبَرَاهِينِ وَ الدَّلَائِلِ)[10].
- في زيارة لأمير المؤمنين (ع)، زَارَ بِهَا الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْس: (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ وَسَيِّدَ السَّادَاتِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْمُعْجِزَاتِ)[11].
- زيارة اخرى لأمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله عليهما، مروية عن الإمام الصادق (ع): السَّلَامُ عَلَى أَمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي عِبَادِهِ، وَ الْحَاكِمِ بِأَمْرِهِ، وَ الْقَيِّمِ بِدِينِهِ، وَ النَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ، وَالْعَامِلِ بِكِتَابِهِ، أَخِي الرَّسُولِ، وَزَوْجِ الْبَتُولِ، وَسَيْفِ اللَّهِ الْمَسْلُولِ، السَّلَامُ عَلَى صَاحِبِ الدَّلَالاتِ وَالْآيَاتِ الْبَاهِرَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ الْقَاهِرَاتِ[12].
- في دعاء الندبة: يَا ابْنَ الْمَعَالِمِ الْمَأْثُورَةِ، يَا ابْنَ الْمُعْجِزَاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا ابْنَ الدَّلَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
- وأورد بن طاووس في الاقبال في دعاء في يوم المباهلة، قال: روينا ذلك إلى أبي الفرج محمد بن علي بن أبي قرّة، بإسناده إلى علي بن محمد القمي، جاء فيه: اللّهُمَّ فَارْحَمْنا بِحَقِّهِمْ، فَإِنَّكَ اقَمْتَهُمْ حُجَجاً عَلى خَلْقِكَ، وَدَلائِلَ عَلى ما يُسْتَدَلُّ بِوَحْدانِيَّتِكَ، وَباباً الَى الْمُعْجِزاتِ بِعِلْمِكَ الَّذِي يَعْجُزُ عَنْهُ الْخَلْقُ غَيْرُهُمْ[13]. – أي غير أهل البيت (ع)-.
هذه بعض الأمثلة مما جاء في الروايات من ذكر تسمية ما يجري على أيدي أهل البيت (ع) بالمعجزات، وهناك الكثير من الأمثلة، ولكننا نكتفي بهذا القدر.
ونسأل الله أن يوفق العلماء والخطباء للتدقيق والسداد لبيان شأن أهل البيت (ع) وعظمتهم ومكانتهم التشريعية والتكوينية المحورية في ترسيخ أسس الإيمان المحمدي الأصيل.
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين وأهل بيته الأطهار المطهرين.
............................................
[1] - دلائل الإمامة، الطبري، ص26.
[2] - نوادر المعجزات، للطبري، ص 19، عن الاقتصاد للشيخ الطوسي، ص158
[3] - نوادر المعجزات، عن أوائل المقالات، ص 68.
[4] - نوادر المعجزات، عن البحار، ج37، ص31
[5] - علل الشرائع، ج1، ص: 123
[6] - أمالي الصدوق، ص179، والخرائج والجرائح ، ج1ن ص237.
[7] - الخرائج والجرائج، قطب الدين الراوندي، ج1، ص17
[8] - الخرائج والجرائح، ج1، ص172، رواه في الخصال: 119 ضمن ح 1، بإسناده الى الزهرى، عن عليّ بن الحسين عليه السلام عنه البحار: 78/ 148 ضمن ح 10.و أورده الراونديّ في الدعوات: 244 ذ ح 691، عنه البحار: 82/ 173.
[9] - الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 171
[10] - المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص: 103
[11] - المزار الكبير، وإقبال الأعمال، وغيره
[12] - المزار الكبير، ابن المشهدي، ص218.
[13] - إقبال الأعمال، ج2، 353.