الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، ثُمَّ الصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين، ورد في الحديث الشريف: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة تجري له، أو ولد صالح يدعو له"[1]، والعلامة الأميني: جمع الخصال الثلاث، وخلفها بعد رحيله إلى جوار ربه، فخلف أولادًا صالحين، ومؤلفات قيمة كموسوعة (الغدير)، وصدقات جارية كمكتبة (الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) العامة)، وقال الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "قيمة كل امرئ ما يحسنه"([2]). ولقد أحسن الأميني وأجاد في أعماله الجبارة، ونتاجه العظيم الرائع، مما يدل على عظمته، وعلو همته.
فقد قام الأميني بأعمال عظيمة، ومشاريع ضخمة كبيرة، عجز عن القيام بها عشرات الرجال الأفذاذ، على الرغم مما يتمتعون به من إمكانات مالية هائلة، وتفكير صائب وهمم عالية، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع: موسوعته العلمية التاريخية (الغدير)، الذي أصبح من المصادر المعول عليها عند المحققين، والكتاب، والمؤلفين، والخطباء، في السيرة، والتأريخ، والفقه، والأدب، والشعر، والثقافة العامة، والمعارف، والمناظرات، والمحاججات. والذي أصبح لابد لكلِّ عالم متتبع، وباحث محقق وخطيب مفوه، وأديب بارع من الرجوع إليه والأخذ منه.
ترجمة العلامة الأميني:
تمضي أجيال الإنسانية على سنتها ويبقى الخلود سرًّا من أسرار الله تعالى ذكره في خلقه، فكم أنتجت الأمم من العلماء، وأثُمَّرت البقاع والبيئات العلمية من العباقرة وسادة العلم وجهابذة الفنون، إلاّ أنَّ الخالدين منهم أقل قليلهم، واذا ارتبط هذا الإنسان بالحقِّ سبحانه وسار بنهجه كان من الخالدين، وبقاء ذكر الشَّيخ الاميني (قده) على مرّ العقود يبقى لأنه متصل بنهج الله وحبله في خلقه {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}[3] آل محمد (صلوات الله عليهم)، والغدير سراج خلود الشَّيخ الأميني الذي ولد في مدينة تبريز عام 1320ه، وكان أبوه الشَّيخ أحمد ابن الشَّيخ نجف علي الملقب بأمين الشرع – ومنه لقب الأميني – ابن الشَّيخ عبد الله صاحب علم وتقى، فورث الأميني (قده) عن أهله المجد كابراً عن كابر، فدرس أوليات العلوم عند والده، ثُمَّ تتلمذ على آخرين بتردده إلى مدرسة الطالبية، وهي من أهم مراكز الثقافة ومعاهد العلم المعروفة بتبريز يوم ذاك، وما زالت قائمة حتَّى الآن. فقرأ مقدمات العلوم، وأنهى سطوح الفقه والاصول على عدد من أجلة علماء تبريز، أمثال:
آية الله السيد محمد بن عبد الكريم الموسوي الشهير بمولانا.
آية الله السيد مرتضى بن أحمد بن محمد الحسيني الخسروشاهي.
آية الله الشَّيخ حسين بن عبد علي التوتني.
العلامة الحجة الشَّيخ ميرزا علي أصغر ملكي.
سفره إلى النجف:
وبعد أن بلغ الشَّيخ الأميني عند هؤلاء الفطاحل مرتبة سامية، وأنهى دراسة الدور الذي يدعى بالسطوح، وتأهل للحضور في مرحلة درس الخارج، غادر مسقط رأسه، قاصدًا الجامعة الإسلامية الكبرى (النجف الأشرف)، فَحَلَّهَا، واستوطن بلدة باب مدينة علم الرسول (ص) معتكفًا على طلب العلم، ساهرًا على تحصيل المعارف من فيض تلك البقعة المقدسة، جادًّا في بلوغ مراتب الكمال والفضيلة، فحضر على جمع من مهرة الفن، وجهابذة العصر، وتلقى الينبوع الصافي من لدن عمالقة الفقه والأصول والكلام أمثال:
آية الله السيد محمد باقر الحسيني الفيروزآبادي.
آية الله السيد أبو تراب بن أبي القاسم الخوانساري.
آية الله الميرزا علي بن عبد الحسين الأيرواني.
آية الله الميرزا أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني.
عودته إلى تبريز:
قضى الأميني (رحمه الله) عند هؤلاء الأعلام أعوامًا، انتهل من فيض علومهم، وتزود من معارفهم، وتلقى منهم الفضائل والكمال، ونال درجة رفيعة من العلم، ورتبة سامية من المعرفة، وحظًّا وافرًا من الأدب، ثُمَّ عاد إلى مسقط رأسه، وحطَّ بها رحل المقام فترة غير قصيرة.
توطنه النجف الأشرف:
وبعد برهة، رأى أنَّ روحه التواقة للعلم، وشغفه النفسي يهفوان به إلى المزيد من الفضل والكمال، ويدفعانه إلى مركز القداسة والعظمة (النجف الأشرف)، حيث التزود من قدسية تلك المدينة الطيبة، والبقعة المشرفة التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، والاستفاضة من حلقات دروسها، والانتهال من ندواتها الزاخرة التي تتجلى فيها أنواع العلوم بأسمى حقائقها وأعمق مراحلها، لذلك عاد إليها، قاصدًا توطنها، تاركًا خلفه جُلَّ ما هيئ له في وطنه من رغد العيش، والمقام الرفيع والجاه والمنزلة، غير مكترث بالرئاسة الروحية التي كانت لوالده (رحمه الله)، والمنزلة التي كانت تتحلى بها أسرته.
الأميني يودع الدنيا:
أبتُلي العلَّامة الشَّيخ الأميني بمرضه الذي لازم بسببه الفراش ابتداء من سنة 1968م حتَّى وفاته في صيف سنة 1970م. وعلى الرغم من عرضه على عدة أطباء اختصاصيين في بغداد وإدخاله المستشفى مرات عديدة، إلَّا أنَّ ذلك لم يُجْدِ نفعًا، فسافر إلى طهران لإتمام علاجه، غير أنَّ الحالة الصحية للشيخ قد تدهورت أكثر فأكثر على الرغم من كل المحاولات التي بذلها لأطباء في سبيل إنعاشها، وأخيرًا قضى الأميني أجله انتقل إلى الرفيق الأعلى ليجد تصديق ما أعدَّه الله له من النعيم المقيم، وكانت وفاته في الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1390ه –1970م في طهران، ونقل جثُمَّانه الطاهر بالطائرة إلى بغداد، ثُمَّ نقل إلى النجف الأشرف، وشُيِّعَ هناك تشييعًا مهيبًا في الثامن من شهر جمادى الأولى، وذلك بحضور الألوف من محبيه، وكان الجميع في بكاء وعويل تتقدم السرير صورة الفقيد في وسط موكب يردد أبيات التأبين، وبعد أن طيف بالجنازة في الحرم الشريف أخرجت للصلاة عليها تقدم المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي وصلى عليه، ثُمَّ رُفِعَتِ الجنازةُ لمثواها الأخير في القبر الذي أعدَّه الشَّيخُ لنفسه بجوار مكتبته الخالدة، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وقد أرَّخ وفاته الشَّيخ فرج العمران القطيفي بهذين البيتين من الشعر.
قضى الأميني الإمام الشهير*** كاتب موسوعة يوم الغدير
لم ينعه الناعي ولكنَّما *** مذ أرخوه: جاء ينعى الغدير[4]
مراحل انتشار حديث الغدير بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودور العلامة الأميني في إثبات تواتر الحديث:
إنَّ موسوعةَ الغدير كتابُ عِلمٍ بذل صاحبه أنفاس حياته ليحقق في حادثة الغدير التي رواها مئة ألف أو يزيدون في تواتر ثبت عمليًا، وقد أحصى العلامة الأميني من الصحابة نحو مئة وعشرة صحابي يروون الحديث[5] من عدة مئة ألف شخص، وهذا يبين مدى محاربة حديث الغدير.
فقد حورب حديث الغدير من خلال مرحلتين، الأولى منع تدوينه، والثانية بعد انتشاره حورب وقتل ونفي من تصدَّى لنشره. أمَّا في مرحلة منع التدوين، فلم يُدَون أيُّ حديث طوال فترة المنع، ولم يُدوين حديث الغدير خلال هذه الفترة لمدَّة عشرين سنة حتَّى زمن الخليفة الثالث.
فعليه يكون هذا الحديث قد غيّب ولم ينقل إلى مُسلِمة الفتوح[6] فلم يصل إلى بلاد فارس أو الهند شرقًا، ولم يصل إلى مصر، والشام، ونهاية المغرب العربي غربًا، فلم يعرفوا حديث الغدير إلى سنة 27هجري، لم يعرفوا عليًّا ومقامه وفضله وولايته ومكانته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل كانوا يعرفون قادة تلك الفتوح كمعاوية ابن أبي سفيان الذي فتح الشام، وعرفوا عمرو بن العاص الذي فتح مصر، ولكنهم لم يعرفوا عليًّا وهو القائل: "فكنَّا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتَّى أكل الدهر علينا وشرب، ومضت السنون والأحقاب بما فيها، ومات كثير ممن يعرف، ونشأ كثير ممن لا يعرف"[7].
حتَّى بدأ الإمام علي (عليه السلام) نهضته التي خلدت ذكر هذا الحديث سنة27هجري، فقد نهض بالصحابة الذين رباهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على التشيع لعلي (عليه السلام) كعمار، وأبي ذر، والمقداد، وغيرهم لينشر حديث الغدير وأمثاله في المجتمع الإسلامي، فالفضل لنشر حديث الغدير في مُسلِمة الفتوح يعود لصاحب الغدير وهو علي (عليه السلام).
وقد كان في أول ثمان سنين له محاصر هو وأصحابه في المدينة لأنهم ينشرون حديث الغدير، وحديث حجِّ التمتُّع وأمور أخرى منعوا من نشرها، ومن أمثلة ذلك الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري فقد نُفي إلى الربذة لأنَّه كان ممَّن ينشر فضائل علي (عليه السلام) بين الناس، وقد قال أبن أبي الحديد في بيان السبب في نفيه: قال الخليفة يومًا والناس حوله: "أيجوز للإمام أن يأخذ من المال شيئًا قرضًا فإذا أيسر قضى؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك. فقال أبو ذر: يا ابن اليهوديين أتُعلمنا ديننا؟ فقال الخليفة: قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي، الحق بالشام. فأخرجه إليها[8].
ولكنَّ القصة أعمق من ذلك، فإن أبا ذر لم يترك التحدث بحديث الغدير حتَّى في منفاه الذي مات فيه، فقد أُرسل أول ما أرسل إلى مكة ثُمَّ الشام فلمَّا أُرسل إلى هناك أرسل الوالي إلى الخليفة ما يصنعه أبو ذر من نشر فضائل علي والولاية له ثُمَّ نفي إلى الربذة ومات هناك.
يقول المحقق العلامة البدري (حفظه الله): فلمَّا قُتِلَ الخليفة الثالث كانت فئة من مسلمة الفتوح قد وعت وفهمت حديث الغدير وكان مركزهم الكوفة والعراق، وهم الذين بايعوا عليًّا (عليه السلام) على الولاية.
أمَّا الشام فقد بقيت مغلقة أمام حديث الغدير حتَّى قُتِلَ عليٌّ (عليه السلام)، فلمَّا جاء دور الإمام الحسن (عليه السلام) أبرم الصلح حتَّى يختلط الشاميون بمن حولهم ممن وعى وفهم حديث الغدير.
يقول المحقق العلامة البدري (حفظه الله): في عشر سنين وعلى خلاف الرأي المشهور، كانت شروط الصلح منفذه بشكل كامل، فقد اشترى أمان الناس وحرية حديثهم بدولة كانت عنده، وحقق.
ففي سنة 49 هجري كان مُسلِمة الفتوح في شرق الأرض وغربها يعرفون حديث الغدير.
فلما قُتِلَ الحسن (عليه السلام)، رفع شعار منع التحدث بحديث الغدير ونظرائه وكان من يروي الحديث يقطع اسمه من ديوان العطاء ويهدم داره عليه وقد وصف الإمام محمّد الباقر (عليه السّلام) حال الشيعة آن ذاك: "وقُتلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقُطّعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكان مَنْ يُذكر بحبّنا والانقطاع إلينا سُجن، أو نُهب ماله، أو هُدمت داره"[9].
فنشأ جيل جديد خلال عشر سنوات المنع لايعرف حديث الغدير.
حتَّى أعاد الإمام الحسين بنهضته المباركة التحديث بحديث الغدير، حتَّى استطاع العلامة الأميني بجهوده المباركة التقاط مئة وعشرة صحابي يروون هذا الحديث.
فقد اعتزل الإمام الناس بعد مقتل أخيه الحسن ثمان سنوات ولم يقدم على أي تحرك يخالف بنود الصلح[10]، فلما قُتِلَ حجر بن عدي في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة 53 هجري بعث الحسين إلى البقية من شيعة علي (عليه السّلام) وكان موعدهم بعد موت معاوية، لكن قبل موته بسنة كما تقول الروايات أو سنتين كما أورد صاحب الاحتجاج[11]، أي سنة 58 هجري ذهب الحسين إلى الحج.
ومن هنا آذن الحسين (عليه السّلام) لحدوث مرحلة جديدة، فقد عقد الإمام في ثاني أيام حجه مؤتمرًا فكريًّا كما روى ذلك سليم ين قيس في كتابه[12] وقد حضر هذا المؤتمر 200 صحابي من شيعة علي (عليه السّلام) و500 تابعي من شيعة علي (عليه السّلام).
فما كان من الإمام إلَّا أن قام بنشر فضائل علي في هذا المؤتمر العلمي أمام هذا الجمع من الصحابة والتابعين، بل وأمر الصحابة أن يذكروا الأحاديث كي يستمع إليها التابعون ويرونها عنهم[13].
فكان هذا المؤتمر خطة تعبوية تواترية لنشر هذا الحديث وغيره، فاستطاع أن يدخل في المجتمع الإسلامي سبعمائة راوي للحديث استشهد منهم مع الحسين في كربلاءسبعين شهيدًا فقط، كما يروي ذلك الذهبي حيث يقول: "رافق الحسين من مكة إلى الكوفة سبعون أو ستون شيخًا"، فأصبح لدى الإمام بعد استشهاده على أقل التقادير 500 شخص معبأ بأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى رأسهم حديث الغدير والمنزلة والمباهلة.
وبعد موت يزيد واستقالة ابنه عن الحكم سنة 64 هجري أصبحت السلطة خالية، وبدأت الحروب وكلٌ يدعي الخلافة:
- فالضحاك يدعو لخلافة ابن الزبير في مكة.
- ومروان يدعو للحكم في الشام.
- وظهر ثورات التوابين والمختار (الثورات الشيعية).
فلم يكن هناك أحد يمنع هؤلاء الخمسمائة راوي من رواية حديث الغدير، فاستمروا 20 سنة يروون حديث الغدير وفضائل علي يبن الناس وفي أوساط مجتمع مُسلمة الفتوح.
فكانت نهضة الحسين (عليه السّلام) نهضة لأجل الدين المتمثل في إثبات ولاية علي (عليه السّلام)، وقد آتت هذه النهضة ثمارها بعد استشهاد الحسين (عليه السّلام).
فكان دور العلامة الأميني هو تتبع هؤلاء الخمسمائة راوي ومن نقل عنهم من كتب العامة فأستطاع أن يجمع 110 صحابي ومئات التابعين على مر القرون بأسانيد معتبرة[14] ذات دلالة قوية على إثبات الولاية لأمير المؤمنين (عليه السّلام)، وكل ذلك ببركة نهضة الحسين التي هي امتداد لنهضة الحسن والإمام علي (عليهم السّلام).
يقول العلامة الفضلي: "إني لا أستكثر هذا العمل الضخم (تأليف موسوعة الغدير) من الإنتاج العلمي أن يصدر من الشَّيخ الأميني الذي عرفته عن قرب يوم كنت أتشرف بلقاه في داره أو في (مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة) في النجف الأشرف، فرأيته الدؤوب على العمل والضنين على أن لا يضيع وقته سدىً، فكان خِدنه الكتاب، وقرينه القلم".
إلى أن قال: "إنّ كتاب موسوعة الغدير هذا من الظواهر العلمية والفنية المميزة في عالم التأليف، ذلك أنَّ ما ألِّف في الغدير يربو على ما ألِّف فيما يماثله، ولم يقدَّر لأيِّ كتاب منها أن يشتهر اشتهار هذا الكتاب، وأن يحتل المركز الذي احتله هذا الكتاب في قائمة المصادر الأصلية، وأن يخلد مؤلّف من مؤلفي تلك الكتب بسبب كتابه في الغدير مثلما خُلِّد الشَّيخ الأميني بسبب هذا الكتاب"[15].
وقد أثبت العلامة الأميني في موسوعته:
- التواتر، فقد روى الحديث بطرق مختلفة عن أشخاص لا يُحتمل تواطؤهم على الكذب؛ لاختلاف طبقاتهم وفترات روايتهم للحديث.
- إثبات دلالة الحديث على الولاية، فإنَّ الطرف الآخر يقول أن مفاد الحديث هو المحبة لا الولاية الشرعية، فقد دلل وبيَّن أنَّ مفاد الحديث الولاية الشرعية والفكرية والسياسية.
- بيان شعراء الغدير، فقد جمع الشعراء الذين ذكروا حادثة الغدير في شعرهم وعددهم 105 شاعر على مر القرون إلى زمانه هو.
- احتوى على ترجمات ومناقشة علمية لسيرة وآثار وعلم وفضائل شخصيات عاصرت زمن الإمام علي وشهدوا الغدير.
- ناقش كتب تجاوزت على الشيعة و الإمام علي، مناقشة علمية دقيقة.
وفي الختام أنصح أيَّ باحث، أو مثقف، أو خطيب، أو قارئ أن يقتني هذه الموسوعة الشاملة في حق حادثة الغدير، وأسأل الله أن أكون قد وفقت في بيان شيء من هذه الموسوعة المباركة.
...........................................
[1] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
[2] - موسوعة العقائد الإسلامية - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ٢٦
[3] - آل عمران : 112
[4] - تكملة الغدير ـــ ثمرات الأسفار إلى الأقطار ـــ الأميني، مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع، مركز الأمير لأحياء التراث الإسلامي، ج1، ص17،18،31،32
[5] - الغدير في الكتاب والسنة والأدب، الأميني، ج1،ص35 إلى87
[6] - من دخل الإسلام بالفتوحات بعد وفاة النبي
[7] - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٩٩
[8] - الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٣٠٣
[9] - شرح نهج البلاغة 3 / 15، والطبقات الكبرى 5 / 95.
[10] - حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) 2 / 229 - 230.، الأخبار الطوال ص221 وراجع ص220 وراجع : الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص142 و (تحقيق الشيري) ج1 ص187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج26 ص532 عنه .
[11] - الإحتجاج ، الطبرسي،ج2، ص382
[12] - كتاب ينسب لابو صادق سُليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، (عليهم السلام)، وقد أدرك الإمام الباقر عليه السلام أيضا، وأصله من بني هلال بن عامر بطن من عامر بن صعصعة، من هوازن من قيس بن عيلان، من العدنانية ولد سليم قبل الهجرة بسنتين، وكان عمره عند وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) اثنتا عشرة سنة ،وكتابه هو أول كتاب للشيعة في زمن الإمام علي(عليه السلام) و يعتبر أقدم نص تاريخي عقائدي ويحتوي الكتاب روايات عن فضائل أهل البيت(عليهم السلام)، و مباحث في معرفة الإمام علي(عليه السلام) و بعض الأخبار و الحوادث بعد رحيل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويحظي الكتاب بشهرة كبيرة بين الشيعة.-أنظر مقدمة كتاب سليم-
[13] - عن كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - الصفحة٣٢٠ باب: مناشدات واحتجاجات الإمام الحسين عليه السلام بمكة : فلما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين بن علي(عليه السلام) وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه. فجمع الحسين (عليه السلام) بني هاشم، رجالهم ونسائهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين (عليه السلام) وأهل بيته.
ثم أرسل رسلا: (لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي).
فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وغيرهم.
فقام فيهم الحسين عليه السلام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإني أريد أن أسألكم عن شئ، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني. أسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله وحق قرابتي من نبيكم، لما سيرتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس ووثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا، فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه، وكل ذلك يقول الصحابة: (اللهم نعم، قد سمعنا وشهدنا)، ويقول التابعي: (اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة). فقال: أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه.
[14] - الغدير ، الأميني، ج1ص35 الى 198
[15] - العلامة الأميني وإنتاج موسوعة الغدير في كلام الشيخ عبد الهادي الفضلي