علم الطاقة، أو هو علم الباراسايكلوجي/ الباراسايكولوجيا.
ولنا أن نتساءل مُستفسرين -ويحقّ لنا ذلك من غير شكّ:
١- ما هو المراد من الطاقة في علم الطاقة؟
وهل يوافق التّفسير الفيزيائي للطاقة؟
٢- إن كان الجواب: نعم،
فهل ثبت هذا عند علماء الفيزياء؟
وهل تمّ قياسه عندهم بمقايسهم، وضمن طرقهم الدّقيقة في الرصد؟
هل أنّ الأجسام التي يقيسون بها الطاقة -على حدّ زعمهم- هل هي صالحة فيزيائيا لقياس الطاقة؟
وكمثال على ذلك: من سلوكيّاتهم وأدوات عملهم:
إمرار اليّد حول البدن الذي تقاس طاقته، وفي مواضع الشّكرات (مواضع الطاقة من جسم الإنسان) خاصة، وشكرة الجدع منها مثلا، أليس في ذلك تحرّش واضح؟
ثمّ إنّ فكرة الشّكرات هذه، أليست هي من موروث الدّيانات الشرقيّة؟
والكلام نفسه ينطبق على التّرانيم التي توظّف، والكلمات التي تردّد من قبَلهم حال عملهم هذا، أليس لها مداليل يتعبّد بها بعض الوثنين والمرتاضين؟
وما هو دليل ذلك؟
٣- إن كان الجواب: لا!!!
فما هو الدليل على أنّه ليس من سنخ الهلوسة البصريّة، والسّمعيّة، والحسية؟
٤- ألا يشبه ما يقوم به دعاة علم الطاقة، ما هو موجود في عمليات التّنويم الإيحائي ، وغسيل الدماغ؟
٥- أليس الأساليب المُتّبعة عند علماء الطاقة هي خليط من طقوس دينية، ورياضات روحيّة، تنتشر في المدارس الصوفية: الكابلا "هي معتقدات وشروحات روحانية فلسفية تفسر الحياة والكون والرَّبانيات"، الزّن:"يتميز أتباع هذا المذهب بممارسة التأمل في وضعية الجلوس -زازن- كما يشتهرون بكثرة تداولهم للأقوال المأثورة والعِبر (كوآن).
يرجع أصل كلمة زن إلى النُطق باليابانية للحرف الصيني "تشان" (chán = 禪/禅)، وهذه الكلمة الأخيرة هي نفسها ترجمة للكلمة السنسكريتية "ذيانا" وتعني استغراق التفكير أو التأمل (التعبد المطلق بالمعنى الحرفي). تهدف تعاليم مذهب زن العودة إلى الأصول الأولى للبوذية، وخوض التجربة الشخصية التي عاشها بوذا التاريخي، وتكتسي وضعية الجلوس أهمية خاصة لدى أتباع هذا المذهب، فعن طريق إتّباع هذه الوضعية تَوَصَّل بوذا إلى حالة الاستنارة أو (اليقظة)"، والتّصوّف المعروف، و...؟؟؟
٦- ما هو أثر الوهم وترويجه، عند من يشتغلون بعلم الطاقة، وهل لهم من مصداقيّة عمليّة تُذكر، يكون لها ثقل على مسرح الواقع؟
٧- هل يختلف عملهم من حيث الشّكل والمضمون، واستغلال ألم النّاس من مرتاديهم وحاجتهم، وبالتّالي قيامهم الجشع المقيت بجني المال، واستحلاب الثّروة عن الدّجالين؟
وما الفرق بينهم وبين من يرهقون أضحياهم ويستنزفون أموالهم مِمن يدّعي تحضير الجن، وفكّ السحر؟
بعد هذه المجموعة من التساؤلات التي تحتاج جوابات مقنعة واضحة، نعود لعلم الغيبيّات:
حيث يدخل ضمنه التنبؤ والتّبادر الخارق ومعرفة الأمور عن بعد، والتأثير فيها.
وهذا بحثٌ بحثه الدّينيون والماديون، وحاول الماديون توجيهه توجيها ماديًا بحسب نظرتهم تبعا لما رآه "ديكارت" الذي رأى الإنسان مجرّد آلة كأي آلة، وما هو إلا كتلة ماديّة يكونها اللحم والعظم والخلايا.
فذهبُ هؤلاء التّجريبيون لتوجيه الغيبيّات والخوارق ماديّا بأمرين:
ذبدبات وشحنات كهربائيّة ترتبط بعقل الخارق فتفرز التنبؤ والتّبادر.
أو بنظريّة: تعلّق الأشياء بموجات تنبعث منها لعقل الخارق.
ورد البعض عليهم:
بأن الموجات الطويلة يعيقها البعد، فأجيب: بأنها موجات قصيرة كهربيّة وهذه لا يؤثر فيها البعد ما دامت قصيرة بخلاف الطويلة.
كما ردّوا على النٰظرية الثانية: بأن الأشياء لم توجد بعد ولم تخلق فكيف تصل موجاتها للعقل الخارق، فأجابوهم:
بنظرية "آينشتاين" النسبيّة والبعد الرابع الذي هو بعد الزمان الموجود أساسا مع الطول والعرض والارتفاع + الزمن والارتباط به وبأشيائه.
وكلّ هذا للابتعاد عن الاعتقاد بمبدأ الدّين والرّوح.
وهذه أمور بحثها علماء المسلمين كالغزالي وصدر المتألهين الشيرازي والطباطبائي وغيرهم وعالجوها علاجا عقديّا إسلاميا.
وعلم الطاقة - إذا ما أردنا نقده- و-مع وافر الاحترام لقائليه:
لا يزال يفتقر للمصداقيّة وإثبات جدواه في كثير من الحالات.
وهذا طبيعي لإنّه متداخل، وهذه الأمور من المحسوسات -من مدركات حسيّة- يصعب تقبلها والقناعة بها، والتّعاطي معها، ما لم تشفع بنصوص دينيّة معصومة سليمة واضحة.
ومتخصصوه كلّ يعالجه بمعالجة تخالف الأخرى.
وبالتّالي: فهذه أمور تزلزل مصداقيته للآن.
مع هذا فقد يكون الإيحاء والتّنفيس، وما هو من هذا القبيل، هو العلاج لا نفس العلم.
والإنسان بما يمتلك من طاقات خفيّة لا بد أن توظّف بطريقة دينيّة معصومة واضحة في عقيدتنا، وإلا لفتح المجال للتّشتت والشّعوذة والدّجل والسّحر على مصراعيه.
إذا كان الدّين مع وضوحه يستغله الدّجالون وأصحاب الدّكاكين وعلماء السوء فكيف بهذا المُفتقر للنّص.
وماذا عن الدّعاء؟ وأين هو من ما مرّ؟!!
الدّعاء أمر آخر تماما يلامس الإنسان في أعماقه بترشيد ديني واضح معصوم موجه.
والدّعاء لا يعي عظمته وفائدته إلا من فهم فلسفته فهما صحيحا وروّضها رياضة سليمة.
"إن كرم الله لا يعارض حكمته" كما يقول أمير المؤمنين ع.
ولا بد من فهم المنظومة الإسلاميّة ككلّ في تسييرها للوجود الإنساني، ومجرد تناول مفردة دينيّة واحدة بمعزل عن الكل.
هذا غير صحيح ولا يوافق البحث العلمي الذي تطلب منه النتائج والإفرازات المترشحة الصحيحة.
ولمزيد معرفة في هذا يُراجع:
خوارق اللاشعور.
الإنسان روح لا جسد
الأحلام بين العلم والعقيدة
حواسك الزّائدة في خدمتك
الإنسان روح لا جسد
وتراجع ايضا كتابات الدراسات الإسلاميّة حول موضوع الدعاء.
وكذلك الدّراسات حول الرّوح وطبيعتها.
وبعد هذا!!
إضاءةٌ عقديّة من رحم ظُلمة دهاليز الوباء:
لا يوجد وقت أعظم مما نحن فيه لمعرفة أن الإنسان بحاجة لله وقدرته وأنّه القاهر فوق عباده.
وما يجري من فعل دويبة صغيرة لا ترى بالعين المجردة "فايروس" تشلُّ كلّ حركة الدّنيا والعالم المادي بكلّ علمه وتكنلوجيته، وسبقه العلمي والمعرفي، ومختبراته وأبحاثه.. .
يظهر لنا معنى الله والارتباط به، والتّوجه لإمام معصوم يعلم أسرار الملكوت ويهيمن عليها بإذن الله.
وينكشف لهذا الهيكل الرّباني الإلهي عالم الملك والملكوت، وهو في يده كفلقة جوز يقلّبها بها كما يشاء.
فسلام الله على آل محمد وسلام الله على مهديهم الغائب الذي لم ينطلق حراك الوجود بإذن الله وتوفيقه إلا به.
زبدة المخض:
ولا حيلة لنا إلا بتطلّب الأسباب الطبيعية والوقائيّة بين أيدينا، وبالضراعة لله وبالإيمان بالمعصوم ع، وتعزيز ارتباطنا به في كلّ لحظة، والابتعاد عن كلّ أمر ضبابيّ يشتت هذه الرؤية، ويذهب بنا بعيدا عن التّعبّد بما أمر الله من تشريعات، وعبر أوليائه العظام؛ محمّد ص وأهل بيته الكرام، لا سواهم.