عميت عين لا تراك عليها رقيبًا

أيُّ آثارك تخفى؟
أيُّ آلائِك تجحد؟
أنت في الكوخ المعفى، أنت في الصرح الممرد
أنت أنت اللهُ بالأمس، وأنت الله في الغد
أنت سر السرِّ في العالم، لكن
ليس يدري!

الإيمان بالخالق هو أقوى ما ينعش رصيد الفرد والمجتمع لتحقيق العدالة والأخلاق والأمن والسّلام، وينظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
وقد حصر البعض القضايا بأقسام ثلاثة: تجريبيّة، رياضيّة، ومنطقية، أخضعوا كلّ سلوكيات البشر تحت خاناتها تصنيفا، وعدّوا بزعمهم كلّ قضيّة بعد ذلك فارغة لا يمكن التعويل عليها لبطلانها.

نقول لهم: أين الأخلاق والقيم؟ وأين موقع المنظومة الأخلاقية من قضاياكم هذه؟ ومن حصركم العقلي المزعوم هذا؟

أين الجمال؟
أين الحب؟
أين السلام؟
أين عاطفة الأمومة؟
أين منظومة الرّوابط الإنسانيّة والاجتماعيّة والأخويّة؟

وتطول القائمة.
أين ذلك من قضاياكم الثلاث؟

وفي أي خندق تضعون كلّ هذا؟

وإن لم تجدوا لكلّ ذلك موقعا لديكم، فما قيمة الحضارة والإنسانيّة بعد ذلك في مجموع تاريخها الطويل فيما مضى، وفي ما هو آت، وفيما هو معاش؟

الإيمان بالخالق حالة واقعيّة لا مناص منها، تجعل الإنسان يعيش هدفا، ويقصد مقصدا واضحا، تجعله على بصيرة من أمره، يسير ثابت الخطى، راشد الطريق.

الإيمان بالخالق ينير للإنسان ما حوله، يبعده عن الظلاميّة، يخلق عُلقة حميمة بينه وبين نفسه أوّلا، وبينه وبين كل ما يحيط به مما هو على سطح هذا الكوكب وبلا استثناء، فتراه متصالحا مع ذاته، ومنسجما مع غيره.

"عميت عين لا تراك عليها رقيبا".