ونحن ناظرون في هذا البحث إلى الأثر الذي تركه العلامة الحلي في المدرسة البحرانية، إذ ارتبط اسمه بالبحرين من خلال تتلمذه على بعض أعلامها، كما اتخذت المدرسة البحرانية من كتبه المختلفة مادةً للإقراء والتدريس، وعكف بعض أعلام البحرانيين على كتب العلامة، فشرحوا بعضها، واختصروا بعضها الآخر، في حين نُظِمَ بعضُ كتب العلامة من قبل البحرانيين كذلك.
وإذا كان ما مضى يشير إلى إعلاء البحرانيين من شأن العلامة ومصنفاته، فإنّه لا يعني أنهم لم يعارضوه، أو لم يصوبوا سهام نقدهم نحوه، بل وجدناهم يقفون معه وقفاتٍ طوالا، محاكمين منهجه في مصنفاته، ومغربلين نظرياته المختلفة، آخذين ببعضها، ورادّين بعضها الآخر، إذ وجدوا فيها ما لا يتسق وما رأوه من منهجٍ صارمٍ في الاستنباط وغيره، كما وجدوا في بعض آرائه ونظرياته اتّكاءً على غير منهج مدرسة أهل البيت فرفضوها، فالمعروف أنّ العلامة قد أسهم "في تطوير الممارسة الفقهية وغيرها من ضروب المعرفة، أي إدخال الجديد من أدوات الممارسة."
اضغط هنا للقراءة