حول ما أثبتته الوثائق التّاريخية من مسألة غمر الإمام موسى الكاظم ع بعد تسميمه في بساط ولفّه به حتى مات:
جاء في كتاب: (المجدي) وهو أقدم كتاب معتبر في نسب الطالبين (ص ١٠٦)، وهو مصدر لكلّ من كتب في نسب العلويين لمؤلفه الشهير بمجد الدين العلوي العمري النسابة(من أعلام القرن الهجري الخامس) في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام بما نصه:
"وقبره مشهور ببغداد، ومحبسه هناك، وكان الرشيد بالشام، وهو محبوس، فأمر يحيى بن خالد السندي بن شاهك، فلفّه في بساط وغمّ عليه حتى مات...".
وذكر ذلك القرشي ره: ...، وروى أنه على أثر ذلك أمر بالإمام (يعني السندي) ع فلف في بساط وأجلس الفراشين عليه حتى فارق الحياة.
المصدر: حياة الإمام موسى بن جعفر دراسة وتحليل: ج2ص512
وفي عمدة الطالب يقول ابن عنبة (ت828):
فقيل أنه سمّ، وقيل: بل غمر في بساط ولُفّ حتى مات. ص196
ونقل ذلك عنه العلامة المجلسي في بحاره ج48 ص434
وقد نقل ذلك عنه المرجع السيد محمد هادي الميلاني في قادتنا كيف نعرفهم ج6 ص360
ومما قد يعزز حدوث مثل هذا إصرار السندي كما ينقل غير مصدر على إدخال الفقهاء عليه، وجمع الناس من أهل بغداد ليشهدوا أن لا أثر على موسى ع من جراح ولا "خنق".
وممن ذكر هذا (إدخال الفقهاء عليه....) الشيخ الطبرسي في إعلام الورى ص311
ويستفاد من هذا ونحوه من المرويات، واجتماع القرائن، والمقاربة بين ما يرويه التاريخ أن الإمام موسى بن جعفر مات: مسموما، ومضروبا، ومخنوقا.. .
السلام على المعذب قعر السجون، وظُلم المطامير.
السلام على ذي الساق المرضوض بحُلق القيود.
السلام على الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف.
بقلم: عمّار الشّهاب
31/3/2019