"إنَّ موضوع التلخيص هو المباني العلميّة المنهجيّة ومرتكزاتها المضمّنة في مقدّمات الشيخ البحراني، لا تلخيص نفس المقدّمات؛ فلم أراع في ذلك سيره البحثي في الكتاب وكلَّ ما أورده من أقوال أو إشكالات أو أدلّة، بل المهمُّ في المقام الأوّل مبناه العلميّ، فالأقوال التي ذكرها والفوائد التي بيّنها والإشكالات التي أوردها لا اعتبار بها إلا بما يؤثر في تحديد مبناه أو مرتكزات إثباته.

وكونها علميّة مخرجٌ عنه المباني الفكريّة من قبيل الفرق بين الأخباريين والأصوليين حيثُ بحثه في المقدّمة الثانية عشر.

وكونها منهجيّة: مخرجٌ للمباني العلميّة غير الواقعة في منهجه البحثي سواءٌ كان في الاستنباط و مبادئه، أو في المستنبط منه وبه أخرج القواعد الفقهيّة المبحوثة في المقدّمة الحادية عشر.

وأعني بالمباني: ما يثبته من أحكامٍ -سلبيّة وموجبةً - للموضوعات المبحوثة، فيخرجُ من الموضوعِ القضايا والأحكام المنهجيّة غير المبحوثة موضوعاتها، أيّ لا أراعي منهجه الذي يسيرُ عليه في الحكمِ على نفس القضايا المقرر بحثها في المقدّمات، فشأني مع المنهج المبحوث في المقدّمات لا منهج البحث فيها".