نادر الملاح
5 محرم 1445 هـ، 24 يوليو 2023
برز اسم دَلْهَم بنت عمرو، وهي زوجة زهير بن القين صاحب ميمنة معسكر الحسين عليه السلام، بروزاً فريداً في صفحات التأريخ، حيث لم تُشر كتب الرجال والسيرة إلى هذه المرأة الفاضلة قبل موقف ما قبل أحداث الطف، وهو الموقف الذي برزت فيه لتحتل مكانةً مرموقة في سجل التأريخ كمثالٍ للزوجة المجاهدة المؤمنة الصابرة المدافعة عن الحق، الناصرة لإمام زمانها، المضحّية التي نقلت زوجها في لحظة واحدة من معسكر إلى آخر، كان نصيبه ونصيبها فيه الخلود الأبدي.
ورد اسمُها في بعض المصادر كتاريخ الطبري (ج4 ص298) وإبصار العين في أنصار الحسين للسماوي (ص162)، وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين (ج1 ص595) دَلْهَم بنت عمرو، بينما جاء في مصادر أخرى (دَيْلم بنت عمرو) كاللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس، ولواعج الأشجان للأمين، وبحار الأنوار للمجلسي (ج44 ص371).
نقلت كتب السيرة أنه لما كان الحسين عليه السلام متوجهاً نحو الكوفة سنة 60 للهجرة، كان زهير بن القين راجعاً من حج بيت الله الحرام، وكانت معه زوجته وبني عمومته وجمعٌ من أصحابه. وبسبب الأحداث السياسية التي أخذت سعتها بعد مقتل عثمان بن عفان، وما دار بين المسلمين من حروب، اتخذ زهير قراره وفق ما ارتآه من تشخيص بأن يلتزم الحياد، وأن لا يشترك في حرب يكون السيف فيها مرفوعاً من المسلم ضد أخيه. لذا، كان في طريق عودته من الحج، مع علمه بتوجه الحسين عليه السلام من مكة إلى الكوفة، يتجنب الطرق التي يمكن أن يلتقي فيها بالحسين عليه السلام إلى أن كانت مشيئة الله تعالى أن ينزل هو والحسين عليه السلام في ذات المنزل، فكانت خيمته لا تبعد سوى مسافة قليلة عن موضع نزول الحسين عليه السلام. وما أن استقر الحال بهم، حتى جاء رسول الحسين عليه السلام إلى زهير يطلب حضوره، وكان زهير بين بني عمومته وأصحابه، ومن هنا بدأ موقف دلهم بالبروز، بل واحتل المساحة الأبرز في نقل المؤرخين. فما أن رأت دلهم زوجها متردداً في جواب رسول الحسين عليه السلام، حتى بادرته بالقول: "سبحان الله، أيبعثُ إليك ابنُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا تأتيه؟! فلو أتيتَه فسمعتَ مِن كلامه!!" فأخذ زهير بالرأي السديد من زوجته، فأجاب رسول الحسين بقبول الدعوة.
توجه زهير للقاء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وما كاد اللقاء ينتهي حتى عادة لزوجته مستبشراً باسم الوجه، وأخبرها بعزمه على الانضمام إلى معسكر الحق ليدافع عن بيت النبوة ويفدي الحسين بنفسه، ووهب كل أمواله لزوجته، ثم طلقها قائلاً: "إني لا أُحبُّ أن يصيبك بسببي إلّا خير"، ثم أستودعها بعض بني عمها ليوصلوها إلى الديار، وقال لأصحابه وبني عمومته: "مَن أحبّ أن يصحبني، وإلّا فهو آخر العهد مني به" (بحار الأنوار، ج44 ص372، اللهوف في قتلى الطفوف، ص44).
سطَّرت كتب التأريخ والسيرة مواقف زهير بن القين العظيمة في أحداث واقعة الطف، والتي كان من بينها طلبه الإذن بقتال جيش الحر بن يزيد الرياحي الذي اعترض ركب الحسين عليه السلام، لكن الحسين لم يأذن له كارهاً أن يبدأ القوم بقتال. وفي ساحة المعركة، خطب زهير في معسكر ابن سعد خطبتين، وكان من أهل الفصاحة والبلاغة، وفي خطبته الثانية ناداه رجل من أنصار الحسين عليه السلام قائلاً: "إن أبا عبدالله عليه السلام يقول لك أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ". ولما توقف القتال في ظهيرة يوم العاشر بناءً على طلب الحسين عليه السلام لأداء الصلاة لما دخل وقتها، وقف زهير وسعيد بن عبدالله خلف الحسين وأصحابه يقونهم سهام الأعداء بدروعهم وأبدانهم، ثم لما انقضت الصلاة استأذن زهير الحسين عليه السلام وخرج لقتال القوم فقاتل قتالاً شديداً حتى استشهد، فجاءه الحسين عليه السلام وودعه ولعن قاتليه. وجاء في زيارة الناحية المقدسة: "السلام على زهير بن القين البجلي القائل للحسين وقد أذن له بالانصراف: لا والله لا يكون ذلك أبداً، أأترك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أسيراً في يد الأعداء وأنجو لا أراني الله ذلك اليوم". وكان مما ارتجز في أرض المعركة:
أنا زهــيـرٌ وأنــا ابنُ القَينِ
أذودُكُم بالسَّيفِ عن حُسينِ
إنّ حُســيناً أحــدُ السِّـبطينِ
مِنْ عِتْرةِ البرِّ التَّقِي الزَّيْنِ
ذاكَ رَسولُ اللهِ غير المين
أضْرِبُكُمْ ولا أرى مِن شَيْنِ
يا ليتَ نَفْسِي قُسِمَتْ قِسْمَينِ
وقبل جولته الأخيرة في أرض المعركة، رجع ووقف أمام الحسين عليه السلام منشداً، وكأنه عاد إلى وداع الحسين وتجديد العهد قبل الشهادة:
فَدَتْكَ نَفْسي هَادِيــاً مَــهْدِياً
اليومَ ألــقــى جَـدَّكَ النَّبــيا
وَحَسَــناً والمُرْتَضَى عَـلِيّا
وذَا الجَنَاحَينِ الفتى الكَميّا
وأسَدَ اللهِ الشــهـيدَ الحـــيَّا
أما أشهر ما نُقل عنه من أقوال منذ التحاقه بالحسين عليه السلام حتى استشهاده، فقوله: "لو أُقتل ألف مرة ما تركت نصرة ابن رسول الله". وقوله: "لا والله لا يكون ذلك أبداً، أأترك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أسيراً في يد الأعداء وأنجو لا أراني الله ذلك اليوم". أمّا دلهم فرجعت إلى أهلها بعد أن استُشهد زوجها في كربلاء.
إن المتأمل في ما أبداه زهير بن القين من شجاعة وبسالة وصبر وعزيمة في نصرة الحسين عليه السلام، لا يملك أن يتجاوز حقيقة أن هذا الرجل هو نفسه الذي كان قبل بضعة أيام من عاشوراء الحسين عليه السلام يتحاشى اللقاء بالحسين، فماذا صنعت كلمات تلك المرأة الجليلة والزوجة المؤمنة الصالحة دلهم بنت عمرو في كيان زوجها؟!
وقفات تأملية
ونحن نستعرض سيرة هذه السيدة الجليلة، التي انتقلت بمواقفها المشرفة رغم قلتها عدداً، من كونها سيدة من عوام الناس، إلى أنموذج لم يملك المؤرخون تجاوزه، لابد وأن نقف للتأمل، ولو بعجالة، وإعادة النظر في بعض الأمور والمنقولات والاستنتاجات التأريخية، انطلاقاً من تلك المواقف.
الوقفة الأولى: هل كان زهير حقاً عثماني الهوى؟!
يتناول الخطباء والكتاب وبعض من كتب وحلل في التأريخ سيرة زهير بن القين تأسيساً على أنه "عثماني الهوى"، وهو التعبير الدارج في تلك الحقبة للمائلين عن خط أمير المؤمنين علي عليه السلام، أو بلغة اليوم من أهل السنة والجماعة. فهل كان زهير حقاً عثماني الهوى؟!
بالنظر في تفاصيل الموقف الذي نقله المؤرخون، دون الأخذ بما صاغوه من استنتاجات، نلحظ أن رسول الإمام الحسين عليه السلام قد قَدِم على زهير في طريق عودته من الحج، ولم يكن زهير بصحبة زوجته فقط، وإنما كان معه أصحابه وبني عمومته. وهو ما يؤكده نقلهم عبارته لأصحابه -كما تقدم: "مَن أحبّ أن يصحبني، وإلّا فهو آخر العهد مني به". وهذه العبارة تعطي دلالات رئيسة، أولها أن زهيراً بالفعل لم يكن بصحبة زوجته فقط، بل كان معه جمعٌ من أصحابه، والثانية هي أن زهيراً كان كبير قومه، والثالثة هي أنه لم يكن متزمتاً معتداً برأيه بل كان يهتم بآراء من حوله، بدليل استحسانه رأي زوجته والأخذ به. وهنا قراءتان مهمتان. أما الأولى فتخص دلهم زوجة زهير، حيث يعكس الموقف حكمتها ورجاحة عقلها وخلقها الرفيع، حيث بعبارة يسيرة لم تترك أمام زهير أو غيره مجالاً للرد والمناقشة، بل الاستحسان والتأييد، لقوة ما طرحته من حجة: "أيبعثُ إليك ابنُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا تأتيه؟! فلو أتيتَه فسمعتَ مِن كلامه!!". فظاهر القول مجرد إجابة دعوة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاستماع لما يقول، أما واقعه فنلمس فيه انتشال زهيرٍ من الحَرَج أمام القوم، وهو الذي كان ينأى بنفسه عن اللقاء بالحسين عليه السلام، أيصر على موقفه هذا فيرد دعوة ابن رسول الله، أم يجيب تلك الدعوة وكأن قراره بالتزام الحياد لم يكن صائباً؟!
أما الدلالة الثانية، فتتمثل في حالة التردد التي كان فيها زهير أمام دعوة الحسين عليه السلام. فهذا التردد ما كان ليبلغ حد الحرج الذي يقتضي تدخل دلهم لإنقاذ الموقف برفع الحرج عن زوجها أمام أصحابه، لو كان زهيرٌ بالفعل مقتنعاً بما هو عليه من موقف، إذ كان يكفي أن يرد رسول الحسين بقوله مثلاً إن الحسين يعلم بقرار اعتزالي الحرب. وموطن الدلالة هنا، هو أن زهير لم يكن واقعاً على هذا الرأي، وإنما يمتثل رأي أصحابه، والذين كانوا عثمانيي الهوى، بينما لم يكن هو كذلك، بدلالة ما أبداه من بسالة وعزيمة في نصرة الحسين، وهو أمرٌ لا يمكن أن يكون وليد الساعة، مقابل عدم مشاركة أيٍّ منهم مع زهير في نصرة الحسين عليه السلام رغم ما سمعوا من دعوته.
فقراءة عبارة دلهم إذن، من هذا المنظور، تقودنا إلى القول بخلاف ما نقل المؤرخون، ولو من باب الاحتمال، أن زهير بن القين لم يكن عثماني الهوى، بل كان عارفاً بمقام الحسين ومكانته. لذا، تستلزم الأمانة في نقل التأريخ، سواءً من الخطباء أو المتكلمين في التأريخ أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه القراءة الممكنة جداً، إلى جانب ما نقله الأقدمون في شأن هوى زهير بن القين، من باب إنصاف الرجل والانتصار له، لاسيما وأن أياً من المؤرخين الذين نقلوا سيرة زهير لم يورد ما يدلل على استنتاج ميول زهير إلى الجبهة العثمانية سوى قراره باعتزال الحرب، وهو موقف كما نرى لا يكفي للحكم بعثمانية الهوى، فالمختار بن أبي عبيدة الثقفي مثلاً اعتزل الحرب مع الإمام الحسن عليه السلام لمدة من الزمن، وظل مبتعداً عن سوح الحرب رغم أنه لا خلاف حول ولائه لأهل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهو صاحب ثورة المختار التي اقتص فيها من قتلة الحسين عليه السلام الواحد تلو الآخر.
الوقفة الثانية: هل كان قول دلهم رأياً صائباً أم انعكاساً لحقيقة إيمانية راسخة؟!
بعد أن التقى زهير بالحسين عليه السلام -كما تقدم- رجع مستبشراً وأخبر زوجته بما عزم عليه من فداء الحسين بروحه، ثم طلقها بعد أن وهبها كل ماله، فماذا كان موقفها؟! هل تعجبت أو استنكرت على زهير قراره؟! هل حاولت منعه مثلاً بقولها كان المفترض أن تجيب دعوة الحسين من باب الذوق والأخلاق لا أن ترمي نفسك في حرب تعلم نهايتها؟! لا شيء من ذلك مطلقاً، فكل ما صدر عنها بحسب ما نقل المؤرخون أنها قامت إليه بكل ثبات وبكت وودعته قائلة: "كان الله عوناً ومعينا، خار الله لك، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام".
نعم، هذا الموقف، وهذه الكلمات لا تنم مطلقاً عن كون ما قالته هذه السيدة العظيمة لزوجها مجرد رأي أو ما شابه ذلك، بل تحكي إيماناً راسخاً ويقينا لا لبس فيه بأن المستشهد بين يدي الحسين عليه السلام إنما يكون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في الجنة. فلنتأمل تلك الكلمات قليلاً: في قولها "كان الله عوناً ومعينا" إدراك تامٌّ بما يكون عليه الأمر من شدة وصعوبة، وحث وتشجيع وتحريض لزوجها على ما عزم عليه، وشحذٌ لهمته في القتال. وفي قولها: "خار الله لك" تسليمٌ مطلقٌ بما أراد الله سبحانه وتعالى وشاء، وأن الخير في ما اختار الله لا في ما اختاره عباده، وفي ذلك إشارة إلى ما كان من موقف زهير في الأخذ برأي أصحابه في ما سبق، وفي قولها: "أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام" يقين بأنه مقتول في خروجه هذا لا محالة، وأن قتله على الحق، وأنه صائرٌ إلى جنة الخلد، وأنها في كل ذلك شريك له في جهاده بما كتب الله عليها من نصرة الحق، إذ ليس على المرأة قتال.
والنتيجة في هذه الوقفة، تؤكد من جهة نتيجة الوقفة السابقة، وهي أن زهيراً كان رجلاً مؤمناً حق الإيمان عارفاً بإمام زمانه ووجوب نصرته، ولم يكن عثماني الهوى، وزوجته تعلم ذلك علماً يقينياً، ومن جهة أخرى أنها رضوان الله تعالى عليها كانت على ذات اليقين والعقيدة، عارفةً بحق إمام زمانها وبحقوق زوجها في وجوب مناصرته والامتثال لطاعته في ما رأى من رأي سواء كانت مقتنعة به أم لم تكن، فحسن معاشرة الزوجة لزوجها من الإيمان.
الوقفة الثالثة: لماذا الطلاق؟
لا يُخفِي البعضُ تساؤله حول أسباب تطليق زهير زوجته، بل يستنكر البعض هذا التصرف من زهير لاسيما تجاه المرأة التي كان لها الفضل في سعادته في الدنيا، بما كانت عليه من صلاح وتقوى وإيمان وحسن معاشرة، وفي الآخرة باستشهاده بين يدي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفاعاً عن دين الله وبيت النبوة الشريف. وقد أجاب زهير على ذلك سَلَفاً بأمرين، الأول حيث قال: "إني لا أُحبُّ أن يصيبك بسببي إلّا خير"، وفيه إعلامٌ بمعرفته بما يجري على نساء بيت النبوة بعد استشهاده من أسر وسبي وسلب وأذى، وهي التي رعت حقوقه كزوج على امتداد عمره، وحمايةً لها من الانتقام من عساكر الظلم والجور إن هي بقت على ذمته بعد استشهاده رضوان الله تعالى عليهما. أما الأمر الثاني فكان بأن وهب لها كل ماله قبل أن يطلقها، حمايةً لها من أن ينازعها أحدٌ من أقاربه في إرث أو غيره، لاسيما وأنه لم يرد في كتب السيرة المعتبرة والأنساب أنه قد خلَّف عقباً، ويدلل على ذلك أنه استودعها بعض بني عمها لإيصالها للديار أو لأهلها كما جاء في بعض الكتب، ولم يرد في ذلك أنه استودعها أبناءهما أو أن يكون إيصالها لأبنائها بل لدارها أو أهلها. ومعنى ذلك أنه لو ترك ما ترك إرثاً، مع كونه لا عقب له، فإنه سيشاركها في الإرث الطبقة الثانية أو الثالثة من الأقارب، من إخوة وأعمام وأخوال وغيرهم حسب ترتيب طبقات الإرث.
والنتيجة هي أن تطليق زهير لزوجته إنما هو عرفانٌ منه بحقها، ورداً منه لجميل عشرتها وحسن نُصحها، وحمايةً لها لعظيم محبته لها، لا كما قد يتوهم البعض أو يستنتج بسبب عدم استساغة مسألة الطلاق.
من خلال ما تقدم من عرض، يظهر لنا أن ما سجله التأريخ رغم ما فيه من اقتضاب واختصار، إنما يكشف عن عمق إيمان هذه السيدة الجليلة القدر، وقوة يقينها، وحجم تضحيتها، ومشاركتها في نصرة دين الله تعالى، والنهوض بمشروع الحسين الإصلاحي، لاسيما وأن كُل رجائها مقابل ما قدمت من تضحيات هو: "أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام"..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
اللهم ثبتنا على ولاية الطاهرين، واهدنا سواء السبيل، وأحسن خواتيم أعمالنا إلى خير ما تحب وترضى، إنك أنت السميع المجيب، وصلي يا رب وسلم وزد وبارك على محمد وآله الطاهرين، وارزقنا في الدنيا ولايتهم، وفي الآخرة شفاعتهم، وتوفنا على هذا العهد برحمتك يا أرحم الراحمين.