أَلَا حَيِّ هِنْدًا ما أَهَاجَ بِكَ الوَجْدُ
لَوَاعِجَ أَشْوَاقٍ وَإِنْ كُنِّيَتْ هِنْدُ
وَإِنْ حَلَّ أَهْلُوهَا بِفَيْدَ أَوْ أَنْجَدَتْ
رَوَاحِلُهَا طَابَتْ بِهَا فَيْدُ أَوْ نَجْدُ
عَلَى نَأْيِهَا سَلِّمْ فَيَا رُبَّ حَاجَةٍ
بِصَدْرِكَ مَا مِنْ أَنْ تَبُوحَ بِهَا بُدُّ
وَإِنَّ خَيَالًا مِنْكِ طَافَ بِفِتْيَةٍ
نِيَامٍ وَقَدْ أَقْصَدْتِ مَنْ شَفَّهُ الوَجْدُ
لَيَعْتَادُنِي مَا زَالَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
لَهُ رَوْعَةٌ حَطَّتْ فَلَمْ تَسْرِ أو تغْدُ
كَأَنَّ الهَوَى مَا أَخْلَقَتْهُ يَدُ النَوَى
وَمَا طَالَ عَنْ ذَاتِ الدَمَالِجِ بِي العَهْدُ
فَإِنْ أُمْسِ فِي أَكْنَافِ سِتْرَةَ ثَاوِيًا
وَشَتَّتَ مَا بَيْنِي وَمَا بَيْنَهَا البُعْدُ
فَيَا رُبَّ لَيْلٍ قَدْ لَهَوتُ بِهِ وَهَلْ
يَطِيْبُ شَبَابُ المَرْءِ أَهْلَكَهُ الجِدُّ؟
فَدَعْ ذَا وَأَرْسِلْ بِالقَرِيْضِ مَشُوْرَةً
إِلَى عُصْبَةِ الحَقِّ الَّذِي مَالَهُ نِدُّ
إِلَى عُصْبَةٍ قَدْ قَرَّحَ الدَهْرُ جَفْنَهَا
غَدَاةَ أُقِيْدَ الدِيْنُ أَيْدِيْهِ قَدْ شَدُّوا
وَأَوْقَعَ طَوْدَ العِزِّ مِنْهَا وَذَلَّهَا
غَدَاةَ حُسَيْنٌ مِنْهُ قَدْ تُرِّبَ الخَدُّ
وَهَدَّمَ مِنَ أَرْكَانِهَا كُلَّ شَاهِقٍ
وَأَوْرَثَهَا يُتْمًا يَلِيْنُ لَهُ الصَلْدُ
بِغَيْبَةِ رَاعٍ خَافَ ظُلْمَ رَعِيَّةٍ
فَغَابَ، فَغَارَ المَاءُ وَانْقَطَعَ الرُشْدُ
أَلِكْنِي إِلَيْهِمْ نَفْثَةَ الصَدْرِ إِنَّهَا
لَمَنْفُوْثَةٌ إن هُمْ أَجَابُوا وَإِنْ ردُّوا
أَتَرْضَوْنَ أَنَّ البَاطِلَ اليَوْمَ أَهْلُهُ
يُفَرِّقُهُمْ دِيْنٌ وَيَجْمَعُهُمْ وُدُّ
وَنَحْنُ عَلَى صَفْوٍ مِنَ الحَقِّ خَالِصٍ
تُرَى بَيْنَنَا الشَحْنَاءُ لَمْ تَألُ تَشْتَدُّ
أَلَمْ تَأْتِنَا أَخْبَارُ آلِ مُحَمَّدٍ؟
فَكَيْفَ نَبَذْنَاهَا؟ وَأَنَّى لَنَا الرَدُّ؟
وَكَيْفَ أَخَذْنَا بَعْضَ دِيْنِ مُحَمَّدٍ
وَبَعْضٌ لَهُ مِنَّا التَهَاوُنُ وَالصَدُّ
وَكَيْفَ وَرَدْنَا آسِنَ المَاءِ شُرَّعًا
وَهَذَا نَمِيْرُ المَاءِ يَصْفُو بِهِ الوِرْدُ
فَوَا لَهْفَ نَفْسِي لَاتِّبَاعِ عَدُّوِّكَمْ
أَئِمَّةَ كُفْرٍ مُذْعِنِيْنَ لِمَا وَدُّوا
إِذَا اسْتُنْهِضُوا أَو أُحْمِشُوا لِمُلِمَّةٍ
رَأَيْتَ خِفَافًا غَاضِبِيْنَ إِذَا شَدُّوا
فَهَلَّا جَمَعْتُمْ شَمْلَكُمْ بَعْدَ فُرْقَةٍ؟
فَيُلْمَمْ بِكُمْ شَعْثٌ وَيُعْدَلْ بِكُمْ أَوْدُ
إِذَا قَادَهّا وَسْطَ القَتَامِ عَوَابِسًا
عَلَيْهَا كُهُوْلٌ أَوْ غَطَارِفَةٌ مُرْدُ
أَبُو القَاسِمِ المَهْدِيُّ مِنْ آلِ أَحْمَدٍ
تُقَادُ إِلَى مَنْ لَيْسَ طَالِعَهُ السَعْدُ
فَيُورِدُهَا بِيْضًا تَلُوْكُ لِجَامَهَا
وَيُصْدِرُهَا حُمْرًا تَجَنَّبُهَا الأُسْدُ
"يَطَأْنَ مِنَ القَتْلَى جَمَاجِمَ أَلْحَدَتْ
عَنِ اللهِ تَأْبَى أَنْ يَكُوْنَ لَهُ عَبْدُ
وَإِنَّا عَلَى العِصْيَانِ يَابْنَ مَلِيْكَةٍ
لَنَرْقُبُ أَيًّامًا بِهَا يُنْجَزُ الوَعْدُ
غّدَاةَ غَدٍ بَيْنَا عِدَاكَ بِغِرَّةٍ
وَغَفْلَةِ نَوْمٍ إِذْ لَهَا زَحَفَ الجُنْدُ
فَتُصْبِحُهُمْ شَهْبَاءَ يَبْرُقُ بَيْضُهَا
رُؤوسُ الأَعَادِي وَالرِقَابُ لَهَا قَصْدُ
إِذَا شُهِرَتْ للثَأْرِ ثَمَّ صَوَارِمٌ
فَلَيْس لَهَا إِلَّا نُحُوْرَهُمُ غُمْدُ
وَهُزَّتْ بِيُمْنَاكَ القَنَاةُ لِطَعْنَةٍ
بِصَدْرِ الَأَعَادِي قَدْ رَسَتْ هِي وَالحِقْدُ
هُنَاكَ يَحُفُّ المُؤْمِنُوْنَ بِمَاجِدٍ
وَتُشْفَى عُيُونٌ قَبْلَ رُؤْيَتِهِ رُمْدُ
وَقَدْ رَفَّ مِنْ فَوْقَ الرُؤوسِ لِوَاؤُهُ
أَلّا يَا لِوَاءَ الحَمْدِ قَدْ وَجَبَ الحَمْدُ
فَيَا مُوْعِدَ الأَعْدَاءِ طَالَ بِهَا الهَنَا
وَيَا وَاعِدَ الَأَنْصَارِ طَالَ بِهّا الوَجْدُ
وَيَا آمِرًا بِالصَبْر سَمْعًا وَطَاعَةً
خَلَا عَنْ لِقَاكُمْ، إِنَّهُ نَفِدَ الجَلْدُ
(أُلقِيت في اليوم الأدبي من أيَّام الملتقى العلمي (1-1445 للهجرة) في حوزة خاتم الأنبياء صلَّى الله عليه وآله العلمية/ 20 سبتمبر 2023 للميلاد)