الخطبة الأولى
الحمد لله سامك المسموكات بقدرته، وداحي المدحوَّات بإرادته، وفاطر النفوس على معرفته، ومنزِّل الكتاب برحمته، وشارع الأحكام بحكمته، ومؤيِّد الرسل بحجته، ومنوِّر القلوب بهدايته، وناصر الصالحين ببيِّنته، فهو سبحانه الذي يُحق الحق بكلمته، ويمحق الباطل باجتثاث نبتته، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الأخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[1].
أحمده سبحانه حمد غريقٍ في بحار مننه ونعمه، وأشكره شكر متجملٍ بلباس جوده وكرمه، وأعوذ به من شر من عصاه كافراً بأنعمه، وأستمده التوفيق لاتباع آياته وحكمه، وأسأله النجاة غداً من عذابه وألمه.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الأرض والسماء، ومبدعهما من تيار الماء، رافع الخضراء بلا عماد، وساطح الغبراء كالمهاد، وممهِّد طرق الخير للعباد، الداعي مَن آمن به للمحبة والتآلف والاتحاد.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، المبلِّغ رسالاته للعباد، المجاهد في هدم معاقل الإلحاد، المكافح في تطهير الأرض من الفرقة والفساد، والمؤاخي بين المؤمنين الأمجاد، والمانع من التفرق، والتحزب، والعصبية، والعناد.
صلى الله عليه وآله الدارجين على منواله، الشارحين ما انْبَهم من أقواله، حماة الدين من عبث الجاهلين، وحافظي الحق من تأويل المارقين، خلفاء الله في المسلمين، الذين بفضل اتباعهم ينجو المؤمن من أهوال يوم الدين، صلاةً دائمةً بدوام الدهور والسنين، معطَّرةً بشذى الند والياسمين.
عباد الله، أوصيكم بادئاً بنفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه وتعالى، والعمل بشرائعه وأحكامه، والسير على مناهجه، والتزام سبل طاعته، فإنه سبحانه سيدكم ومولاكم، الذي بفيض جوده جئتم إلى هذا الوجود، وبمنه تتصرفون بهذه القوى التي منحكم إياها، فاذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أمواتاً فأحياكم، كنتم عدماً محضاً فأوجدكم، وكنتم ضالين فهداكم، وكنتم فقراء فأغناكم، كل ما في أيديكم من خيرٍ فهو منه سبحانه، هو الذي مكنكم من التصرف فيما حولكم من سائر المخلوقات، فصرتم بمنِّه ونعمته أفضل المخلوقين، فهل جزاء هذه النعم أن نصد عن طاعته، بل نتعمد معصيته، ننبذ كتبه وراء ظهورنا، ونمر بآياته فتغمض عنها أعيننا، وينبهنا بزواجره فتصم دون ندائها أسماعنا؟ ألا نعلم أنه سبحانه غنيٌ عنا، قادرٌ على أن يرسل علينا صاعقاً من السماء فإذا نحن خامدون، أو يَلْبِسَنا شِيَعاً ويذيق بعضنا بأس بعضٍ كما حلَّ بنا في مختلف أدوار التاريخ الماضية، بل كما نعيشه في الأيام الحاضرة الحالية، أو يُذهب بشيءٍ مما آتانا من نعمه، أو يُسلِّط علينا شرار خلقه الذين لا يرحموننا فماذا نحن فاعلون؟
عباد الله، ارجعوا إلى ربكم وتوبوا إليه يرحمكم، ويكشف ما بكم من ضر، ارجعوا إلى هديه، تمسكوا بدينه، التزموا مناهج أوليائه، دعوا عنكم ما يبثه الكفار والملحدون ليفرقوا صفوفنا، ويهمِّشوا كلمتنا، ويجعلونا فرقاً متخاصمة، وشيعاً متضاربة، حتى يصلوا إلى مآربهم الخبيثة على ظهورنا، ابتعدوا عن الدعوة إلى مناهج الضالين، فإنها ظلمٌ وإن زيَّنها الشيطان لأوليائه، وكأنها الجنة التي سينعمون في ظلها بالأمن والأمان، فما هي إلا طريقٌ موصلٌ إلى النار.
عباد الله، إن من أجلِّ صفات الإسلام أنه دين الأخوة والألفة والمحبة، من أهم خصائصه أنه دين التوحيد، إنه اعتقاد وحدانية الخالق وفردانيته، وتفرده في الربوبية والألوهية والخلق والإيجاد، وهو أيضاً توحيدٌ للكلمة، توحيدٌ لصف المؤمنين بكلمة التوحيد، توحيدٌ للهدف الذي يصبوا إلى الوصول إليه كل موحِّد، وهو الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى، والفوز بقبوله، ومن أجل ذلك يتعاون المؤمنون على البر والتقوى، يتعاونون على عمل الخير، فهم رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً يبتغون من فضل الله ويخشون غضب الله، وهم أشداء على الكافرين الملحدين وعلى الضالين، الذين ينبذون أحكام الله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل.
المؤمنون إخوة بنص القرآن الكريم، يحفظ كل فردٍ منهم أخاه في ماله، في عرضه، في سمعته، يدافع عنه في الغيب، يرفض أن يسمع غيبته، لأن تحقيق الأخوَّة الإيمانية لا يتم إلا بالتكافل والتعاون بين المؤمنين، الأخوة الإيمانية فرضٌ من فروض الدين، وأسٌّ عظيمٌ في بناء المجتمع الإسلامي، لأنه يقوم على هذه الأخوة، يقوى إذا قويت، ويضعف إذا ضعفت روح الأخوة بين المسلمين، ويضمحل هذا المجتمع ويتضعضع عندما تفقد الأخوة الإيمانية معناها وقيمتها بين المؤمنين، ومن أجل ذلك لا يجوز للمسلم أن يقوم بما يضر بهذه الأخوة من فعلٍ أو قول، فالغيبة والبهت والنميمة، كل هذه الخِلال ممنوعةٌ في الإسلام، لأنها تُضعف المحبة والألفة بين المسلمين، مما يؤدي إلى ضعف روح الأخوة بينهم أو إزالتها بالكلية، من أجل ذلك يكون تكوين الأحزاب اقتداءً بالكافرين عملاً مرفوضاً مهما استُعمل في تبريره من الذرائع، بل ذهب كثيرٌ من العلماء إلى القول بتحريمه، لأنه يُحل الأخوة الحزبية بدل الأخوة الإيمانية، الإنسان الحزبي ضيِّق الأفق، فهو لا يرى حقاً في الأمر لغير حزبه، إنه يلتزم بأوامر رؤساء الحزب وإن كانوا في اعتقاده مخطئين، كما حدث في عملية الانتخابات الأخيرة، حيث التزم الكثير بأوامر قادتهم وهم يعلمون ويُصرِّحون بأنهم مخطئون في تلك المقاطعة، هو يؤيِّد زعماء الحزب وأعضائه وإن خالفوا أحكام الله ضد من يخالفهم ولو كانوا على الله من الصادقين.
عباد الله، ابتعدوا عن كل ما يشق الوحدة الإسلامية، ويمزق الأخوة الإيمانية، من الأقوال والأفعال، لأن الأخوة الإيمانية هي الركن الوثيق لبقاء العقيدة الإسلامية، وبقاء الأمة المؤمنة ذاتها، فاتقوا الله وقولوا قولاً حسنا، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليقل أحدكم خيراً أو ليصمت[2].
عباد الله، لقد بلغ من اهتمام أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بالوحدة الإسلامية، والأخوة الإيمانية، أنهم أمروا شيعتهم بالانخراط في المجتمع الذي يعيشون فيه، ولو أدى ذلك إلى مخالفة بعض أحكام المذهب، وهذا ما يُعرف عند الفقهاء بتقية المجاملة، أي التقية مع عدم الخوف من إظهار الخلاف على النفس والعرض والمال، وإنما لحفظ الوحدة الإسلامية، فكونوا زيناً لأئمتكم بالتمسك بالوحدة والأخوة الإيمانية، ولو مع أنفسكم على الأقل، فإن ذلك يجمع صفوفكم، ويقوي كلمتكم، ويشد أزركم، ويمكنكم من تحقيق أهدافكم، وتحصيل ما تصبون إليه في حياتكم. انبذوا دعاة التحزب والتشرذم والتفرق من خلالكم، فإنهم أشد عليكم من ذئبٍ جائعٍ تفرد بقطيع غنمٍ لا راعي لها، قولوا لهم: كفانا فرقةً وأحقاداً وعداوة، لقد بلوناكم فوجدناكم تنادون بالوحدة مع الأبعدين، وتسعون بالفرقة بين المؤمنين.
جمع الله شملنا تحت راية توحيده، ووفقنا لنكون من أفضل عبيده، ومنحنا نصره وتأييده، ولقانا فرحة لقائه بتحقيق وعده والإعفاء من وعيده، إنه لطيفٌ مجيد.
إن أفضل ما تأمله المتقون، واهتدى بسناه المؤمنون، كلام من يقول للشيء كن فيكون، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ)[3]. وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم، وتوابٌ حليم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي العزة والجبروت، والعظمة واللاهوت، والملك والملكوت، متوحدٌ بوجوب وجود ذاته، متفردٌ بكمال صفاته، دلَّ على قدرته بغرائب مخترعاته، وعلى قِدَمه بتجدد مصنوعاته، لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تلاحظه النواظر، ولا تحجبه السواتر، واحد لا بعدد، قائم لا بعمد، دائم لا بأمد، بل هو الفرد الصمد، الذي لم يلد فيكون في العز مشاركا، ولم يولد فيكون موروثاً هالكا.
نحمده سبحانه على نعمه العظيمة، ونشكره تعالى على ما تفضل به من المنن الهنيئة الكريمة، ونسأله التوفيق للطاعة والسير على المناهج السليمة، ونستدفعه جلَّ اسمه شر كل نازلةٍ عظيمة، ونستعصمه من ارتكاب كل فاحشةٍ ذميمة، والانصياع لكل دعوةٍ ضالةٍ وخيمة.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحسن الخالقين، وأحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين. وضع بحكمته شرائع الدين، وأنزل برحمته الكتاب المبين، وبعث بلطفه النبيين مبشرين ومنذرين.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله الذي وضع الأغلال، وفتح الأقفال، ومد الظِلال، وحارب الضلال، وحقق الآمال، ودعا إلى صالح الأعمال، وأرشد الجُهَّال، وصبر على ما أصابه من ذؤبان الرجال.
صلى الله عليه وعلى آله الحاملين لتلك الأعباء الثِقال، المضحين في سبيل ربهم بالنفس والولد والمال، المستخلفين على الأمة من ذي العزة والجلال، صلاةً دائمةً بدوام الغدوِّ والآصال.
أيها الإخوان المدلجون على مطايا الآمال، المتهالكون على حب الولد والمال، انتبهوا من سبات الغفلة والإهمال، والتفتوا إلى ما يُراد بكم في المآل، وشدوا الرِّحال قبل الترحال، وهيئوا الأسباب قبل ضيق المجال، فداعي الموت لا يرتجى منه إمهال، ولا يعفي من رحلته الكبار ولا الأطفال، فتتبعوا رحمكم الله ما فيه رضا الله سبحانه وثوابه، وانتهزوا فرصة العمر قبل أن تنقطع أسبابه، وبادروا للعمل الصالح قبل أن تُغلق أبوابه، ولازموا الطاعات في الغدوِّ والإبكار، واجعلوها لكم عادةً بالإعادة والتكرار، وحافظوا على ما تبقى من هذه الأعمار، واصرفوها فيما يوجب الزلفى في دار القرار، ألا ترون كيف تتصرم السنين والأدهار، فبينما أنتم في الليل إذ جاءكم النهار؟ فما بالكم تتصرم منكم الأعمار، ويتعاوركم كر الليل والنهار، ولا تدبُّر ولا اعتبار؟ أما لو حل بأحدكم الحِمام المكتوب، وعاين سكرات الموت المرجفة للقلوب، لأصبح يعض يديه ندماً على ما فرَّط في تلك الأيام، بل لأخذ يبكي أسفاً على ما جناه على نفسه من تلك الآصار والآثام، ولتفجع وهو يتذكر تلك الساعات الضائعة بلا طاعة، وكيف واجهه الرحيل مع قلة البضاعة، وهل يجدي حينئذٍ الندم وقد زلت القدم، وجرى بما جناه على نفسه القلم؟ ألا يزهد المرء فيها ما يشاهده مما جرَّه تصارع أهلها، وتهارش كلابها على الأرض وسكانها، من الدمار والفساد، وما وقع فيه الناس من الأمراض والزلزال، وكيف انتهكت الحرمات، وَدِيسَت الكرامات؟
فاصرفوا رحمكم الله هذه الأعمار الغالية في الطاعات، واملأوا هذه الأوقات العزيزة من القربات، تكون ذخراً لكم بعد الممات، بل نفعاً عاجلاً لكم في هذه الحياة، فإن المواظبة على الطاعات تدفع المصائب والنكبات، وبالملازمة للقربات يرجى السلامة من الهلكات والنقمات، فعن سيد البشر والشفيع يوم المحشر صلى الله عليه وآله الغرر أنه قال: "إذا ظهرت في أمتي عشر خصال عاقبهم الله بعشر خصال إذا قللوا الدعاء نزل البلاء، وإذا تركوا الصدقات، كثرت الأمراض، وإذا منعوا الزكاة هلكت المواشي، وإذا جار السلطان منع القطر من السماء، وإذا كثر فيهم الزنا كثر فيهم موت الفجأة، وإذا كثر الربا كثرت الزلازل، وإذا حكموا بخلاف ما أنزل الله تعالى سلط عليهم عدوهم، وإذا نقضوا العهد ابتلاهم الله بالقتل، وإذا طففوا الكيل أخذهم الله بالسنين"؛ ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله قوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[4]"[5]
فانظروا عباد الله إلى تجمع كل هذه البلايا في زماننا، وحلول كل المصائب على رؤوسنا، وخاصةً كيف تسلَّط علينا أعداؤنا، بعد أن نبذنا القرآن خلف ظهورنا، وحكمنا بما شرَّعه أولياء الشيطان لنا.
جعلنا الله وإياكم ممن ذُكِّر فتذكر، وبُصِّر فتبصر، وشاهد ما يجري بين الناس فاعتبر، وحشرنا وإياكم في زمرة سيد البشر، وسقانا جميعاً من حوض الكوثر.
ألا وإن من أجزل الأعمال عند ذي الجلال، وأعظم الأفعال المؤدية لبلوغ الآمال، سيما في هذا اليوم العظيم، والموسم الكريم، هو الصلاة على أنوار الوجود، وأقمار السعود، وأمناء الملك المعبود، محمدٍ وأهل بيته أهل الكرم والجود.
اللهم صلِّ على نَوْر حديقة المرسلين، ونور حدقة الحق واليقين، خاتم النبيين، وشفيع المذنبين، الرسول الأمي المؤيَّد، والحصن الإلهي المشيَّد، أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على مفتاح غوامض الكنوز المحمدية، وباب مدينة العلوم النبوية، الذي استوثقت عرى الإسلام بعلمه، وانجلت غياهب الإبهام بفهمه، حبل الله المتين، وحجته في العالمين، الإمام بالنص علي بن أبي طالبٍ أمير المؤمنين.
اللهم صلِّ على البضعة المحمدية، والنبعة النبوية، والوديعة الأحمدية، البتول العذراء، والعقيلة الحوراء، أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على نجمي النبوة والإمامة، وميزاني العدل والاستقامة، سيدي شباب أهل الجنة، ومن حبهما من العذاب جُنَّة، السيدين السَّنَدَيْن، والكهفين المعتمدين، الإمامين بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على سراج الظلمة، ووالد الأئمة، وعالي الهمة، سيد الساجدين، وزين العابدين، الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين.
اللهم صلِّ على البدر الزاهر في سماء المجد والمفاخر، والنور المنبثق من مشكاة الشرف الفاخر، عنوان صحيفة الأعاظم والأكابر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على قاموس اللطائف والحقائق، وقابوس الغوامض والدقائق، ذي الصيت الطائر في المغارب والمشارق، كتاب الله الناطق، الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على العالم بما حوته العوالم، المتربع على عرش المفاخر والمكارم، صاحب المآثر والمراحم، الإمام بالنص أبي الحسن الأول موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على مُجدِّد المعالم النبوية بعد الاندراس، ومُحي الشريعة المحمدية بعد الانطماس، الرضي المرتضى، والحجة على من تأخر ومضى، الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على مُبيِّن طرائق الحق والرشاد، ومُوضِّح أساليب الهداية والسداد، جواد الأجواد، والمرجى للشفاعة يوم يقوم الأشهاد، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على زينة المحافل والنوادي، وسيد أهل الحضر والبوادي، وصاحب المكارم المنتشرة في كل وادي، الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على الكوكب الدري في الجسم العنصري، والنور الإلهي في الهيكل البشري، والقائم رغم الصعاب بأسرار العلم الحيدري، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على المدَّخر لإزالة البلية عن الشيعة العلوية، ونشر العدالة الإلهية بين سكان الوطية، سلالة الأطهار، وحجة الملك الجبار، المنهي عن ذكر اسمه في صريح الأخبار، المؤيَّد بالنصر المؤزر، الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن المنتظر.
عجَّل الله تعالى له الفرج، وسهَّل له المخرج، وكشف به الرتج، وأوسع به المنهج، وجعلنا من المنتظرين لدولته، المصدقين بدعوته، إنه سميعٌ مجيب.
إن خير ما تلاه التالون، واهتدى بضوئه السائرون، كلام من يقول للشيء كن فيكون، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[6]. وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.
...................................
[1] - سورة إبراهيم: 24 – 27
[2] - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" تذكرة الفقهاءط.ج – ج7 – ص394 – العلامة الحلي
[3] - سورة القارعة
[4] - سورة الروم: 41
[5] - جامع الأخبار – الفصل 141 – رقم الحديث 31 – التسلسل 1420 – الشيخ محمد بن محمد السبزواري – مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – الطبعة1 – لبنان 1993م
[6] - سورة النحل: 90