"ثم أن المدرسة الإخبارية إنما ينكرون على الأصوليين اسم (الإجتهاد) لا حقيقته وواقعه، وملاحظة كتبهم كافية في أن السير الفقهي لاستكشاف الأحكام الشرعية لا تختلف عمّا عليه الأصوليون في الأعم الأغلب، ويكفيك مراجعة (الحدائق الناضرة) لفقيه أهل البيت الشيخ يوسف البحراني قدس سره، بل حتى الكتب الروائية كالوسائل الذي لا نظير له من حيث الشرف والفائدة إنما هو عملية نظم واستنباط واستكشاف الأحكام الشرعية بلسان وبألفاظ الروايات الشريفة، فعنونة الإمام الحر العاملي قدس سره فصول وأبواب كتابه ما هي إلا فتاواه، وقد سار على نهجه من جاء من بعده من الأصوليين فضلا عن الإخباريين، فمع وجود مثل هذين العظيمين - وكون المسألة مستحدثة - كيف يمكن أن يقال أن مخالفة الإخباريين لا تضر بالإجماع".
اضغط هنا للقراءة