"في الوقت الذي تؤكد فيه الروايات الشريفة عن الرسول الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع) على قراءة القرآن الكريم، فإنها كذلك تشدد التأكيد على فهمه
ووعيه. فعن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال: "إن الله تعالى لا يعذب قلبًا وعى القرآن".
غير أن وعي القرآن يتأسس على معرفة القرآن؛ فلا وعي دون معرفة. ونظرة خاطفة على الواقع تنبئ المتابع، لا بضعف الوعي بالقرآن عند البعض
فحسب، بل بنقص المعرفة به لديهم. ونقص المعرفة هذا أفرز مظاهر ضارة، لعل من أبرزها:
- تشوه فهم القرآن في العقول،
- ومن ثم الخطأ في تطبيقه،
- مما أدى إلى تسرب الشك فيه وإثارة الشبهات حوله.
وهذا الضرر لم يقف عند القرآن وحده، بل تعداه إلى الدين الإسلامي بأكمله؛ ذلك أ ن مكونات الدين وحدة مترابطة، كل مكون آخذ بخناق الآخر دون فصل.
وفي السعي إلى تعرف سبب نقص المعرفة بالقرآن عند البعض، فإننا قد نجده يعود إلى غياب الثقافة الأصيلة بعلوم القرآن في عملية التكوين الثقافي للفرد
المسلم؛ باعتبارها -علوم القرآن- المدخل الرئيس لفهم القرآن، وتطبيقه في واقع الحياة على مختلف جنبات مساراتها.
وهذه الأوراق، محاولة لنشر وتعميم ثقافة علوم القرآن، عبر تجسير العلاقة بين المتخصص في علوم القرآن وغير المتخصص؛ في سبيل التخلص من نقص
المعرفة بالقرآن، وتمهيد الطريق نحو وعي حقيقي وشامل به".
ملاحظة: أُرسِل الملفُّ من المُؤلِِّف بصيغة (pdf)
اضغط هنا للقراءة