"إنّ الحديثَ عن الإمام الحسين (عليه السلام) سبطِ الرسولِ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ونهضته العاشورائيّة الخالدة حديثٌ قديمٌ ومتجدّدٌ.. طويلٌ ومتشعّبٌ.. عميقٌ ومتحرّك.. ويمتاز عن الحديث حول أيّةِ شخصيّةٍ أو قضيّةٍ أخرى بميزات الشموليّة والربّانيّة ومكوَّناته القِيَميّة الأصيلة.
من أجل هذا الامتياز الحصْري للحسين (عليه السلام) ونهضته المقدّسة وجبتْ الدقّةُ والورعُ والإحاطةُ العلميّة في الحديث عنهما، وهو ما يفرض على المتحدّث أن يكون صاحبَ مؤهّلاتٍ وتخصّصٍ يستند إلى كامل الأدلة الصحيحة كي تولدَ استنتاجاتُه مطابقةً لأدلّتها الشرعيّة أو يكون المتحدّث ناقلًا عمّن هو كذلك. فلو أنّ أحدًا ذهب في حديثه عن الشأن الحسيني إلى غير هذا الاتجاه الشرعي فقد ذهب نحو تشويه عـظمة الإمام الإلهيّة وتحريف قضيّته الربّانية عن مسارها الإصلاحي. وهذا يُعتبَر من الجرائم الفكريّة التي تجعل الخائضَ فيها مجرمًا بحقّ الإمام سبط نبيّ الإسلام ونهضته العاشورائيّة التي هزّتْ الضميرَ الإنساني في طول التاريخ".
اضغط هنا للقراءة