قد وردت روايات كثيرة على استحباب قراءة القران الكريم، وختم القران الكريم من أوله إلى آخره، وهذه الروايات تدل بالمطابقة على استحباب ختم القران بأكلمه، كما تدل على نحو تعدد المطلوب باستحباب قراءة كل آية آية من القرآن الكريم.
فلو قال الشارع أكرموا آل هاشم في منطقة المنامة مثلًا، وكانوا 100 شخص، فيستحب إكرامهم كلهم، كما من نفس الخطاب يستحب إكرام كل شخص شخص منهم؛ إذ أنَّ حقيقة العام والمطلق ينحل بعدد الأفراد والمصاديق.
فمن يمكنه أن يكرم المئة قد امتثل بالحكم، ومن أكرم عشرة منهم قد امتثل أيضًا بمقدار العشرة ولم يمتثل بالبقية.
كما لا يشترط في أن يكون الامتثال من قبل شخص واحد، فقد نُكرم كلَّ بني هاشم في المنامة ويكون ذلك عن طريق شخص واحد يكرمهم بأجمعهم، وتارة نكرمهم عن طريق 100 شخص من غيرهم، ففي الحالتين يُقال بأنَّ أهلَ المنامة قد امتثلوا لأمر المولى واكرموا بني هاشم.
والأمر مثله في قراءة القران الكريم، ثمة حكم مستحب لكلِّ سورة سورة، ولكلِّ آية آية، بل ولكلِّ كلمة كلمة، فتارة يتكفل بذلك أحد المكلفين فيقرأ القرآن من أوَّله إلى آخره، فيقال ختم القرآن، كما يقال في المثال السابق أكرم الكل.
وتارة يختم القرآن عشرةٌ أو عشرون، فثمة معلول تحقَّق في الخارج هو ختم القران الكريم، وليس بالضرورة أن يكون فاعل الختم واحدا، كما لا يشترط ذلك.
فلو أوصى الميت مثلًا بختم القرآن، وقام وليه بختمه فقد امتثل بأمره، وكذلك لو وزع القرآن أربعة أقسام على إخوته فقرؤوه لكان ثمة ختم للقرآن الكريم.
كما أنه لو قال صلُّوا عنِّي 100 ركعة وصلَّى عنه خمسون شخصًا كل شخص ركعتين، يتحقَّق المأمور به من قِبَلِ الميت.
بل يمكن أن يقال أن ختم القران بأكثر من واحد أفضل وأكثر استحبابًا، لتحقق عناوين أخرى غير الختم للقرآن الكريم، كما أن هيئة القراءة تختلف من شخص إلى آخر.
نعم لو كان ختم القرآن على غرار صلاة ركعتين لكان وحدة مطلوب مع وحدة الفاعل، لكن ختم القران الكريم تعدد مطلوب مع عدم اشتراط اتحاد الفاعل.