مساحة لنشر ما يقرِّره طلبة العلم من دروس، وما يُسجلونه من لفتات يفيدونها من المُدرِّسين والأساتذة في الحوزات العلمية في البحرين.


تصنيف بحسب الفئة:

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"تتوقَّف المطالب العِلمية في فهمها الصحيح على فهم أصل المسألة، فقد تُضبَط قوانين المسألة لكنْ لا عن تصوُّر، وحينها لا يتمكَّن الضابط من المناقشة أو المحاورة إلا في حدود ما قِيل، وبمجرد أنْ تخرجَ به عمَّا قِيل يتوجَّم ولا يتمكَّن من الكلام، لأنَّه تصوَّر ما قِيل في المسألة لا نفس المسألة، بل فهمه للمسألة إنَّما هو من خلال ما قِيل، ومن أهمِّ الأمور النظر في أصل التفكير في هذه المسألة".

سماحة السَّيد فيصل بن السَّيد جواد المشعل | فقه

"كل شيء فيه جهة من جهات الحرام يحرم جميع أنواع التقلب فيه، حتَّى لو كان حرامًا من جهة معينة كجهة الأكل أو اللبس، وهذا ممَّا لا يفتي به الفقهاء، بل ما أفتى به الفقهاء ودلت عليه الروايات المعتبرة هو خلاف هذا الحكم الكُلِّي".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"تحقُّق معرفة الشيء يُغني عن الحاجة إلى طريقٍ آخر نسلكه لمعرفته، فإذا وُجِد هذا الشيء في ذهني أو نفسي فلا حاجة حينئذٍ للباصرة أو غيرها من الحواس، فهي مجرد طُرقٍ لمعرفة الأشياء، ثم تبقى الصور التي تحصل عن طريقها في الذهن، فلا تحتاج بعدها للباصرة أو غيرها من الحواسِّ إلا إذا أردتَ أنْ تعرف حيثياتٍ أخرى في الشيء".


 

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"لماذا لا يمكن أن يصف الله تعالى إلا هو؟


قلنا أنك إذا أردت أن تصف شيئًا -بالرجوع لمبحث الوضع- فأنت تحتاج لتصوُّر الموضوع وتصور الموضوع له، أي تتصور المعنى واللفظ، وهذا أول شروط الوضع، والتوصيف وضع، فإنك تريد أن تبيِّن أمرًا موجودا، وهذا الموجود لا بدَّ أن تتصوره، وتصور الجزء والوضع للكل ممتنع، وهذا هو الحال مع الله تعالى، فإنه لا يمكن الإحاطة به تعالى، فلا يمكنك وصفه، وبالتالي تقف عند ما وصف به نفسه فقط، وتستعمله كدال، ولا تتعدى للمدلول".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"ينبغي أن نلتزم بما جاء في الروايات في مقام المناقشة، فتُكنِّي المخاطَب -مثلًا- إن كان جالسًا معك، وتذكره باسمه لو كان غائبا، ولم تستثنِ الروايات أحدًا من هذه الآداب، فالروايات الواردة في الآداب العامة ممَّا ينبغي أن ننقاد إليها كغيرها من الروايات، ولا ينبغي أن نغفل عن كون حالةِ المناقشة محضرٌ للشيطان، لذلك لا بدَّ أن نراعي الآداب ونهذِّب النفس فيها، ويكفينا أن نتأسَّى برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنجد في بعض الروايات أنه إذا كان يُحدِّث أحدًا أقبل عليه، وكذا الروايات التي تُرشِد لحسن الاستماع وغيرها من الآداب".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"البحث الثبوتي مهمٌّ جدًّا لوضع الموازين، وضبط البحث الثبوتي في جميع المسائل مهم، لكن إذا كان من أجل البحث الإثباتي فقط فهو غير صحيحٍ ولا يصحِّح سلوك الباحث، أمَّا إذا كان من أجل أن يكون عندك أسلوب تفكيرٍ وحياة، فهو حينها يساعدك على إرجاع الفروع إلى أصولها، حتى في أبسط الأمور، وهو -أي البحث الثبوتي- يعتمد على تصورِّك للمسألة لا أن يرتكز تصوُّرك على فهم غيرك لها حتى لو كان عالما، فيكون الإطار هو الثبوت، وكلمات العلماء بمثابة المُرشِد والموجِّه".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أو لا نعتبر الخبر بسبب السند فقط، ولكن بطبيعة الحال إذا جاء ثقةٌ بخبرٍ وجاءك كاذبٌ بخبرٍ تميل للثقة بشكلٍ طبيعي، ولكنَّ مصادرة ما نقله الكاذب ليس أمرًا صحيحًا ولا علميًا، إلَّا في موارد الدوران بينهما، فنأخذ حينها بقول الثقة، ولا يعني ذلك أنَّ الآخر غير صحيح، لكنَّه للدوران في مقام العمل، لعدم انكشاف كلِّ الحقائق لنا".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"فائدةٌ مهمة:


توجد لدينا نصوصٌ قرآنيةٌ وأخرى عتروية، وعندنا علوم اللغة والأصول والمنطق وغيرها، فكيف يمكن أن نتكامل من خلال هذه العلوم؟


المشكلة أنك لا تتمكن من المناقشة عادة لو قرأ كل واحدٍ النصوص بلغته فقط، فصاحب اللغة ينظر للنص من جهة اللغة لا غير، وصاحب الفلسفة ينظر من خلال الفلسفة لا غير، وهكذا في كل مجال، فلا يتمكن من النقاش إلا أصحاب نفس المجال العلمي مع بعضهم في هذه الحالة.


النصوص تعرض للبشر لا لغير العاقل، والعاقل يمكنه أن يفهم النص دون الرجوع إلى نصوصٍ أخرى أو علومٍ أخرى، ثم يرجع بعد أن يقرر ما فهمه أولًا إلى ما يحتاج من العلوم والنصوص، ومع عدم الرفض المطلق للرجوع للعلوم قطعًا نقول أن هذا الرجوع دوره تقويم الفهم أو تقويته أو ما شابه من فوائد، لا أنه يصادر فهم العاقل مصادرةً تامةً ويلغيه.


نحن ندرس هذه العلوم لتقويم أفهامنا لا لتحكيمها على عقولنا".

سماحة الشَّيخ حسن ابن الشَّيخ محمَّد آل سعيد | أصول الفقه

"فهذه تقريرات في أحد المباحث الأصولية الهامة، وهي تقريرات مستفادة من محاضرات صاحب الفضيلة الأستاذ العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي (دامت بركات أيامه وعطائه) ضمن دروسه الحوزوية في سنة 1442 للهجرة النبوية المباركة.


ونظرًا لما احتوته هذه المحاضرات من فوائد علمية قيمة، فقد قصدت أن أجتهد في تقريرها وتحريرها ووضعها بين يدي الباحثين والإخوان في الطلب، وذلك بعد إحراز إمضاء فضيلة الأستاذ (حفظه الله) بذلك؛ ابتغاءً لعموم الفائدة العلمية.


وكان جل عملي في هذه التقريرات هو تحرير ما فهمته من كلامه (حفظه الله) في أسلوب اجتهدت أن يكون سلسًا واضحًا، وتوثيق الأقوال الواردة في البحث، والتعقيب بما سنح. فأرجو أن أكون قد وفقت لما قصدت، مبتهلًا إلى الله (جل ثناؤه) أن يتقبّل هذا العمل وأن يوفّقنا وجميع المشتغلين بالطلب، وأن يقر أعيننا ببقاء الأستاذ (حفظه الله) ويديم أيام إفاداته العامرة".

سماحة الشَّيخ محمود سهلان العكراوي | الحديث الشريف

"في الحقيقة هو القانون الذي مرَّ بيانه سابقا، فالدَّال على المُقدِّر والمنشئ ليست نفس هذه المظاهر والتجانس بينها، بل الدالُّ هو الأمر الذي جعلها هكذا، فلماذا لم تكن على هيئةٍ أخرى وترتيبٍ آخر؟


مهما فعل الإنسان ولو وصل لطريقةٍ يُحيي بها الموتى فهو لن يخرج من هذا القانون المُحكَم، فهو لا يستطيع -مثلًا- إيجاد علَّةٍ معيَّنةٍ ويمنع من حدوث معلولها، وهذا هو العجز التامُّ في مقابل هذه القوانين التكوينيَّة الإلهيَّة"