سماحة الشيخ مهدي ابن الشيخ صالح الجمري | فقه
"ومن هنا نقولُ: لا ينبغي أن نصادم بين الواقع والسنّة العزيزة بما يؤدي لتأويلها أو تخصيصها بزمانٍ دون زمان أو إنكارها، إنّنا نريد المقاربة بين الواقع والسنّة، ونحتذي بالسنّة كمثالٍ، فنطابق واقعنا على وفقها، لا أنْ نؤول السنّة بحسب الواقع.
لك أنْ لا تأخذ بالسنّة؛ لأنّها تتضمن الترخيص، لكن ليس لأحدٍ أن ينكرها أو يستنقصها أو يؤولها حسب ما يريد، وإنْ كانت تعارضُ حالاً من الأحوال لا خلاص منه بالنسبة لأحدٍ من النّاس فينبغي له أن يلتزم بما يستطيع؛ لأنّ الضرورة تقدر بقدرها، وإنْ لم يقدر على شيءٍ منها فلا يجعل قناعته على خلافها، ولا دعوته لما هو ضدٌّ لها، وهو في حال الضرورة والحرج في مورد العذر والترخيص شرعًا.
هذه هي مقدمة المقال، وأرجو من القارئ الكريم أنْ يُجري ويسرِّي هذه المقدمة في كلِّ مفصلٍ من المفاصل التي نطرحها، لكي لا نقع في المحذور والإشكال الذي نريد أن تجنّبه".